17-مارس-2024
بيجار

تمثال الجنرال مارسيال بيجار (الصورة: فيسبوك)

انضم مؤرخان فرنسيان بارزان إلى نداء رفض إقامة تمثال خاص للجنرال مارسيال بيجار في مدينته الأم تول، بتهمة مشاركته في جرائم حرب أثناء الفترة الاستعمارية للجزائر.

مجموعة من المؤرخين الفرنسيين وقّعوا على عريضة ترفض إقامة تمثال بيجار في بلدة تول الفرنسية

ووقّع المؤرخان الفرنسيان فابريس ريسبوتي وألان روسيو على العريضة التي أطلقها نشطاء فرنسيون من أجل رفض إقامة التمثال.

وجاء في بيان للمؤرخين، نُشر في وسائل إعلام فرنسية، أن "أكثر ما تم توثيقه من أعمال الجنرال بيجار هو أفعاله خلال استعمار الجزائر".

وتابعت العريضة بأنّه "يوجد في الأرشيف الفرنسي ملف الاعتقالات التي تم إجراؤها بالجزائر في شباط/فيفري وآذار/مارس ونيسان/أفريل 1957. وقد أشارت أفواج فرقة المظليين العاشرة بقيادة الجنرال ماسو إلى أسماء وتواريخ الاعتقالات وحالة المعتقل في الملف. إن الذي أعلن أن أكبر عدد من المعتقلين "أطلق عليهم الرصاص أثناء محاولة الهروب" أو حتى "الانتحار"، أو حتى ببساطة "متوفي"، هو ذلك الفوج الذي كان يقوده مارسيل بيجار."

"ومن درس هذه الحرب يعرف ما تخبئه هذه الإشارات: الوفيات تحت التعذيب أو الإعدام بإجراءات موجزة، والتي كان ضحيتها آلاف الجزائريين في عام 1957، والعديد غيرهم بعد ذلك"، يقول المؤرخان المختصان بالتاريخ الاستعماري لفرنسا.

ومصطلح "جمبري بيجار" هو من العبارات التي تم تداولها كثيرا بالجزائر عام 1957، وتعني طريقة التعذيب التي ابتكرها السفاح بيجار لقتل مجاهدي جبهة وجيش التحرير الوطني. فيتم غرس أرجل الضحايا داخل قوالب إسمنتية وتركهم على هذه الحال إلى غاية أن يجف الإسمنت ثم حملهم وإلقائهم من طائرات عسكرية في عرض البحر المتوسط.

ووفق المؤرخان فإنّ بيجار هو مؤلف "دليل مكافحة حرب العصابات"، والذي يدعو فيه ويبرر استخدام التعذيب ويضع له حتى قواعد.

وفي عريضتها، طالبت، مجموعة "التاريخ والذاكرة لاحترام حقوق الإنسان"، بلدية تول، بالتخلي عن مشروع إقامة تمثال للجنرال بيجار في الفضاء العام.

وذكّرت المجموعة الفرنسية بما شدّد عليه الرئيس إيمانويل ماكرون بشأن اعتبار "الاستعمار جريمة ضد الإنسانية"، مشيرة إلى أنه "لا يمكننا أن نشجع الاستعمار الذي يؤسس لعدم المساواة من حيث المبدأ، وهو مصدر كل العنصرية. وتبرير للتعذيب وسوء المعاملة التي تعتبر أعمال همجية، وهي أعمال إجرامية يدينها القانون."

ومارسيل بيجار أو "السفاح"، كما يُلقبه الجزائريون، اقترن اسمه في الثورة الجزائرية بالتعذيب خلال عمليات كان يقود خلالها فوج المظليين الاستعماريين الثالث، وأشرف أثناءها على معركة العاصمة الجزائر سنة 1957 ضد المجاهدين.

وفي عام 1999 قدم بيجارد ما يشبه الاعتراف عن مسؤوليته عن أعمال التعذيب في الجزائر، وأثار عاصفة من الجدل عندما اعتبر أن هذا التعذيب "شر لا بد منه".

واتهمت، المجاهدة الجزائرية لويزة إيغيل احريز، الجنرال مارسيل بيجار بتعذيبها. وقالت، عقب إعلان وفاة الجنرال الفرنسي، أنه كان من الأحرى ببيجار أن "يتقدم بالاعتذار من الشعب الجزائري"، وأن "يريح ضميره" قبل وفاته.

وتوفي الجنرال الفرنسي عام 2010 عن عمر يناهز (94 عاما).