01-يونيو-2024
(الصورة: فيسبوك)

(الصورة: فيسبوك) أكل الشارع في الجزائر

انتشرت مؤخرًا وبشكل واسع أصناف عديدة لأكل الشوراع الجزائري الذي تحوّل إلى “ترند” في مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات فيسبوك وإنستغرام، نتيجة الترويج له من طرف مؤثرين جزائريين وسياح أجانب زاروا الجزائر لأول مرة واكتشفوا ذوق "الكرانطيطة" أو "الكرانتيكة" و”البيتزا كاري” و"المحاجب" واللوبيا والسردين على الطريقة الجزائرية وأصناف أخرى لم يكونوا يعرفونها.

ربما تعمل فيديوهات المؤثرين، بطريقة أكثر فعالية على الترويج للمطبخ الجزائري والتعريف بأصناف المأكولات الشعبية

ربما تعمل فيديوهات المؤثرين، بطريقة أكثر فعالية على الترويج للمطبخ الجزائري والتعريف بأصناف المأكولات الشعبية، وبينما تكتفي السلطات إلى استضافة عدد من السياح الأجانب في إطار سياسة الترويج للسياحة، تتحدث عنهم النشرة الرسمية في تقرير مقتضب، في أحسن الحالات، يعمل هؤلاء المؤثرون على الترويج لثقافة المطبخ الجزائر بشكلٍ ملحوظ على مواقع التواصل الاجتماعي.

إلى هنا، كانت الجزائر قد احتضنت وفي مزيج رائع من الثقافات والنكهات، لأوّل مرة مهرجان أكل الشوارع، الذي جمع أكثر من 50 طاهيا محترفًا بالجزائر العاصمة لاستعراض أشهى الأطباق التقليدية والعالمية، حيث تألقت الأطباق الجزائرية بمختلف ألوانها ونكهاتها بحضور آلاف المتذوقين.
ويؤكد طهاة شاركوا بالتظاهرة، أن أكل الشوارع ليس مجرد غذاء ولكنه يعكس الموروث الثقافي للدول والحضارات المتعاقبة على الجزائر، فالمهرجان الذي تم احتضان نسخته الأولى، لم يكن فقط فرصة لتذوق الأطعمة الجزائرية، بل أيضًا لجذب السياح خلال صائفة 2024، حيث استقبل الطهاة سفراء ودبلوماسيين وأجانب مقيمين بالجزائر ومؤثرين قاموا بتسليط الضوء على مهارات الطبخ وتنوع المأكولات في الشوارع الجزائرية.

وعلى مدار أربعة أيام عرفت التظاهرة الاقتصادية إقبالًا كبيرًا للزوار من مختلف الجنسيات والثقافات أرادو التعرف عن قرب على الأطباق الجزائرية التقليدية والعالمية التي راجت مؤخرا واحتلت صادرة ترتيب أشهى الاطباق العالمية.

وبمجرد أن تطأ قدميك محيط منتزه الصابلات حتى تجذبك رائحة الأكل الشهية المختلطة بين الأكل السريع او ما يعرف بمأكولات الشوارع على رأسها البيتزا وسندويشات البورغر ، والشاورمة التي زاحمتها الاكلات الجزائرية كا "البوراك العنابي" و" المحاجب" والكرانتيكا".
ولم يخلو المهرجان من رائحة وعطر الأكل الآسيوي العتيق الذي برز بقوة في التظاهرة من خلال مشاركة قوية لطباخي دولة إندونسيا الذين استغلوا هذه التظاهرة لتعريف الزوار بأكلة " السابي" المشهورة وعصير البطيخ.

طهاة يقدمون فكرة مغايرة عن أكل الشوارع

ورغم أن هذه التظاهرة العالمية التي سبق وأن أقيمت في عدة دول هدفها تغيير الصورة النمطية السائدة عن أكل الشوارع وأضراره الصحية، وهو الأمر الذي أكده الطهاة المشاركون في المهرجان الذين حاولوا تقديم فكرة مغايرة عن أكل الشوارع من خلال التأكيد على أن هذا النوع من الأطعمة ليس كما يصوره البعض بأنه غير صحي ويحتوى على سموم خطيرة بل بالعكس هو يعبر حسب المشاركون الذين تحدثوا لـ : "الترا جزائر" عن الموروث الثقافي للدول والحضارات المتعاقبة على هذه المناطق فكل أكلة شوارع تعبر عن ثقافة بلد فأكلة "الكرانطيطا " أو كما يسميها الوهرانيون " الكرانتيكا " في الجزائر تتربع على عرش الأكلات السريعة بالشوارع الجزائرية منذ سنوات، ومع اختلاف تسميتها فهي واحدة من أشهر الأكلات الشعبية التي تحافظ على مكانتها بالمطاعم والبيوت، ونفس الشئ بالنسبة لأكلة الكشري في مصر التي تعد أغنى أكلات الشوارع من حيث مكوناته الرئيسية على رأسها الأرز والعدس والمعكرونة وصلصلة الطماطم والزيت والخل وخلطة الثوم والكمون.

الأكل الجزائري في الصدارة

لا يختلف إثنان على أن الأطباق الجزائرية المتنوعة من أشهى الأكلات في العالم بشهادة أكبر الطهاة المحترفين سواءً كانت أكلات تقليدية أو حتى سريعة والتي برزت بقوة خلال هذه التظاهرة، حيث يقول محمد أمين ممثل عن مطعم "دلاس فود ألجيريا" في حديثه لـ :"الترا جزائر" إن ما يميز الطبخ الجزائري عن غيره مكوناته الغذائية الغنية فضلا عن التوابل المميزة التي تعطيه نكهة خاصة وفريدة من نوعها .
من جهته، يرى الشاف نبيل وهو صاحب صفحة مليونية عبر "السوشل ميديا" في حديثه لـ  "الترا جزائر" أن المشاركة في مهرجان أكل الشوارع هو فرصة لاستكشاف مختلف الثقافات وتذوق أنواع مختلفة من الأطعمة وأيضًا مناسبة للتعريف بالموروث الوطني خاصة وأن بعض الدول تحاول نسب كل ماهو جزائري لقاموسها دون الاكتراث بتاريخ وثقافات الدول.
بالمقابل لاحظت "الترا جزائر" خلال الجولة التي قادتها الى مهرجان أكل الشوارع المقام بمنتزه الصابلات حضورًا قويًا للأجانب خاصة من السلك الدبلوماسي في الجزائر.
وفي هذا الإطار عبر جلال علي موردني، الذي يشتغل في قسم الثقافة والاتصال بسفارة إندونسيا بالجزائر عن إعجابه الكبير بالأكل الجزائري وأطباقه الشهية على غرار طبق الكسكس والشخشوخة وطجين الزيتون، حيث قال محدثنا "الترا جزائر" إنه لايستغنى في شهر رمضان عن طبق الشوربة والبوراك اللذان يراهما من أحسن واشهى الاكلات الجزائرية.

فرصة للترويج وإبراز مهارات الطهاة

من جهته، أكد مسير وكالة "لافوغمي"ومنظم مهرجان أكل الشوارع حساين بلال في إفادة لـ "الترا جزائر" إن مهرجان أكل الشوارع الذي سبق وأن احتضنته عدة عواصم عالمية وعربية على غرار تونس ومصر هو فرصة للتعريف بالطهاة المحترفين والهواة من خلال الأطباق المعروضة في التظاهرة لاسيما ما تعلق بالأكل الجزائري المتنوع. 

كما أتاح هذا المهرجان يقول محدثنا للزوار سواءً من الجزائر أو الدول الأجنبية فرصة اكتشاف مختلف الثقافات العربية والعالمية، حيث شهدنا، يقول حساين، إقبالًا كبيرًا للمواطنين طيلة الأيام الأربعة للتظاهرة، والذين قدموا من مختلف ولايات الوطن وعبروا عن إعجابهم الكبير بما تضمنه المهرجان من فعاليات متنوعة على غرار حفلات خاصة بالأطفال وجوائز قدمها المشاركون للزوار.

ممثل عن مطعم "دلاس فود ألجيريا" لـ :"الترا جزائر": ما يميز الطبخ الجزائري عن غيره مكوناته الغذائية الغنية فضلًا عن التوابل المميزة التي تعطيه نكهة خاصة وفريدة من نوعها

كما كانت هذه التظاهرة فرصة أيضًا للكثيرين للتعرف عن قرب على طباخيهم المشهورين في مواقع التواصل الاجتماعي حيث جربوا معهم كيفية طهي بعض الأطباق وتبادلوا معهم أطراف الحديث، كما أن البعض استغل الفرصة لأخذ صور تذكارية مع هؤلاء.