سؤال يظلّ مطروحًا وبلا إجابة، حضور غياب جزائريات في مجال التمثيل عربيًا، مقارنة بفنانات من بلدان عربية أخرى استطعن الظفر بمكانة في هذا الميدان، لكن يقابل هذا الشح تميز وتفرد و"سيطرة" ولو فردية وتربع على عرش الفن والغناء.. في صورة سيّدة الطرب العربي وردة الجزائرية وفلة الجزائرية وسعاد ماسي، الحال نفسه بالنسبة للتمثيل سواءً في السينما أو التلفزيون، حيث لمعت في سماء الدراما العربية نجمة جزائرية إسمها أمل بوشوشة.
بدأت رحلة أمل بوشوشة في الفن، عام 2008 من بوابة البرنامج المسابقاتي الشهير "ستار أكاديمي" في نسخته الخامسة
أمل بوشوشة، فنانة جزائرية مغنية وممثلة، استطاعت أن تحجز مكانتها باقتدار في خارطة الدراما العربية وباتت نجمة ذات شهرة واسعة في الوسط الفني العربي، خاصّة في السنوات الأخيرة، أين سجّلت اسمها بأحرف من ذهب في عديد الأعمال التلفزيونية الدرامية، غلى جانب كبار الممثلين من مختلف الدول العربية.
أمل في "ذاكرة الجسد"
بدأت رحلة أمل بوشوشة في الفن، عام 2008 من بوابة البرنامج المسابقاتي الشهير "ستار أكاديمي" في نسخته الخامسة، ثم انتقلت بعد "التخرج" إلى التقديم التلفزيوني، حيث بصمت على عدّة برامج مثل "توب20" الذي كانت تبثه قناة "روتانا موسيقى"، وأبدعت في برنامج "طير وفرقع" على قناة "أل بي سي" اللبنانية، إضافة إلى تنشطيها برنامج "مشبه عليك" على قناة "أبوظبي" ورفقها في التقديم الممثل المصري عمرو يوسف.
احتكاك أمل بوشوشة في لبنان بأسماء فنية لامعة في الوطن العربي من بينهم فاعلون في السينما والدراما والإنتاج التلفزيوني، وكذلك منتجين، جعلها تقتحم بالموازاة مع الغناء والموسيقى، مجال التمثيل، وذلك في أول تجربة تخوضها في "ذاكرة الجسد" بدعوة من ابنة بلدها الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، حيث تم ترجمة العمل الأدبي "ذاكرة الجسد" إلى مسلسل تلفزيوني يحمل اسمه عنوان الرواية، بينما السيناريو عالجته ريم حنا.
وبالتالي، "ذاكرة الجسد" كان أوّل مسلسل درامي تشارك فيه كانت وراءه جزائرية وهي مستغانمي التي وجهت لها الدعوة للمشاركة في هذا العمل الذي ذاع صيته عربيًا، كما الرواية الأصلية التي لم يقرأها الجزائريون فقط، وإنّما قراؤها في كل الوطن العربي.
المسلسل (2010)، أخرجه نجدة إسماعيل أنزور، وأدّى بطولته أمل بوشوشة، وجمال سلميان، ظافر العابدين، مروان فرحات، خلد القيش،.. وغيرهم.
الشهرة من أوّل مسلسل
وفتح مسلسل "ذاكرة الجسد" شهية النجمة الجزائرية بوشوشة، للمشاركة في أعمال تلفزيونية أخرى، خاصة بعد الأداء اللافت لها في أول تجربة، بحسب نقاد، فكان موعدها مع مسلسل "جلسات نسائية" عام 2011، لمؤلفته ريم حنا، وإخراج المثنى الصبح، حيث أدّت بوشوشة دور "رويدا"، ثم شاركت في مسلسل "ساعات جمر" عام 2012، و"زمن البرغوث"، و"تحت الأرض" (2013)، و"الإخوة".
وفي عام 2015 جسدت دور "عليا" في مسلسل "العراب، نادي الشرق" وفي السنة الموالية سجلت حضورها في مسلسل "مدرسة الحب"، وفي هذا العام حضرت في عملين آخرين هما "العراب-تحت الحزام" و"سمرقند".
وفي عام 2017 لمع اسم بوشوشة أيضًا في مسلسل "أهل الغرام" في جزئه الثالث، كما جسدت بوشوشة أدوارا مهمة في الأعمال المتعلقة بسنوات 2018 و2019 و2020 وذلك في مسلسلات "أبو عمر المصري" أدت شخصية "هند"، مسلسل "دولار" وتقمصت شخصية "زينة"، إضافة إلى مسلسلين في 2020 وهما "النحات" و"سكر زيادة".
وتواصل حضور الممثلة الجزائرية في أعمال درامية أخرى عام 2021، حيث برزت في المسلسل اللبناني"داون تاون" و"في وضح النهار" و"على صفيح ساخن".
وبعد غيابها في رمضان 2022، دخلت السباق الرمضاني لعام 2023 بمسلسل "دوار شمالي" لعامر فهد، حيث جسدت شخصية "فضة أم هلال" لكن لم ير النور، بينما أطلّت على جمهورها الجزائري والعربي في العام الموالي (2024) في مسلسل بعنوان "المهرج" لرشا شربتجي.
أمل والجزائر
وتنوّعت أدوار أمل بوشوشة عبر مختلف المسلسلات التي حظيت بالمشاركة فيها، كما تنوعت قصص وأحداثها، لتؤكد أنّها ممثلة بقدرات كبيرة، وذات طاقة إبداعية فريدة، وقفت أمام الكاميرا إلى جانب كبار الممثلين العرب والممثلات العربيات، وإلاّ لما كان هذا التناغم والتسلسل في مشاركتها، إذ لم "تسترح" عن الحضور في الدراما العربية منذ العام 2010، وبالتالي سجلت اسمها بأحرف من ذهب في خارطة الدراما العربية، لتعتبر الجزائرية الوحيدة والأكثر مشاركة على صعيد الإنتاجات العربية في مجال الدراما والتلفزيون.
وحول إثبات نفسها في الدراما لعربية، ردّت قبل 12 عامًا في حوار مع تلفزيون "النهار" الجزائري (خاص) أّنّ السرّ وراء ذلك يكمن في محاولة إثبات نفسها كجزائرية تقتحم المشرق العربي، وهي الفكرة الأساسية التي تعمل عليها من أجل إبراز أنّ الجزائريين يملكون ثقافة وسعة، ويتحدثون لغات عدّة، وبإمكانهم التأقلم مع أي مجتمع عربي، فضلًا عن حبها لمهنتها وإتقانها وتبذل مجهودات كبيرة مضاعفة حتى تتقن اللهجات "العربية" لتقديم أدوار مميزة".
وبالرغم من إقامتها منذ أكثر من 10 سنوات خارج الجزائر، لكنّها لم تنس بلادها، بحيث تظلّ مرتبطة بها من خلال حضورها في مهرجانات مختلفة مثل مهرجان وهران للفيلم العربي، وافتخارها في تصريحاتها الإعلامية بحب الجزائر وافتخارها بجزائريتها وهوية بلادها، غير أنّ ما يعاب على أمل بوشوشة بحسب متابعين هو "رفضها" المشاركة في المسلسلات الجزائرية.
على صعيد الغناء والموسيقى، تملك أمل بوشوشة (42 عاما) في رصيدها عدة الأغاني مثل "ضرب جنون"، "بطل العالم العربي"، "أيوا بحبك"، وقد أعادت بوشوشة توزيع الأغنية الجزائرية الشهيرة "يا الرايح" للفنان الراحل دحمان الحراشي.
أمل بوشوشة (42 عاما) في رصيدها عدة الأغاني مثل "ضرب جنون"، "بطل العالم العربي"، "أيوا بحبك"
للعلم أمل بوشوشة، مولودة بولاية تبسة شرقي الجزائر، وحاصلة على شهادة ليسانس في العلوم الإنسانية والاجتماعية بفرنسا، تزوجت عام 2015 من رجل أعمال لبناني، ولديها ابنة تسمى ليا.