25-أكتوبر-2019

الحدود الجزائرية التونسية (الصورة: أنا نيوز)

تُظهر إحصائيات حديثة لوزراة السياحة الجزائرية، أن عدد التونسيين الذين زاروا الجزائر هذه السنة، يقارب عدد الجزائريين الذين فضلّوا قضاء عطلهم في الجارة الشرقية، وبِلُغة الأرقام فإن ما يقارب 1.7 مليون تونسي دخلوا الجزائر عبر المعابر الحدودية الشرقية للبلاد، السنة الجارية.

ظلّ تنقّل التونسيين نحو الجارة الغربية محتشمًا لسنوات مقارنة بالجزائريين الذين يزورون تونس 

ظلّ تنقّل التونسيين لسنوات، نحو الجارة الغربية ضئيلًا مقارنة بأفواج الجزائريين التي تزور تونس على مدار العام، وذلك بالرغم من إلغاء تأشيرة الدخول بين البلدين، وفتح عدّة معابر حدودية لتسهيل الحركة بينهما.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا يتدفّق الجزائريون إلى تونس؟

سياحة تجارية

من جهته، كشف وزير السياحة والصناعة التقليدية عبد القادر بن مسعود في تصريح للصحافة، على هامش أشغال ملتقى وطني لمهنيي قطاع السياحة احتضنته ولاية وهران غربي البلاد، أن الجزائر عرفت منذ بداية العام الحالي توافد قرابة 1.7 مليون سائح تونسي، دون أن يُعطي أسماء الأماكن التي عرفت أكثر توافد للتونسيين.

وتُظهر أرقام وزارة السياحة الجزائرية، أن عدد التونسيين الذين سافروا إلى الجزائر قد ارتفع هذا العام مقارنة بسنة 2018، وذلك قبل أكثر من شهرين من نهاية العام الجاري.

وقُدّرعدد التونسيين الذين قصدوا الجزائر للسياحة أو التجارة العام الماضي بـ1.3 مليون سائح، حسب تصريحات سابقة لفؤاد الواد، مدير الديوان الوطني التونسي للسياحة بالجزائر.

يُلفت المسؤول نفسه، إلى أنّ العديد من التونسيون الذي زاروا جارتهم الغربية السنة الفارطة، توجّهوا إلى ولاية سطيف شرقي البلاد، وبالتحديد إلى مدينة العلمة للتجارة أو ما وصفه بـ "سياحة التسوّق".

وأضاف أن "هذا نوع جدّ مهمّ من أنواع السياحة التي تهتم به كبريات الدول، مثل تركيا، لذلك على الجزائر الاجتهاد بخصوص التعريف أكثر بالمنتوج الجزائري لدى السائح التونسي".

غير أن هذا الرأي قد لا يلقى تأييدًا عند كثير من المتابعين للشأن السياحي في الجزائر، بالنظر إلى أن سوق العلمة بولاية سطيف شرقي البلاد، الذي يقصده التونسيون يعرض في الغالب منتجات صينية أو تركية، أكثر من السلع الجزائرية المحليّة، وسبب الإقبال عليه يعود إلى أسعاره المنخفضة مقارنة بما هو موجود في تونس، خاصّة وأن تكاليف التنقّل في الجزائر منخفضة أيضًا، بالتحديد سعر الوقود بالنسبة لمستعملي المركبات الخاصّة.

هذا النوع من الإقبال التونسي على الجزائر؛ لا يُضيف كثيرًا للاقتصاد المحلّي، نظرًا إلى أنه لا يمكن تصنيفه ضمن السياحة المتعارف عليها عالميًا، والتي تشمل الإقامة في الفنادق وزيارة المعالم السياحية والأثرية، ما يعني أن تكاليف الإنفاق تكون مرتفعة، مقارنة بزيارة التونسيين لمدينة العلمة، التي تكون غالبًا للتسوّق ولا تتجاوز فترة 24 ساعة.

الكفة تميل لتونس

الإقبال المتزايد للتونسيين على الجزائر من عام إلى آخر، خاصّة بعد الثورة التونسية التي أثرت تبعاتها على اقتصاد البلاد، يُقابله محافظة الجزائريين على وجهتهم التونسية، إذ تجاوز عددهم هذا العام، مليوني سائح جزائري بحسب وكالة الأنباء التونسية.

وتُشير إحصاءات مدير الديوان الوطني التونسي للسياحة بالجزائر فؤاد الواد، إلى أن هذا العدد بلغ إلى غاية 20 آب/أوت الماضي 2.2 مليون سائح جزائري، بارتفاع زاد عن 8 في المائة مقارنة بسنة 2018.

وكان الديوان الوطني التونسي للسياحة، أعلن أنّ بلاده استقبلت العام الماضي 2.7 مليون سائح جزائري، وتوقّع أن يرتفع هذا العدد العام الجاري إلى 2.85 مليون جزائري.

وفي كانون الأوّل/ديسمبر الماضي، نقلت صحيفة الشروق التونسية عن وزير السياحة روني الطرابلسي قوله إنه يتوقع أن يتوافد على تونس 4 ملايين سائح جزائري العام الجاري. ويتصدّر الجزائريون قائمة السياح الذين يزورون تونس، متبوعين بالليبيين، ثم الأوروبيين.

اتفاق دون تفعيل

تختلف استفادة الجزائر وتونس من قطاع السياحة باختلاف أولوية القطاع عند كل بلد، فالسياسات المختلفة للحكومات في الجزائر، تعتبره دائمًا قطاعًا ثانويًا رغم الإمكانات الطبيعية الهائلة التي تتوفّر عليها البلاد، وحاجتها له لرفع مداخيلها المالية خارج المحروقات، في حين أن السياحة تعدّ عصب الاقتصاد التونسي.

لعلّ هذه النظرة المختلفة للسياحة في كلا البلدين، هي التي جعلت الاتفاقات الموقّعة بينهما في مجال السياحة تبقى حبرًا على ورق، خاصّة من الجانب الجزائري، إذ تحتاج إلى تنفيذ وتفعيل ميداني.

قبل عام من الآن، تُوجّت أشغال الدورة الرابعة للجنة التقنية الفنية المشتركة الجزائرية التونسية في مجال التعاون السياحي بالاتفاق على ضرورة تطوير قطاع السياحة بين البلدين، خاصّة بالمناطق الحدودية المشتركة.

ونصّ الاتفاق على تطوير التجارب والخبرات في المجال السياحي، خاصّة تصنيف واستغلال المؤسّسات السياحية بمختلف أنواعها وتهيئة المناطق السياحية، واستغلال العقار السياحي في المناطق الحدودية، وتحيين اتفاقيات التوأمة الثلاث المبرمة بين مؤسّسات التكوين السياحي الجزائرية ونظيرتها التونسية، وإبرام اتفاقيات جديدة مع مدرستين متواجدتين في حدود البلدين، وذلك لمدة 3 سنوات تمتدّ من 2019 إلى 2021.

بقيت السياسات المختلفة للحكومات في الجزائر، تعتبر السياحة دائمًا قطاعًا ثانويًا رغم الإمكانات الطبيعية الهائلة التي تتوفّر عليها البلاد

الأكيد، أنه رغم أهميّة الاتفاقيات الثنائية في تشجيع السياحة في البلدين، إلا أن اختيار السائح التونسي أو الجزائري يبقى دائمًا مرتبطًا بالمكان الذي يوفّر له راحة أكبر مع إنفاق أقلّ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

لماذا تفاعل الجزائريّون مع رحيل القايد السّبسي؟

الجزائريون يحجون إلى تونس بحثًا عن وصفة الشفاء!