30-أبريل-2024
(الصورة: فيسبوك)

رؤساء الجزائر وتونس وليبيا (صورة: فيسبوك)

أكدّت وكالة الأنباء الجزائرية أن الاجتماع التشاوري لرؤساء الجزائر وتونس وليبيا الذي انعقد في العاصمة التونسية، "يمثل خطوة أولى لتأسيس حلف دول شمال أفريقيا الذي ستنضم إليه موريتانيا يوما ما".

الوكالة الرسمية: لا يمكن إنعاش كيان كان خلال هذه المدة الطويلة في حالة موت دماغي، وهي الحالة التي تنطبق على اتحاد المغرب العربي

وأوضحت الوكالة الرسمية في تعليق لها اليوم أن هذا التحالف الذي نشأ في قرطاج جدير بأن يكون بديلا إقليما استباقيا سيفرض نفسه بمرور الوقت كشريك موثوق ومسؤول تجاه الكيانات الشريكة الأخرى.

وأبرزت أنه "لا يمكن سواء للاتحاد الأوروبي غض الطرف عن تطلعات الشركاء الثلاثة المشتركة نظرا للموقع الجغرافي وللموارد التي يزخرون بها، ولا للاتحاد الإفريقي نظرا لقوة هذا التكتل المترابط، ناهيك عن الدول التي تتدخل في شؤون الآخرين والتي لن تستسيغ هذا العمل الجماعي الذي يجسد السيادة".

وكشفت الوكالة عن أن لقاء قرطاج كان فرصة للتطرق للوضعية الهامدة للاتحاد المغاربي، محملة المملكة المغربية، مسؤولية ما وصل إليه الوضع في الاتحاد.

وعلقت بالقول: "فأي كان الطبيب الممارس، لن يصعب عليه الاستنتاج بوضوح أنه بعد غيبوبة عميقة ولا مناص منها، لا يمكن إنعاش كيان كان خلال هذه المدة الطويلة في حالة موت دماغي، وهي الحالة التي تنطبق على اتحاد المغرب العربي

وأشارت في نفس السياق إلى أن الرؤساء عبد المجيد تبون وقيس سعيد ومحمد يونس المنفي، "كانت لهم الجرأة في رفض الوضع المتردي لاتحاد المغرب العربي وشرعوا في مبادرة حازمة تتعدى مجرد التواجد في مجموعة الثلاثة إلى إنشاء اتحاد استراتيجي للتكيف مع التغيرات الإقليمية والدولية".

وأضافت تقول: "الطريف في الأمر، هو كون الجزائر، التي اتهمت أنها المسؤولة عن هذا الوضع، هي من دعت أشقائها المغاربة، بمناسبة انعقاد منتدى رؤساء الدول المصدرة للغاز المنظم بالجزائر العاصمة في آذار/مارس المنصرم، إلى التفكير في سبيل آخر. فتونس بدورها قد حذت حذو الجزائر بتنظيم قمة قرطاج".

ولفتت الوكالة إلى أن "الرئيس تبون لم يخف يوما نواياه عندما يتعلق الأمر بالتعاون والتبادلات السياسية والاقتصادية في إطار إعداد خارطة الطريق الثلاثية". وقد سبق انعقاد القمة، وفق نفس المصدر، عدة إعلانات، على غرار إنشاء خمسة مناطق للتبادل الحر مع مالي وموريتانيا والنيجر وتونس وليبيا تحديدا، وإن كانت لحكومات بعض دول هذه المجموعة سلوك عدائي.

واعتبرت الوكالة أن الجزائر التي احتلت الصدارة في المجال الدبلوماسي، رافقت اقتراحها بديناميكية براغماتية شملت الملفات الأكثر استعجالا، على غرار أمن الحدود المشتركة و مكافحة الهجرة غير الشرعية وإطلاق مشاريع استثمارية كبرى تخص الطاقة وإنتاج الحبوب و تحلية مياه البحر والتحديات المناخية.

وقد تم، وفق المقال، تعيين مجموعات عمل مشتركة لتسريع تحقيق هذه الرؤية مع التوقيع على اتفاق لمعالجة ملف المياه الجوفية المشتركة في منطقة شمال الصحراء بين الجزائر وتونس وليبيا الذي كان مصدرا لتوترات كامنة بين الدول الثلاث منذ استقلالها. ويدل هذا على أن الإمساك بزمام الأمور يجسد مسعى إعلان قرطاج، حسب الوكالة.