مباراة الجزائر وبوليفيا، والتي كانت الأولى في عهد الناخب الوطني الجديد فلاديمير بيتكوفيتش، كانت من النوع الذي تحبّذه الجماهير الكروية، إثارة امتدت إلى آخر أنفاس اللقاء، وإصرار على العودة من طرف "المحاربين".
أخفت مباراة الجزائر وبوليفيا أسراراها إلى الدقيقة الأخيرة منها، ما جعلها مباراة مثرة وحماسية بامتياز
نستعرض هنا، أبرز 5 نقاط مضيئة لمباراة "الخضر" مع بوليفيا برسم الدورة الودية الدولية التي تحتضنها الجزائر.
براهيمي.. الغزال الأسمر مجدّدًا
كان لاعب "الغرافة" القطري ياسين براهيمي النجم الأول في لقاء يوم أمس، داخل المستطيل الأخضر وخارجه، فقد عاد "الغزال الأسمر" بعد غياب دام أزيد من عامين، فكانت عودته قائدًا للمنتخب موفّقه لأبعد الحدود، وكان بمثابة السم لقاتل لدفاع المنتخب "البوليفي".
في كل لمسة لبراهيمي، وفي كل مراوغة له، يتفاعل جمهور ملعب نيلسون مانديلا، الذي حيّا بقوة اللاعب بعد دخوله لأرضية الميدان وبعد خروجه، وهو ما يعني فتح صفحة جديدة للنجم الأسبق لنادي "بورتو" البرتغالي مع المنتخب الوطني.
بن زية.. هدف العائد من الموت
لم يكن أحد يتوقع توجيه الدعوة للاعب نادي كاراباخ الأذربيجاني ياسين بن زية، بعد أن كان خارج أسوار المنتخب لفترة طويلة جدا، بسبب الخيارات الفنية للناخب السابق جمال بلماضي، وكذا للحادث المروري الخطير الذي تعرّض له اللاعب والذي كاد يُفقده حياته، وتسبّب في بتر إحدى أصابع يده.
مع بداية الشوط الثاني، زجّ فلاديمير بيتكوفيتش بياسين بن زية في أطوار المباراة، في مكان بغداد بونجاح في منصب قلب الهجوم، ثم حوّله لصانع لعب بعد دخول منصف بقرار، وهو المكان الذي يفضّل خرّيج مدرسة ليون اللعب فيه، وهو ما أتى بثماره بعد أن أعاد ن زية المنتخب في نتيجة المباراة مسجّلا الهدف الثاني لـ "الخضر" والثاني له أيضًا في تاريخ ارتداءه لقميص الجزائر.
قندوسي.. العثور على خليفة فيغولي؟
من غير الممكن الحُكم على مردود لاعب من خلال دقائق قليلة في مباراة ودّية، لكن المتابع لمباراة الجزائر وبوليفيا، يقف على الدور الكبير الذي قام به أحمد قندوسي، لاعب سيراميكا كليوباترا في وسط الميدان، دفاعيًا وهجوميًا، وهو ما جعله المعلّقين على ذلك يؤكدون أنه مع الوقت سيُصبح نجم وفاق سطيف قطعةً أساسيةً في توليفة التقني البوسني، وقد يكون خليفة سفيان فيغولي الذي تقدّم في السن.
يُشار إلى أن هدف الفوز الذي وقّعه عيسى ماندي، أتى بعد عمل فردي من قندوسي علىة الجهة اليسرى، ختمها بتوزيعة دقيقة، تابعها منصف بقرار، وأنهاها ماندي هدفًا ثالثًا.
منصف بقرار.. المفاجأة السارة
في تصريح له، عقب المباراة، قال منصف بقرار، لاعب نادي "نيويورك سيتي" الأميركي: "أتمنى أني لم أخيب الجماهير والمدرب الذي أشكره على منحي الفرصة وسنؤكد في المباراة القادمة . تمثيل بلدك حلم أي لاعب ولا أستطيع أن أشرح لكم شعوري".
في أول ظهور له بقميص المنتخب الأول، حصد منصف بقرار ثناء الجماهير الجزائرية، التي أكدت أن خريج وفاق سطيف "مشروع مهاجم كبير"، فهو مهاجم عصري، يُتبع كل الكرات، يُزعج المدافعين، ويطلب الكرات في العمق، ويملك قراءة جيّدة للعب المنافس.
من الواضح أن بقرار ورقة رابحة جديدة يُضيفها بيتكوفيتش لصالح المنتخب خاصة مع مشاكل العقم الهجومي التي ظهرت مؤخرًا في المنتخب الوطني مع تقدّم الهداف التاريخي إسلام سليماني في السّن.
عودة الروح
تلخيصًا لكل ما سبق، وبعيدًا عن النتيجة النهائية لودية "خضر الجزائر" مع "خضر بوليفيا"، أمكن اعتبار المباراة فصلًا جديدا للكرة الجديدة بعد 3 خيبات متتالية، كما كانت مباراة التصالح مع الجمهور، إذ شهدنا صورًا رائعة لتحية الجماهير للاعبين بعد نهاية اللقاء.
