تعرّض مطعم الشاف الجزائري الشهير على مواقع التواصل الاجتماعي، هشام كوك، لحريق هائل فجر اليوم الأربعاء، تسبب في أضرار بالغة أدت إلى احتراق المطعم الواقع في مدينة أولاد فايت، بالكامل.

محنة الطبّاخ هشام تفاعل معها ناشطون جزائريون على منصّات التواصل معتبرين ذلك عِبرة ورسالة اجتماعية

وشارك "الشاف هشام" مقطع فيديو على مواقع التواصل، أين ظهرت ألسنة النيران وهي تلتهم المطعم بالكامل، مطالبًا بمشاركته من أجل الإسراع بتدخل الحماية المدنية.

ليعود بعدها ويشارك صورًا للدمار الذي خلفته النيران بعد إطفائها من قبل عناصر الحماية المدنية، وأظهرت الصور احتراق المطعم بالكامل بكل أثاثه وتحطم السقف، حيث لم يبق من المطعم إلّا الرماد.

تفاعل

وفي جوّ من التضامن الممزوج بالصدمة، تفاعل الجزائريون مع مشاهد احتراق المطعم، حيث يمتلك "الشاف هشام" شعبية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي التي انطلق فيها منذ سنوات.

في السياق، قال الصحفي كريم قندولي "موقف صعب مرّ به الطباخ الجزائري الشهير هشام كوك، إثر احتراق مطعمه الجديد، الذي افتتحه منذ أشهر فقط بعد سنوات من الانتظار والتجهيز".

وتابع: "وسط ألسنة النار المتصاعدة، تحلى هشام بالشجاعة ورباطة الجأش وقوة الإيمان، لتجاوز الكارثة التي ألمت به وبرزقه، فما قال إلا ما يرضي، وأكثر من هذا داخل كومة الرماد، أقام حفل شواء مع العمال، ولسان حاله يقول: "لن يصيبنا إلاّ ما كتب الله لنا".

ودوّن الصحفي الرياضي محمد وضحة "بعيدًا عن الرياضة وكرة القدم، كل التضامن مع الطباخ الجزائري هشام كوك، الذي تعرّض مطعمه لحريق لم يبق منه شيئ، والذي افتتحه قبل أشهر قليلة فقط، أمر محزن فعلا، "ربي يخلف عليك" بما هو أفضل وأجمل، هذا الشاب كان يقدم صورة جميلة عن الجزائر والشاب الجزائري الطموح المثابر".

من جهته قال طارق بوراي "ضربة قاسية للشاف هشام، دائمًا ما يلهمني ويحفزني من خلال انجازاته وشغفه وقلبه الكبير".

وبدوره كتب إسلام "أريد إيصال رسالة صغيرة من حادثة الشاف هشام، ليس المهم ما عندك من رزق وأموال وممتلكات وإنما، ما عندك من إيمان في قلبك لتتقبل الابتلاءات وتقلبات الحياة بصدر رحب وبلسان شاكر".

البداية من "طابونة"

هناك حكمة تقول: "لا تعترف بالحريق الذي في داخلك، ابتسم وقل أنها حفلة شواء"، لقد جسّد "الشاف هشام" هذه الحكمة حرفيًا، فقد عاد إلى رماد مطعمه في نفس اليوم، ودعا طاقمه وبعض المتطوعين الذين قدموا لإخماد الحريق ونظّم على شرفهم حفلة شواء في فناء المطعم، قائلا في شريط فيديو يوثّق ذلك: "الحياة نعيشها بحُلوها ومُرها".

الكثير من المعلّقين ذهبوا للقول بأن "الشاف" الشهير سينهض من جديد، وبأنه سيُعيد بناء نجاحه من الصفر، تمامًا من النقطة التي انطلق منها يوم 8 آب/أوت 2018، حيث بدأ في نشر فيديوهات طبخ من زاوية صغيرة في مطبخ منزله المتواضع، لقد كان حينها متميّزا بأمرين، أولها أنه لا يُظهر وجهه في فيديوهاته، والثاني أنه يطبخ على موقد بسيط (طابونة)، فقد كان لا يمتلك "طباخة عصرية".

اشتهر هشام الحاج أكلي وهو اسمه الكامل بوصفاته البسيطة التي لا تتطلب مقادير غالية الثمن، وبدأت فيديوهاته تجلب المشاهدات وانطلقت قناته على يوتيوب في جذب الملايين من المتابعين لتصل إلى 3ملاين متابع، لتستقطبه قناة الطبخ الأشهر في الجزائر، ويدخل عالم الإشهار، حيث بات الأكثر طلبًا من طرف المُستشهرين خاصة في ميدان المواد الغذائية وكل ما له علاقة بعالم الطبخ، ليفتتح بعدها قبل شهرين مطعمه الخاص والذي يحمل اسمه بعد أن حوّل قاعة حفلات إلى مطعم وضع فيه كامل التعب والجهد الذي بذله خلال سنوات.

اقرأ/ي أيضًا:

5 أطباق تضع المطبخ الجزائري في المرتبة الأولى عربيًا

القطاع السياحي.. هل يُنقذ "الاقتصاد التضامني" ما أفسدته الأزمة الصحية؟

الكسكس في الجزائر.. ليس مجرّد أُكلة

الرجل الجزائري في المطبخ.. كورونا والحجر المنزلي يتحالفان