بادرت نخبة من النشطاء والفاعلين في مدينة برج بوعريريج، التي فرضت نفسها في صدارة الحراك الشعبي، إلى إطلاق مبادرة سمتها "لجان السعادة في الأحياء السكنية"، تهدف إلى "بعث روح المجتمع المدني الحقيقي والفعال والمبادر".
أطلق نشطاء وفاعلون في مدينة برج بوعريريج، "لجان السعادة في الأحياء السكنية" من أجل "بعث روح المجتمع المدني الفعال والمبادر"
المبادرة التي تتم مناقشة منطلقاتها وآليات تطبيقها وأهدافها خلال سهرات رمضانية، تأتي، بحسب الشاعر والناشط رشيد بلمومن، "لتخلق انسجامًا بين روح الحراك الشعبي الهادف إلى التغيير الشامل والمجتمع المدني المطالب بأن يخرج من مقام الاعتماد على الحكومة في كل الأمور، إلى مقام المبادرة والتكفل بالحاجيات، التي تعنيه مباشرةً".
اقرأ/ي أيضًا: الجزائريون يربحون أنفسهم في الحراك
التأسيس لمجتمع مدني مبادر
وقال بلمومن لـ"الترا جزائر"، إن "المجتمع المدني، الذي لا ينظم نفسه بنفسه، مفروض عليه تدخل الحكومة في شؤونه، التي تعنيه وحده، بنوايا سياسية تصادر حقه في الاختيار"، موضحًا: "ليس منطقيًا أن يرفض المواطن الجزائري سياسات الحكومة، لكنه في الوقت نفسه ينتظر منها أن تصلح له حتى المصابيح في العمارة".
وبحسب بلمومن، فإن مبادرة "لجان السعادة في الأحياء السكنية"، تقوم على 34 خطوة، ستنقل الحي السكني في المدينة، من مجرد مرقد إلى فضاء للتواصل والتكامل والتكافل بين السكان. "علينا أن نتجاوز منطق أن الجار لا يعرف جاره. وأن الطفل والشاب والكهل والشيخ والمرأة لا يجدون خدمات في حيهم تيسر حياتهم"، يقول بلمومن
وأكد الشاعر والناشط الجزائري أن اللجنة، التي تعتمد في تكريس مبادراتها الميدانية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتخلق حالة تواصل دائم بين سكان الحيّ المقيمين والمغتربين، لنقل الخبرات والمبادرات؛ "تؤمن بالاختلافات السياسية واللغوية والحزبية والمذهبية بين سكان الحومة، وتترك ذلك للخيارات والانتماءات الشخصية للمواطنين، وتنأى بنفسها في برامجها عن عما يفرق ويثير الحساسية"، كمال قال.
34 مبادرة مجتمعية
هذا وورد في بنود المبادرة، أنها تعمل على "تنظيف الحي وتزيينه وتشجيره، والإشراف على الحراسة، وبعث مبادرات رياضية وثقافية وفنية، ورعاية المواهب، وتنظيم رحلات سياحية وترفيهية وعلمية، والقيام بدروس لمحو الأمية، ووضع برنامج خاص بالمسنين والمتقاعدين، وإنجاز روضة خاصة بالأطفال، وإصلاح مرافق الحي، ومضاعفة الإضاءة وصيانتها، وخلق توأمات مع أحياء أخرى، في مدن أخرى، وتنظيم مواعيد إخراج القمامة من البيوت، واستعمال علب تجميع كاتمة للروائح".
كما تعمل هذه المبادرة المدنية، التي اتخذت لها شعار "مواطنة.. إنسانية.. تكافل"، على نشر ثقافة القراءة بإنشاء مكتبات صغيرة في البيوت والمقاهي وساحة الحي.
وتقترح المبادرة التنسيق مع إمام الحي لتكون خطبة الجمعة منسجمة مع الحاجات الاجتماعية إلى إصلاح معين في التفكير والسلوك، مع عرض مبادرات ذات جدوى اجتماعية حقيقية على لجنة المسجد لتمويلها من صندوق الزكاة، بالموازاة مع التنسيق مع إدارات المؤسسات التربوية، التي يتمدرس فيها أبناء الحي لبعث مبادرات ثقافية وتربوية، ولاحتضان جلسات حوار دورية بين الأسر والمعلمين والتلاميذ.
ولم تهمل المبادرة الجانب الصحي والنفسي للسكان، فاقترحت استقدام أطباء لنشر الثقافة الصحية، ونفسانيين في مناسبات معينة، مثل موعد الامتحانات. وتوعية الشباب في مجالات البيئة والمخدرات.
من السياسي للاجتماعي والثقافي
وتأكيدًا لروح التكافل بين سكان الحي الواحد تقترح المبادرة شراء لوازم العرس والجنازة، وإصلاح ذات البين، والعمل على تسويق منتوجات المرأة الماكثة في البيت، بالتواصل مع الفضاءات التجارية المعنية في المدينة، والاتفاق مع سائقي أجرة خدومين وثقاة على أن يتعاملوا مع ساكنات وسكان الحي. وتخصيص صندوق الديون، لدفعها عن أحد سكان الحي، أو اللجوء إلى الصندوق عند الحاجة القصوى، من غير فوائد.
ومن باب زرع ثقافة التشجيع على روح المبادرة، تخصص "جائزة المواطن الصالح" شهريًا، وتمنح وفق معايير تتعلق بحسن السلوك وروح المبادرة ونفع سكان الحي.
إجمالًا، أعلنت "لجان السعادة في الأحياء السكنية" عن 34 مبادرة لإنعاش المجتمع المدني بما يواكب تطلعات الشعب بعد الحراك
وإجمالًا، فإن "لجان السعادة في الأحياء السكنية"، أعلنت عن 34 مبادرة لإنعاش المجتمع المدني، بما يواكب تطلعات الشعب من خلال الحراك الشعبي، الذي كما أنه تأثير سياسي، يتضح كذلك تأثيره الاجتماعي والثقافي، وما يعكسه إقدام نشطاء على إضافة شعار "نترباو قاع" إلى شعار "يتنحاو قاع".
اقرأ/ي أيضًا:
الحراك الذي لا تحتكره السياسة.. مطالب حيوية ومعيشية من عمق الشارع الجزائري