09-أكتوبر-2022
في مدرسة بالعاصمة الجزائرية (تصوير: رياض قرامدي/أ.ف.ب)

في مدرسة بالعاصمة الجزائرية (تصوير: رياض قرامدي/أ.ف.ب)

قالت صحيفة لوفيغارو إن اللغة الفرنسية تتراجع في الجزائر بفعل سياسة تشجيع الإنجليزية، وأشارت إلى أن بعض الجزائريون باتوا يلجؤون للمدارس الخاصة من أجل ضمان تكوين جيد لأبنائهم في الفرنسية.

صحفيفة لوفيغارو: واقع اللغة الفرنسية في الجزائر لا يتجه نحو الأحسن مستقبلًا

وذكرت الصحيفة في تحقيق لها، يعنوان "الجزائر تقود عملية مطاردة اللغة الفرنسية"، إن واقع لغة موليير في الجزائر لا يتجه نحو الأحسن مستقبلًا، خاصة بعد  قرار الرئيس عبد المجيد تبون الأخير بأن تصبح اللغة الإنجليزية إلزامية من بداية السنة الثالثة ابتدائي، بالموازاة مع تعليم اللغة الفرنسية.

ورصدت الصحيفة تراجع مستوى الفرنسية عند الطلاب، ونقلت عن الدكتورة خولة الإبراهيمي المختصة في اللسانيات بجامعة الجزائر، إن طلاب السنة الأولى وبعد أن كانوا في السابق يكتبون ويتحدثون اللغة الفرنسية جيدًا، باتوا اليوم غير قادرين حتى على تكوين جملة مفيدة.

وأبرزت ‘‘لوفيغارو’’ أن الأزمة الدبلوماسية التي سببتها تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تشرين الأول/أكتوبر الماضي والتي شكك فيها في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، قد سرّعت الأحداث نحو تعميم استخدام اللغة العربية في مراسلات الوزارات واستبعاد الفرنسية.

وفي مقابل تراجع السلطات الجزائرية عن اللغة الفرنسية، قالت لوفيغارو إن أولياء فئة واسعة من التلاميذ الجزائريين بادروا إلى تسجيل أبنائهم في مدارس خاصة، نظرًا لأن المدرسة الحكومية الجزائرية تتراجع.

وأضافت أن هؤلاء الأولياء يريدون تكوينًا يضمن مستقبلًا لأطفالهم، وهو ما لا يتم إلا من خلال إتقان اللغة الفرنسية للتمكن من متابعة الدراسات العلمية في إحدى الجامعات الجزائرية، على غرار الطب والهندسة والاختصاصات التقنية التي تدرس بالفرنسية، ناهيك عن سهولة إيفاد أبنائهم لمتابعة دراساتهم العليا في الجامعات الفرنسية والأجنبية.

وأشارت ‘‘لوفيغارو’’ إلى أن الجانب الفرنسي يدرك أنه بصدد فقدان تأثيره في منطقة المغرب العربي، ونقلت عن دبلوماسي فرنسي أن ‘‘المشكلة تظل تقتصر فقط على الدول المغاربية، على عكس الدول الخليجية التي تسعى إلى تنويع شركائها، وعبرت عن حاجتها الكبيرة للغة الفرنسية وللثقافة الفرنسية’’.