29-ديسمبر-2023
(الصورة: فيسبوك)

(الصورة: فيسبوك) الأيام السينمائية لفيلم التراث

طوفان الأقصى، معركة الـ7 أكتوبر التي قلبت العالم رأسا على عقب، بل وكتبت تاريخا جديدا للبشرية، كشفت حقيقة الصهاينة وازدواجية الغرب في التعامل مع الأمة الإسلامية.. معركة غزّة طغت ملامحها على المشهد الثقافي والأدبي في 2023 بالجزائر.

نزلت فلسطين ضيف شرف على فعاليات الدورة الثانية من تظاهرة "الأيام السينمائية لفيلم التراث"

بعد العدوان الصهيوني مباشرة على غزّة قررت وزارة الثقافة الجزائرية تعليق الأنشطة الثقافية والفنية تضامنًا مع غزّة نصرة لفلسطين المناضلة، باستثناء بعض الفعاليات الكبرى التي كيّفت الوزارة مضمونها مع القضية الفلسطينية دعما للشعب الفلسطيني لإسماع صوته إلى العالم وفضح العدوان والتنديد بالحصار المفروض على غزّة واستنكار سياسة التقتيل والتجويع التي يمارسها الاحتلال الغاشم في القطاع.

ولعل من أبرز التظاهرات الثقافية التي كانت منبرًا للدفاع عن فلسطين، واستطاعات أن تسمع صوتها وتنقل صرخة أبنائها خارج حدود الجزائر ثلاث فعاليات دولية بارزة برعاية رسمية وهي:

معرض الجزائر الدولي للكتاب

في طبعته الـ26(2023) بينتشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر الماضيين، احتفى معرض الجزائر الدولي للكتاب بفلسطين، وخصص برنامجًا ثريًا ومنوعًا يصب في نصرة ودعم فلسطين، مع استضافة كتّاب وشعراء جزائريين وعرب.

فضاءٌ  جديد أطلق عليه "فضاء غزّة" احتضن عديد الفعاليات والندوات الثقافية التي سجلت مشاركة عدد من الأسماء الثقافية الجزائرية والفلسطينية والعربية من أجل استعراض ومناقشة ثلة من المواضيع التي ترتبط بفلسطين، وفي مقدمتها ندوة حول شعر المقاومة، أمسية شعرية تضامنية مع غزة الجريحة، ندوة تتناول موضوع "تسريد المقاومة الفلسطينية في الرواية العربية"، الرواية الجزائرية والتغريبة الفلسطينية" بمشاركة كل من الروائي واسيني الأعرج، المترجم والكاتب محمد ساري، والكاتب والأكاديمي عزالدين جلاوجي، وعبد المنعم بن السايح وبومدين بلكبير، ندوة الرواية العربية وسرد المأساة الفلسطيني.. إلخ.

كما استضاف المعرض الروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله الذي قدّم ندوة بعنوان "فلسطين والقضية"، الروائي الأردني أيمن العتوم ناقش "هل قراءة الرواية إضاعة للوقت؟"، فيما خصص المعرض منصة للروائي الفلسطيني يحيى يخلف للحديث عن القضية وتجربته في الكتابة.

ملتقى أدب المقاومة العربي

"ملتقى أدب المقاومة العربي".. احتفالية ثقافية كبيرة نظمتها الاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون، منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول 2023 تحت شعار "فلسطين قضية وطنية للجزائر"، بمشاركة أسماء وازنة من شعراء وكتاب جزائريين وعرب.

الفعالية التي جرى تنظيمها تحت إشراف وزارة الثقافة والفنون الجزائرية، أشاد المشاركون في بيانها الختامي بعد ثلاثة أيام من النشاطات، بموقف الجزائر الثابت في نصرة القضية الفلسطينية، بدءا باحتضان الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية نهاية ثمانينيات القرن العشرين، إلى احتضان مبادرة لمّ الشمل بين الفصائل الفلسطينية، وصولا إلى "أدب المقاومة العربي" الذي شكلّ رافدا ثقافيا وأدبيا وفنيا لبحيرة الانتصار للحق الفلسطيني ونصرة الإنسان والمكان في غزة، وهما يواجهان القصف وحرب إبادة يمارسهما الاحتلال الصهيوني ضاربا عرض الحائط كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية والشرائع السماوية.

المشاركون في هذه الفعالية أكدّوا أنّ "الأدب واحد من تمظهرات المقاومة بل وأكثرها تأثيرا وتنبيها وتوثيقا انطلاقا من أنّ الكلمة والرصاصة، في مفصل تاريخي معين تصبحان وجهين متكاملين لعملة التحرير".

فعاليات فيلم التراث

 وعكست التظاهرة التضامن الواسع والمطلق للنخب والمثقفين في الجزائر، وكذلك العرب مع الإعلاميين والمثقفين في فلسطين وهم يذودون عن وطنهم بسلاح الكلمة رغم التعسف والانتهاكات التي تطالهم يوميا. كما شكلت التظاهرة منبرا طالب من خلاله المشاركون العالم إلى فتح معبر رفح لتزويد غزة بالماء والغذاء والوقود، وشددوا على حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

الأيام السينمائية الدولية لفيلم التراث

نزلت فلسطين ضيف شرف على فعاليات الدورة الثانية من تظاهرة "الأيام السينمائية لفيلم التراث"، التي قدمت للجمهور الجزائري بانوراما أفلام فلسطينية توثق لجرائم الاحتلال في فلسطين وتروي معاناة الفلسطينيين تحت الحصار، تحت القصف، كما لقسوة التهجير والمنفى وحلم العودة الذي يراود المهجرين من أبناء فلسطين.

التظاهرة شهدت عرض ستة أفلام وثائقية فلسطينية هي: فيلم "جسر العودة": إخراج عمر بلان، والذي يروي قصة صفد مدينة مهجّرة غادرها أهلها عام 1948 بقوة السلاح، لكن يؤكد -بحسب الفيلم-  أنّ أحفاد الآباء والأجداد ما يزالوا عندما يزورونها ينتمون لهذه الأرض ولا يستطيعون التنازل عنها وعن ذكريات أجدادهم فيها.

فيلم "ميلاد مر": الذي يصور حالة سيدة فلسطينية لحظة المخاض، وكيف تحاول القوات الصهيونية تعذيبها."، أمّا فيلم "جدتنا الزيتونية" لسعود مهنا، لحكاية شجرة الزيتون التي تحكي ذاكرتها حينما استشهد المقاومون تحتها، وكيف أنّها حاولت حمايتهم بأغصانها."

والفيلم الرابع "وقعت عن الحمار": إخراج بشار النجار، قصته: "يعيش الأسرى حالة من التعذيب، والإهانة، لينتزع الصهاينة اعترافات منهم، وفي يبرز الفيلم كيف أنّ الأسير يعيش حاله."

إضافة إلى فيلم "أمال" من إخراج فاطمة الحلو، التي تقول عنه: "حاول جنود الاحتلال الاستيلاء على وثيقة مهمة تخص عائلة فلسطينية، ولكن فتاة فلسطينية تتحداهم، وتجبرهم على عدم تنفيذ رغبتهم."، بينما فيلم "القدس أرض الله الطاهرة" للمخرج الجزائري فؤاد روايسية، يكرس عبره قصة العشق والمحبة للقدس من خلال أوبيريت غنائي لمجموعة من الفنانين العرب الذين يؤكدون أنّ القدس عربية وستبقى عربية.

وإلى جانب هذه التظاهرات الثقافية والفنية البارزة، جرى تنظيم عدّة نشاطات احتفائية نصرة وتضامنًا مع غزّة وفلسطين بشكل عام في عدد من ولايات الوطن على غرار ملتقى "شموع لا تنطفئ" بوهران، مهرجان المسرح المحترف في طبعته الـ16 الذي خصص وقفة تضامنية مع فلسطين في حفل افتتاحه... وغيرها.

نُظمت عدّة نشاطات احتفائية نصرة وتضامنًا مع غزّة وفلسطين بشكل عام في عدد من ولايات الوطن على غرار ملتقى "شموع لا تنطفئ" بوهران

وعلى المستوى غير الرسمي، تفاعل كتاب ومسرحيون ومخرجون سينمائيون، وممثلون، جزائريون على حساباتهم بمنصات التواصل منذ السابع أكتوبر، بمنشورات تتضامن مع الفلسطينيين وتدين العدوان الإسرائيلي وجرائمه الوحشية، وتفضح جرائم الاحتلال وسياسات الغرب في غزّة.