09-يونيو-2020

عبد المالك دروكدال، زعيم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب (الصورة: سايسبريس)

عندما أعلنت فرنسا يوم الجمعة الماضي، عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة عبد المالك دروكدال، ظلّت الجزائر صامتة ولم يصدر منها أي ردّ فعل رسمي حول العملية؛ فرغم نشر الخبر عبر عديد وسائل الإعلام الجزائرية، كون عبد المالك دروكدال جزائريًا، إلا أنّ وسائل الإعلام الرسمية لم تتطرّق للأمر، وهو ما اعتبرته إذاعة فرنسا الدولية في تقرير لها أمرًا محيّرًا.

إذاعة فرنسا الدولية تساءلت إن كانت العملية موضوع الاتصال الهاتفي بين تبون ونظيره الفرنسي قبل يوم من تنفيذها

ونقلت الإذاعة اندهاش أحد الوزراء (دون ذكر اسمه) من إحدى دول الساحل، من الصمت الجزائري حول عملية نوعية أفضت إلى القضاء على أحد أخطر الإرهابيين في المنطقة، ويرى ذات المسوؤل أنّ الأمر محيّر كون الجزائر "لم تقل شيئًا ولو في رسالة مقتضبة"، فيما يعتقد مسؤول آخر في حديث لإذاعة فرنسا الدولية، أن الصمت الجزائري ديبلوماسي بالدرجة الأولى، وأنّه لا يُمكن أن نطلب من الرئيس تبون أن يهنئ نفسه على عملية عسكرية فرنسية".

وبحسب المتحدثَين، فإنّ مقتل زعيم "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي"، ليس حدثًا مهمًّا بالنسبة للجزائر. فبحسب أحد المٌحَاورين فإن الجزائر لم تكن تجهل تحركات دروكدال في حيّزه الضيّق، وإن كانت فرنسا قد تدخلت للقضاء عليه، فلِأن الجزائر سمحت بذلك وساهمت فيه، بل وذهبت إذاعة فرنسا الدولية إلى أبعد من ذلك بالقول بأن عبد المالك دروكدال "قد يكون فَقد نوعًا من الحماية"، بعد التغييرات التي طرأت على هرم الجيش الجزائري وجهاز المخابرات، وهي التصريحات التي قد تشعل جدلًا جديدًا في الساعات القادمة.

واستقى المصدر من بعض المراقبين، أنّ القضاء على دروكدال كان نتيجة تعاون فعلي ثلاثي بين الجزائر والولايات المتحدة وفرنسا. ويؤكّد مصدر أمني أن القوات الخاصة الجزائرية في برج مختار، هي التي كانت تراقب تحركات الزعيم الإرهابي قبل أن تسلّم المعلومة إلى القوات الفرنسية في منطقة الساحل "برخان"، التي سارعت للتدخّل والقضاء عليه، وهي المعلومات التي أكّدت إذاعة فرنسا الدولية أنّها لم تتحصل على تأكيد رسميٍّ بخصوصها.

وتساءلت إذاعة فرنسا الدولية، إن كانت العملية موضوع الاتصال الهاتفي بين الرئيس الجزائري ونظيره الفرنسي قبل يوم من العملية، أو كانت سببًا في لقائه يوم الاثنين مع سفير الولايات المتحدة الأميركية .

وفي ردّه عن سؤال حول مقتل دروكدال وتبعاته على المنطقة، قال الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية محند بلعيد أوسعيد، في ندوة صحفية نشطها صبيحة اليوم، إن موقف الجزائر واضح ولا يتغير، وهو اعتبار الإرهاب ظاهرة دولية غير مرتبطة بالجزائر فقط، كما أنّ مكافحة الإرهاب أيضا تعتبر شأنًا دوليًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تفاصيل جديدة عن مقتل زعيم القاعدة بالمغرب الإسلامي

الجزائر والحرب على الإرهاب.. درودكال يدعم الوجود الفرنسي في الساحل