18-فبراير-2024
 (الصورة: Getty)

(الصورة: Getty)

فريق التحرير - الترا جزائر 

أثارت صور لبؤة نافقة بأحد غابات اليشير بولاية برج بوعريريج، جدلًا واسعًا وسط جزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي، ودار نقاش بين فريق يدعم فرضية هروبها من حديقة حيوانات، وآخر يرجّح عودة ظهور أسد الأطلس الذي كان يعيش في هذه المناطق منذ فترة طويلة قبل اختفائه بفعل عمليات الصيد العشوائية في فترة الاستعمار الفرنسي.

إسلام العنقاوي: بعض العائلات في ولاية برج بوعريريج تربي الأسود في بيوتها

في الفيديو المتداول على موقع التواصل الاجتماعي، يظهر أحدهم قرب جثة لبؤة نافقة، مؤكدًا أنه عثر عليها بجبال قرية الزنونة ببلدية اليشير التابعة إداريًا لولاية برج بوعريرج، ثم يردف معلقًا بأنه لأول مرة يرى حيوان الأسد عن قرب، مرجحًا أن يكون قد قدم من أدغال الغابة المجاورة للغابة.

فتح جزائريون النقاش فيما يشبه التحقيقات، عن مصدر هذه الحيوانات، فاختلفت الآراء والتدخلات، رغم وجود بلاغ رسمي تحدث عن عثور السكان على جثة لبؤة نافقة في الغابة، صادر عن خلية الإعلام والاتصال للمجلس الشعبي لبلدية اليشير جاء فيه: "بناء على المعلومات الواردة إلى مصالحنا حول تواجد حيوان نافق بطريق قرية الزنونة، انتقلنا رفقة مختلف المصالح المعنية ( الدرك الوطني ،طبيب بيطري للمصالح الفلاحية ،رئيس لجنة الصحة للبلدية) حيث وقفنا على وجود حيوان نافق من فصيلة السنوريات ( لبؤة بالغة) حيث تم اتخاذ الإجراءات المعمول بها والردم التقني بعد فحصها من طرف الطبيب البيطري. كما تبقى أسباب وكيفية وجودها بعين المكان مجهولة ".

إلى هنا، تتحدث تعليقات عن فرار هذه اللبؤة من حديقة حيوانات إلى هذه الغابة، ونفوقها بسبب الجوع والعطش، بعدم قضت أيامًا تتجول دون أن يلحظها أحد، أو ربّما تكون هذه اللبؤة قد نفقت في حديقة للحيوانات وتخلص منها العمال في هذه الغابة، وهو أمر مستبعد بالنظر أن مثل هذه الحالات يتم التعامل معها وفق إجراءات قانونية، تنتهي بدفن الحيوانات النافقة.

كلام صاحب الفيديو، عن إمكانية قدوم هذه اللبؤة من الغابة، أثار حديثًا عن عودة الأسود الأطلسية التي كانت تعيش في الجزائر، حيث تشير مصادر كثيرة، إلى أن آخر أسد أطلسي شوهد في الجزائر، كان سنة 1911، حيث تمكّنت هذه السلالة من البقاء بأعداد قليلة جدًا في الجبال والغابات، إلى أن تمكنت سلطات الاحتلال الفرنسي من القضاء عليها، بفعل عمليات الصيد، ودفع مبالغ مالية للصيادين مقابل كل أسد يصطادونه، وهي معلومات ريطها كثيرون بقصة العثور على لبؤة في اليشير.

في هذا السياق، نشرت صفحة "البويرة كن المراقب" أن أسباب وصول الحيوان إلى الغابة تبقى مجهولة، وقد جاء في التعليق: "العثور على أسد ميت (لبؤة) في قرية الزنونة بلدية اليشير ولاية برج بوعريريج، تم دفن الحيوان بعد معاينته من قبل المصالح المختصة، فيما يجهل كيفية وصول هذا الحيوان للمنطقة".

من جهتها، تناولت صفحات أخرى هذا الخبر بشيء من التعليقات الساخرة، حيث كتبت صفحة "mis 66" إنه بعدما كان يدور حديث حول العثور على ضباع، "أصبح الحديث يدور الآن عن الأسود، إنها بلاد الأسود".

وفي السياق نفسه، تنشر صفحة "راك في الخروب" تعليقًا ساخرًا بدورها على العثور على لبؤة في اليشير، مفاده أن الأسود تموت جوعًا في هذه البلاد، بينما تعيش الكلاب على اللحوم.

يعلق البحث عن المنشورات المتداولة، فيدعو أحدهم اسمه مجدوب، إلى أنه "يجب فتح تحقيق إذا كانت هذه اللبؤة هرب من حديقة الحيوانات أم لا، لأن هناك احتمال أن تكون من سلالة أسود الأطلس المنقرضة".

ويضيف آخر في المنشور نفسه، أنه يعتقد أن "هذه اللبؤة كانت في حديقة للحيوانات، وحين نفقت بسبب مرض ما، تخلصوا منها في الغابة، فهم معتادون على فعل ذلك".

مربي الحيوانات الشهير إسلام العنقاوي، نشر بدوره رأيه في الموضوع، ورجح أن تكون هذه اللبؤة نفقت عند مالكها، مردفًا: "معروف في ولاية برج بوعريريج أن هناك بعض العائلات تربي الأسود في بيوتها، ونحن من يتابع تربية الحيوانات على علم بهذا الموضوع، لأن اللبؤة بالغة وليست صغيرة لتكون معرضة للمرض والموت، ولا تبدو هزيلة فهي تظهر مكتنزة في الفيديوهات".

كما رجح العنقاوي، استنادًا إلى تحليل الفيديو، أن اللبؤة كان يبدو عليها آثار الاحتزاز في رقبتها، ورجّح أن يكون مالكها قد ربطها واختنقت بالطوق".

هذه الحادثة أعادت إلى أذهان كثيرين حادثة فرار نمر بالغ من حديقة تسلية خاصة في مدينة تقرت

يذكر أن هذه الحادثة، أعادت إلى أذهان كثيرين حادثة فرار نمر بالغ من حديقة تسلية خاصة في مدينة تقرت، حيث قتل النمر رميًا بالرصاص بعدما أثار هلعًا في الشارع، وتداول جزائريون وقتها عدة فيديوهات يظهر فيها أشخاص يطاردون النمر بالحجارة، قبل أن تتدخل قوات الأمن وتقضي عليه.