تأتي زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى إيطاليا بداية من بحر الأسبوع الجاري، في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين وتمتين الاتفاقات الاقتصادية وإعادة الجزائر بناء علاقاتها الإقليمية والدولية.
تؤكد هذه الزيارة توجّه الجزائر لتعزيز العلاقات مع روما وتقويتها على حساب علاقاتها مع فرنسا وإسبانيا اللتان توتّرت معهما قبل فترة
وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية، أنه بدعوة من رئيس جمهورية إيطاليا سيرجيو ماتاريلا، يشرع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ابتداءً من يوم غد، في زيارة دولة، إلى جمهورية إيطاليا تدوم ثلاثة أيام".
وأضاف المصدر نفسه، أن هذه الزيارة "تكتسي أهمية خاصة، في تمتين أواصر الصداقة التاريخية، وتعزيز العلاقات الثنائية، في عديد المجالات، وبخاصة الجانب الاقتصادي، ضمن رؤية جديدة للرئيسين، تهدف إلى بعث ديناميكية جديدة للحوار والتعاون الاستراتيجي، بين البلدين الجارين والصديقين".
وسبق للرئيس تبون أن أعلن شخصيًا عن زيارته لإيطاليا، خلال لقاءه بالجالية الجزائرية في تركيا، معلنا أنه سيزور روما في إطار توسيع العلاقات مع عدد من الدول ضمن مخطط العلاقات ذات الاهتمام المشترك. وقبل زيارة تبون لإيطاليا، سُجلّت سلسلة من الزيارات المتبادلة بين الجزائر وروما، تحضيرًا لزيارة الدولة ومختلف الاتفاقيات المتوقّع توقيعها خلال هذه الزيارة، حيث كان وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو نهاية شباط/فيفري الماضي، فيما زار رئيس الحكومة ماريو دراغي في الـ 11 نيسان/أفريل الماضي.
كما كان مدير شركة "إيني" الإيطالية قد زار الجزائر لضبط الاتفاقيات حول الطاقة بين البلدين، في المقابل زار الأمين العام لوزارة الخارجية شكيب قايد إيطاليا قبل فترة قصيرة من ترتيب الزيارة، كما زار وزير الطاقة الجزائري محمود عرقاب روما الخميس الماضي، ضمن ترتيبات زيارة تبون والسياق نفسه.
وأبدى الرئيس الجزائري إعجابه بالنموذج الاقتصادي الإيطالي وقال في وقت سابق بأن الاقتصاد الإيطالي يشبه الاقتصاد الجزائري، كما وجّه الحكومة نحو إرسال وفد للاطلاع على التجربة الإيطالية حول المؤسسات الناشئة والمتوسطة والصغيرة.
تاربخيا، الكثير من النّخب الإيطالية دعمت الجزائر خلال الثورة التحريرية الجزائرية فترة الاستعمار كما أسهمت في تكوين كوادر جزائرية في قطاعات الطاقة عشية الاستقلال.
وتعدّ زيارة تبون لإيطاليا أوّل زيارة له إلى أوروبا منذ اعتلاءه سدة الحكم في نهاية 2019، إذ كانت خرجته الأوروبية إلى ألمانيا كانت للمشاركة في مؤتمر حول ليبيا برلين في جانفي/ كانون الثاني 2020).
وتأتي هذه الزيارة في سياق تطوّر لافت في العلاقات بين البلدين خاصة في مجال الطاقة حيث وقعت الجزائر وإيطاليا في شهر مارس/ آذار الماضي اتفاقية لزيادة امدادات الغاز إلى إيطاليا بنسبة 40 في المائة. ومن الناحية السياسية، تؤكد هذه الزيارة توجّه الجزائر لتعزيز العلاقات مع روما وتقويتها، على حساب علاقاتها مع فرنسا وإسبانيا اللتان توتّرت معهما العلاقات قبل فترة.
تبرز بعض القضايا الإقليمية بين البلدين وخاصة الأزمة الليبية خاصة وأن الجزائر وإيطاليا تتفقان على ضرورة تنظيم انتخابات وترفضان على الحلّ العسكري
إضافة إلى العلاقات الثنائية وملفّ الطاقة والتبادل التّجاري وغيرها، تبرز بعض القضايا الإقليمية بين البلدين وخاصة الأزمة الليبية، خاصة وأن الجزائر وإيطاليا تتفقان على ضرورة تنظيم انتخابات وتعترضان على الحلّ العسكري ووجود القوات الأجنبية والمرتزقة في هذا البلد الجار، خاصة وأن ليبيا تمثل مسألة حيوية على الصعيد الأمني للجزائر بحكم الحدود البرية ولإيطاليا بحكم الحدود البحرية وملف تدفق هائل للمهاجرين غير الشرعيين نحوها.