راصد

 القصف الإسرائيلي على غزة.. تضامن شعبي وتنديد رسمي وحزبي في الجزائر

11 أغسطس 2022
غزة .png
القصف على غزة خلف أزيد من 40 شهيدًا (الصورة: مجدي فتحي/Getty)
عبد الحفيظ سجال
عبد الحفيظ سجال صحفي من الجزائر

تفاعل الجزائريون على كل المستويات مع قصف الاحتلال الإسرائيلي على غزة وتضامنوا مع أشقائهم الفلسطينيين الذين يتعرضون لغارات ارتقى فيها أكثر من 40 شهيدًا من بينهم أطفال ونساءوأصيب العشرات بجروح متفاوتة الخطورة، وذلك بتجديد الحكومة موقفها الداعم للفلسطينيين، فيما اختار المواطنون منصات مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن استنكارهم لما يحدث في غزة.

ظلت أخبار العدوان الإسرائيلي على غزة ر تتصدر أكثر المواضيع اهتمامًا من طرف الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي

وتشكل القضية الفلسطينية على الدوام ملفًا تتطابق فيه مواقف الشعب والرسميين في الجزائر، وذلك التزامًا بالمقولة الشهيرة المعروفة في البلاد أن "الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة".

تتقدم هذه الأيام الأوضاع في غزة اهتمامات الجزائريين في الواقع اليومي والافتراضي على حد سواء، فإذا كان الدعاء لانتصار الفلسطينيين على الاحتلال الصهيوني تكرر في مختلف مساجد الجزائر الجمعة الماضية، فإن ما يحدث في غزة ظل طيلة الأيام الماضية يتصدر أكثر المواضيع اهتمامًا من طرف الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي، بوسوم وعناوين مختلفة.

ولا يزال وسم #غزة_تحت_القصف يتصدر ترند الجزائر بأكثر من 245 ألف تغريدة، ويصاحبه وسم #الكيان_الصهيوني  #التطبيع_خيانة، إضافة إلى كلمة #الفلسطينيون باللغة الفرنسية التي تظل ضمن العناوين والعبارات الأكثر تكررًا في تغريدات الجزائريين على تويتر.

وفي هذا الإطار، غرد محمد الصغير قائلًا "الدول التي تلطخت بعار التطبيع مهتمة فقط بتحذير رعاياها التطبيع_خيانة . غزه_تقاوم .سرايا_القدس".

وكتب أحمد داوود على حسابه في تويتر "بعد إعلان يائير لابيد السماح للمستوطنين وأعضاء الكينيست باقتحام المسجد_الأقصى، بات واضحًا أن إسرائيل تسعى لإشعال المنطقة والدخول في مواجهةٍ شاملةٍ مع الفلسطينيين لأغراضٍ وأهداف انتخابية. لم تحترم إسرائيل بتصرفاتها هذه أصدقاءها الذين وقّعوا معها اتفاقيات سلام".

وفي منشور على فيسبوك، قال الصحفي مهدي فرح "لا شيء تغير..يقول مراقبون.. تصعيد... وساطة.. تهدئة.. العودة للتصعيد ..مقاومة.. سلطة فلسطينية.. تنسيق أمني.. إنقسام الفصائل...تنديد الدول العربية، والحصيلة : شهدا،ء ودمار في المقابل : تطبيع دول عربية أخرى"

وأضاف مهدي فرح قائلا "وفي كل فترة يجري الصهاينة اختبارا ليضمنوا أنهم في أمان، مادامت الدول العربية غير موحدة الرأي حول القضية الفلسطينية والتطبيع فلا يمكن إيجاد حل نهائي للقضية، ومادام الانقسام الفلسطيني حاصل فهو عائق كذلك"

وتابع قائلًا "الجزائر أمام تحدٍ مصيري فاصل لحل هذه القضايا المحورية في القمة العربية القادمة التي ينبغي لها أن تخرج باتفاق تاريخي لصالح فلسطين وعلى كل الدول العربية أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية".

ونشر الصحفي الجزائري بقنوات "بي إين سبورتس" حفيظ دراجي صورة على صفحته الرسمية في فيسبوك وعلق عليها قائلا "صورة اليوم لفتيات فلسطينيات في غزة  يبكين خوفا من وحشية الإرهاب الإسرائيلي، وحسرة على الصمت العربي في يوم استشهد فيه خمسة أطفال . لو كن إسرائيليات أو أوكرانيات لقامت الدنيا ولم تقعد ..قاتل الله  المجرمين وكل من والاهم وطبع معهم ..لا حول ولا قوة إلا بالله‏‎ .حسبنا الله ونعمة الوكيل ..".

 

صورة اليوم : لفتيات فلسطينيات في غزة يبكين خوفا من وحشية الإ ر ها ب الإسرائيلي وحسرة على الصمت العربي في يوم استشهد فيه...

Posted by ‎Hafid Derradji - حفيظ دراجي‎ on Saturday, August 6, 2022

ثبات موقف

وعلى المستوى الرسمي، دانت الجزائر الجمعة  الماضي بشدة العدوان الغاشم الذي شنته قوات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة معربة عن قلقها أمام هذا التصعيد الخطير.

وجاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج "تدين الجزائر بشدة العدوان الغاشم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وتعرب عن قلقها البالغ أمام هذا التصعيد الخطير الذي يضاف إلى سلسلة لا تنتهي من الانتهاكات الممنهجة بحق المدنيين في خرق واضح وجلي لجميع المواثيق والقرارات الدولية ذات الصلة".

وأضاف بيان الخارجية "وإذ تجدد تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني، تهيب الجزائر بالمجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن الأممي للتدخل العاجل لوقف هذه الاعتداءات الإجرامية وفرض احترام حقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه غير القابل للتصرف أو التقادم في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

ويتطابق ما جاء في البيان مع موقف الدبلوماسية الجزائرية الرافض لأي تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، والمتمسك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهو الموقف الذي كان ولازال يشكل أحد مبادئ الدبلوماسية الجزائرية المساندة لحركات التحرر في العالم والوطن العربي.

إدانة حزبية

استنكرت الأحزاب الجزائرية الغارات الجوية الإسرائيلية الجديدة على قطاع غزة، فقد أكد رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري أن تشكيلته السياسية "تتابع باهتمام بالغ أخبار العدوان الإرهابي الجاري في قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني الذي أدى إلى استشهاد القيادي تيسير الجعبري واستشهاد وإصابة عدد من المدنيين والأطفال".

وأضاف قائلًا "وإذ تدين الحركة هذا العدوان الغاشم فإنها تؤكد أن هذا السلوك العدواني الصهيوني سلوك اعتيادي يبين طبيعة الاحتلال، ويفضح محاولات تزيين وجهه بوسائل مخادعة وبمشاركة دول عربية وإسلامية تريد إدماجه في المنطقة".

ودعا مقري الحكومات العربية والإسلامية إلى "الوقوف مع الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة ضد هذا العدوان بكل الوسائل، ووقف سياسات التطبيع بكل أشكاله واعتبار الكيان الصهيوني عدوا للأمة كلها وخطرًا حقيقيًا على كل البلدان العربية والإسلامية".

وبدوره، اعتبر حزب جبهة التحرير الوطني هذا العدوان "تعد صارخ على أرواح أناس آمنين في تصعيد خطير يتحمل الاحتلال الصهيوني مسؤوليته الكاملة”.

ودعا "الأفلان" المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى "التدخل العاجل لإيقاف هذا العدوان الجبان والإجرامي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وفرض احترام الشرعية الدولية وحق الشعب الفلسطيني الذي لا يسقط بالتقادم في تأسيس دولته وعاصمتها القدس الشريف”.

وأدانت حركة البناء الوطني على لسان رئيسها عبد القادر بن قرينة " العدوان الآثم على قطاع غزة المحتل"، معربة عن "تضامنها الكامل مع الأشقاء الفلسطينيين وتؤكد على حق الشعب الفلسطيني المشروع في الدفاع عن النفس والرد على عدوان المحتل".

وقالت الحركة إن "فلسطين الشقيقة ستجد دائمًا الأمة الجزائرية شعبًا وسلطة إلى جانبها وهي التي لم تتخلف أبدًا في دعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وفي السعي لإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وهي ماضية، قولًا وفعلًا، في تعزيز اللحمة الفلسطينية".

حركة البناء: الأمة الجزائرية ستقف دائمًا إلى جانب فلسطين قولًا وفعلًا

من المؤكّد أن تضامن الجزائريين مع القضية الفلسطينية ليس جديدًا ولا يشكل عاتقا لمهم، لكن احتضان الجزائر للقمة العربية المقبلة في تشرين الثاني/نوفمبر القادم سيزيد الضغط الممارس على الحكومة التي سترمي بكل أوراقها لتحقيق المصالحة الفلسطينية المنشودة.

 

الكلمات المفتاحية

الماك وإسرائيل

تصنفها الجزائر "إرهابية".. حركة الماك الانفصالية ترفع أعلام "إسرائيل" في باريس

رفعت مسيرة نظّمتها حركة "الماك" الانفصالية المصنفة إرهابية، بمناسبة ذكرى الربيع الأمازيغي، عددا كبيرا من الأعلام الإسرائيلية، في تأكيد على اصطفاف هذا التنظيم إلى جانب الكيان الصهيوني.


أفارقة

أزمة الجزائر مالي.. نقاش حادٌ على منصات التواصل بشأن دعوات "طرد الأفارقة"

أثارت دعوات "طرد الأفارقة" من الجزائر عبر منصات التواصل الاجتماعي ردود فعل غاضبة ورافضة لخطاب الكراهية والعنصرية. بعد الأزمة الدبلوماسية التي طفت إلى السطح على خلفية إسقاط الجيش الجزائري لطائرة مسيّرة على الحدود الجنوبية.


استحداث رتبة الأستاذ المتميّز ضمن القانون الأساسي لقطاع التربية.jpeg

جولات ثنائية في أفريل.. نقابات التربية تطالب بحوار شامل لحماية مُكتسبات العمال

في خضمّ تحدياتٍ تواجه قطاع التربية في الجزائر، يُنتظر تنظيم جولات من حوارات ثنائية بين وزارة التربية والنقابات في شهر نيسان/ أبريل المقبل، يصفها المتابعون للشأن التربوي بـ"المفصلية".


مواقع التواصل الاجتماعي .png

"مُحاكمة" القنوات التلفزيونية والمؤّثرين.. مَن الضحية؟

لم تمرّ عمليات توقيف بعض المؤثّرين من قِبَل فرقة مكافحة الجرائم السيبرانية في الجزائر دون إثارة جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

علاج الأسنان
مجتمع

الزئبق في علاج الأسنان بالجزائر.. بين القلق والتوجُّه نحو بدائل آمنة

يشهدُ قطاع طب الأسنان في الجزائر تحولًا ملحوظًا مدفوعًا بتزايد الوعي الصحي لدى المواطنين والتقدّم العلمي في مجال المواد المُستخدمة في العلاجات.

أمطار رعدية ورياح
أخبار

انخفاض في درجات الحرارة وأمطار رعدية على عدة ولايات

حذّرت مصالح الديوان الوطني للأرصاد الجوية، اليوم الثلاثاء من تساقط أمطار رعدية معتبرة محليا وبهبوب رياح قوية على عدة ولايات بالوطن.


شنقريحة أفريكوم.jpg
أخبار

تشهد حضور "إسرائيل".. أفريكوم تؤكد رفض الجزائر المشاركة في مناورات الأسد الأفريقي

رفضت الجزائر المشاركة في تمرينات "الأسد الأفريقي 2025" بصفتها عضواً مراقباً، وذلك رغم توجيه دعوة رسمية لها من قبل القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم".

الاتحاد الأوروبي.jpg
أخبار

مسؤول أوروربي في الجزائر لبحث "الميثاق الجديد من أجل المتوسط"

بدأ المدير العام للعلاقات مع دول شمال أفريقيا، الشرق الأوسط، ومنطقة الخليج في المفوضية الأوروبية، ستيفانوس إيفينو، زيارة رسمية إلى الجزائر تمتد من 21 إلى 24 نيسان/أفريل الجاري، بهدف تعزيز أفق التعاون بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.

الأكثر قراءة

1
أخبار

فتح تحقيق في ملابسات العثور على جثة شخص أمام مستشفى في الدبداب


2
أخبار

ميناء الجزائر يستقبل سفينة ثانية محمّلة بـ 12 ألف رأس غنم من رومانيا


3
راصد

تصنفها الجزائر "إرهابية".. حركة الماك الانفصالية ترفع أعلام "إسرائيل" في باريس


4
أخبار

توقيف 3 تُجار حرّضوا على عدم جني محصول البطاطا بمستغانم


5

فيدان: ندعم موقف الجزائر الذي ينظر إلى حل المسائل الإقليمية بسهولة ويُسر