ثار جدل في الفترة الأخيرة في الجزائر، حول تناول الأطعمة على الشواطئ، حيث تداول فيسبوكيون جزائريون على نطاق واسع صورًا لأطباقهم ومأكولاتهم التقليدية على الشواطئ، ردًا على سخرية البعض في إحدى القنوات التلفزيونية، من المصطافين الذين يحضرون معهم طبق العدس والسباغيتي وأطلقوا حملة "ناكل واش نحب".

تتجنب عائلات جزائرية كثيرة اقتناء الأطعمة من المحلات المحاذية للواجهة البحرية لأسباب متعلقة بالجودة والنظافة 

بثت إحدى القنوات برنامجًا استقصائيًا، تحدثت فيه عن "المأكولات الغريبة" التي يحضرها الجزائريون إلى الشواطئ، وانخرط بعض المستجوبين في حملة السخرية من المصطافين الذين يجلبون معهم مأكولات ثقيلة.

اقرأ/ي أيضًا:

العاصمة.. جمع 123 طنًا من النفايات منذ إعادة فتح الشواطئ

معروف أن كثيرًا من المصطافين يتناولون أطعمة خفيفة على الشواطئ، ولكن في الغالب ما تكون أسعارها مرتفعة في المحلات المحاذية للواجهة البحرية، ولذلك تلجأ عائلات كثيرة لإحضار الطعام معها، وربما يتفادى البعض الآخر اقتناء الأطعمة في الشارع، لأسباب متعلقة بجانب النظافة والجودة.

في هذا السياق، أطلق نشطاء على مواقع الاجتماعي، حملة "ندير واش نحب وناكل واش نحب ولي ما عجبوش الحال يبدل بلاد"، ومعناها "سأتناول ما أشاء ومن لم يعجبه الأمر فليرحل".

وذكر معلقون أن عائلات كثيرة لا تقوى على شراء الأطعمة من المحلات وتضطر إلى إحضار أطباق تقليدية وشعبية إلى الشاطئ، تفاديًا للمصاريف الكبيرة.

وأضاف آخرون أن الناس أحرار في اختياراتهم ومأكولاتهم، معتبرين أن المأكولات المنزلية أفضل بكثير من أطعمة الشارع وألذ، ولا يمكن المقارنة بينهما.

في هذا السياق، نشرت صفحة "ناس قسنطينة" تعليقًا جاء فيه: عند المقارنة نجد أن الأطباق المحلية التقليدية أفضل بكثير من الناحية الصحية والغذائية من الأطباق التي يريد المجتمع فرضها على المصطافين من شوارمة وبطاطا مقلية، وبيتزا، طاكوس كلها أطباق مرتفعة الثمن فوائدها أقل من طبق كسكس وعدس وسلطة بصل وطماطم رغم سعرها المنخفض، لا تستحوا من الأطباق الجزائرية التقليدية فبها عاش أجدادنا بصحة جيدة".

في الاتجاه نفسه، تعلق صفحة "أوفياء ششار"، أن "بعد حملات استهزاء واستهجان جماعة: الفوخ والزوخ وعشاه ڨرنينة.. مواطنون ينشرون صورًا لأطباق تقليدية نقلوها لشواطئ البحر"

وأضافت: "بمقارنة بسيطة نجد أن الأطباق المحلية التقليدية أفضل بكثير من الناحية الصحية والغذائية من الأطباق التي يريد بعض المتملّقين فرضها على المصطافين مثل الشوارما، البطاطا المقلية، البيتزا والطاكوس.. فكلها أطباق مرتفعة الثمن مليئة بإضافات مضرة بالصحة كالمايونيز، فوائدها أقل من طبق الكسكس أو العدس مثلًا. ما تحشمش بأصلك، أجدادنا عاشوا بالأطباق الجزائرية التقليدية في صحة جيدة".

من جهتها، علقت سعيدة ديرواس تقول: " ناكل واش نحب أنا على حساب مصاريفي المالية أنا، وليس واش تحب أنت"، وتعني بذلك أن كل شخص يصرف حسب قدرته الشرائية وليس إرضاءً للآخرين.

تعليقات أخرى، صبت اهتمامها حول نوعية الأطباق الحاضرة على الشواطئ، وتحولت من انتقاد التعليقات الساخرة الموجهة للمصطافين الذي يحضرون أطعمة منزلية، إلى الحديث عن أشهى الأطباق التي تفنن الجزائريون في إعدادها.

هنا، نشرت صفحة "صوت قرارة" على جدارها بموقع فيسبوك: " بعد حملات الاستهزاء، مواطنون ينشرون صور أطباق تقليدية ثقيلة على شاطئ البحر، تحت شعار (ناكل واش نحب أنا ماشي واش تحب أنت)، طبعًا #باضنجا حاضر بقوة وينافس على المراتب الأولى للطبق الأكثر حضورًا".

في هذا الاتجاه، نصح البعض بأن انتقاد نوعية الأطعمة على الشواطئ رؤية سطيحة وضيقة، وأن الأهم من كل هذا ترك المكان نظيفًا بعد تناول الطعام، إذ يقول بلال ساحلي في هذا السياق، "كثر الجدال حول أمور تافهة تجري للمصطافين في البحر مثل ماذا تأكل وما لا تأكل لذلك لا يهم أن تأكل العدس أو المشوي، لأن الأهم هو أن تحمل زبالتك وتترك مكانك نظيفًا من خلفك".

يدعو كثيرون إلى الاهتمام بجانب النظافة في الشواطئ بعد تناول الأطعمة والمشروبات وترك الفضاءات العامة نظيفة

وإن صبت معظم التعليقات حول انتقاد السخرية من المصطافين والأطعمة التي يحضرونها إلى الشواطئ، اهتمت تعليقات أخرى بالبرامج الترفيهية والاجتماعية التي تبثها بعض القنوات التلفزيونية، حيث تتسبب في أحايين كثيرة في غضب الشارع الجزائري بسبب توجيه المشاهد نحو السخرية من عادات وسلوكات المجتمع الجزائري، ومحاولة الاستثمار في بعض المشاهد اليومية المعاشة.

اقرأ/ي أيضًا:

أطعمة الشواطئ المتجوّلة في الجزائر.. تسمّمْ بنقودك

الإفطار على الشواطئ.. نزعة جزائرية جديدة