10-ديسمبر-2023
ميلونشون

جون لوك ميلونشون (الصورة: Getty)

قال الزعيم اليساري البارز في فرنسا جون لوك ميلونشون إن هناك أحقادا مدفونة من الفترة الاستعمارية الفرنسية للجزائر وراء النظرة المضادة للعرب والمسلمين لدى جزء من الطبقة السياسية والإعلامية في بلاده والتي ظهرت بشكل خاص في الحرب الجارية على غزة.

الزعيم اليساري حاول تفسير ظاهرة معاداة العرب والمسلمين التي تظهر في الاعلام الفرنسي

وأوضح ميلونشون في حوار مع موقع "أوريون إكس" أن هناك احتجاجات حاشدة في العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، والتي يشارك فيها قطاعات واسعة حتى من المجتمعات اليهودية المحلية"، مشيرا إلى أن هذا التنوع يثبت سخف نظرية "صدام الحضارات" التي بناها صمويل هنتغتون.

ولفت مؤسس حزب فرنسا الأبية، إلى أنه في أي بلد في العالم، باستثناء ربما جزء كبير من الطبقة الإعلامية الفرنسية، لا يوجد انقسام معاد للعرب، ومعاد للإسلام، كما توقعه الكثيرون، حيث تشير كتلة المتظاهرين حسبه إلى العدالة، والقانون الدولي، وحق العيش بكرامة، وعالمية حقوق الإنسان.

وفي تفسيره لهذه الخصوصية الفرنسية، قال ميلونشون إن في بلاده، هناك دائمًا أحقاد مدفونة، مبرزا أن "حرب الجزائر كانت مصدرًا للألم الشديد للفرنسيين، خاصةً وأن قادتهم قد نبذوا القيم والمبادئ التي ادعوا أنهم يعملون باسمها".

وأضاف شارحا فكرته: "بعد الخروج من الاحتلال النازي، تم قصف مدينة سطيف (شمال شرق الجزائر) في أيار/ماي 1945! ثم انتظرنا حتى عام 1999 للاعتراف بأنها كانت حربًا وليس عملية ضد الخارجين عن القانون".

وتابع متسائلا: "ما الذي فعلناه (في الجزائر)؟ من فعل ذلك؟ ماذا كان ينبغي علينا أن نفعل؟ في ظل أي ظروف؟ لن نتمكن أبدًا من تطهير الفظائع التي ارتكبت في الجزائر وفي فرنسا".

واعتبر ميلونشون أن منطقة المغرب والجزائر لم تتوقف أبدًا عن كونها ضغينة فرنسية مدفونة، ومع ذلك، فإن 35 بالمائة من شباب بلادنا اليوم -يقول- مرتبطون عاطفياً بالجزائر من خلال آبائهم وأجدادهم وحاضرهم وجنسيتهم المزدوجة أو أزواجهم، لكن كم من السابقين ما زالوا يكافحون، حسبه، من أجل الشفاء؟

ويعد المرشح الرئاسي السابق في فرنسا من أبرز الداعمين لفلسطين في العدوان الأخير على غزة ما كلفه هجوما حادا من الإعلام وساسة اليمين في هذا البلد.