29-أغسطس-2023
عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم "حمس" (الصورة: فيسبوك/الترا جزائر)

عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم "حمس" (الصورة: فيسبوك/الترا جزائر)

فريق التحرير - الترا جزائر 

دعا عبد الرزاق مقري الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم إلى الحذر من إيطاليا وكل الدول الأوربية، بعد رعاية روما لقاء وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع وزير الخارجية الإسرائيلي.

أبرز مقري أن هذه القضية ستمثل إحراجًا كبيرا للسلطات الجزائرية التي لا تزال تقاوم موجات التطبيع في كل العالم العربي،

وقال مقري في تدوينة له على فيسبوك  إن من مظاهر الخطر في عملية الاختراق مع الشقيقة والجارة ليبيا أنها تمت بوساطة دولة باتت قريبة جدًا من الجزائر وتوطدت العلاقات الاقتصادية والتجارية معها كثيرًا وهي إيطاليا، إذ صرّح مسؤولو الكيان بأن وزير الخارجية الإيطالي هو من رتب وسهل اللقاء بين المسؤول الإسرائيلي والوزيرة الليبية".

وأوضح أن ذلك يتطلب من الجزائريين، سلطة وشعبًا، الحذر الشديد من أيّة دولة أوروبية، إذ كلها تمثل معسكرًا واحدًا متحالفا مع الكيان وإن اختلفت المصالح.

وأبرز مقري أن هذه القضية "ستمثل إحراجًا كبيرا للسلطات الجزائرية التي لا تزال تقاوم موجات التطبيع في كل العالم العربي، الذي أصبح يُكوّن لها خطرًا على أمنها القومي، وليس موقفا مبدئيًا متعاطفا مع القضية الفلسطينية فقط، وذلك من خلال تمركز الكيان في المغرب على الحدود الغربية الجزائرية وتحالفه مع المخزن تحالفا عسكريا وأمنيا ضد بلادنا".

وأشار إلى أن ذلك "يضاف إلى محاولات الاختراق في تونس، بل في الجزائر نفسها وفق ما تم اكتشافه مؤخرا بخصوص العمل الاستخباراتي الذي قامت به الإمارات على أرضنا لصالح الكيان".

وفي قراءته لتفاعلات هذا اللقاء، نبّه مقري إلى "الطبيعة الاستعلائية المُحتقِرة للمسؤول العربي التي يعتمدها الكيان الصهيوني أثناء محاولاته اختراق العالم العربي دون أي اعتبار لمصير من ورطه هو ذاته في الخيانة".

وأضاف أن اللقاء أظهر "طبيعة المسؤول العربي المستلب حضاريًا الذي يتجرأ على الخيانة من أجل مصالح شخصية متوهمة ولو على حساب قوانين ومصالح بلده، دون أدنى مراعاة للمشاعر والإرادة الشعبية الرافضة للتطبيع مع الكيان الغاصب".

وأشاد رئيس حمس السابق بطبيعة الشعب الليبي الحر الذي عبّر حسبه عن رفضه لهذه الخطوة الآثمة من خلال الاحتجاجات في العديد من أنحاء ليبيا وعبر مؤسساته وأحزابه ومنظماته المدنية، بما مثل ضغطا شديدا على الحكومة للتعامل بصرامة مع الوزيرة وإقالتها والتحقيق في الموضوع وإحالتها للعدالة.

وأردف "هذه الهبة الشعبية في أجواء الحرية الذي يكفلها توازن القوى في ليبيا، يدل أن التطبيع يكون مستحيلا في الدول العربية والإسلامية حين تكون الحريات والديمقراطية مكفولة للشعوب".

وبالنسبة لإسرائيل، أكد مقري أن العلاقات السرية مع المسؤول العربي  لا تمثل بالنسبة للكيان إلا مرحلة قبل الإعلان عنها وتقدير إمكانية تحويلها إلى علاقة رسمية، إذ همه هو التطبيع ولا تطبيع دون ظهور العلاقة.

وأشار إلى أن عملية نشر وزير خارجية الكيان لخبر لقائه في روما مع الوزيرة  نجلاء المنقوش هي في حد ذاتها عملية اختراق لجعل التطبيع المجرّم قانونا في هذا البلد ممكنا وقابلا للإنجاز حتى وإن لم تنجح المحاولة الأولى.