15-يوليو-2019

جزائريون يحتفلون بفوز منتخبهم أمام برج النص بباريس (زكريا عبد الكافي/ أ.ف.ب)

يبدو أن احتفال الجزائريين بباريس، بتأهّل منتخبهم الوطني إلى "الكان"، نغصّ على فرنسا احتفالها بالعيد الوطني الفرنسي، المصادف لـ 14 جويلية/ تموز من كل سنة. ففي الوقت الذي كانت فيه الألعاب النارية تملأ سماء الشانزليزيه احتفالًا ببوم "الباستيل"، خرج آلاف الجزائريين إلى الشوارع بالأعلام الجزائرية، عقب نهاية المباراة التي حُسمت لصالح الجزائر أمام نيجيريا بنتيجة هدفين لصفر.

الجرائد الفرنسية عبّرت عن امتعاضها من احتفلات الجزائريين في الشوارع الفرنسية وركّزت على مواجهاتهم مع الشرطة

الجرائد الفرنسية عبّرت عن امتعاضها من احتفلات الجزائريين في الشوارع الفرنسية، إذ ركّزت عناوينها العريضة، على الحوادث والاعتقالات والمواجهات التي وقعت مع الشرطة عقب فوز المنتخب الوطني، إذ صدر مقال لموقع "فرانس 3" تحت عنوان " باريس: حوادث بعد فوز الجزائر"، والذي جاء فيه أن آلاف الجزائريين زحفوا على أجمل حيّ في العالم، واتهمتهم باستهداف الشرطة الفرنسية بالقذائف والألعاب النارية.

اقرأ/ي أيضًا: تصريحات ماكرون تفتح جرح الماضي بين فرنسا والجزائر

من جهته ركّز موقع "أل سي إيه"، على عدد المعتقلين، والحوادث التي وقعت في كل من مدينة باريس ومارسيليا وليون التي تشهد تجمّعًا كبيرًا للجالية الجزائرية في فرنسا، متجاهلة الفوز الذي حقّقه الفريق الجزائري، إذ عنونت المقال الصادر اليوم: " كأس إفريقيا: 282 اعتقالًا، وحوادث في باريس وليون ومرسيليا بعد انتصار الجزائريين في الدور نصف النهائي".

أما جريدة "فالور"، فبالغت في الحوادث المعزولة التي وقعت على هامش احتفالات الجزائريين، وعنونت مقالها بـ" اشتباكات عنيفة بعد فوز الجزائر في نصف النهائي"، بل وذهبت جريدة "لانكوراكت" إلى وصف احتفالات الجزائريين بـ "ذباب على الوجه"، وادّعت أن الفرنسيين من أصول مغاربية يستغلون هذه الفرص للتعبير عن كرههم لفرنسا على حدّ تعبيرها.

رغم هذا التحامل من طرف هذه العناوين الفرنسية، وتضخيم الأحداث، إلا أنّ هناك بعض العنوانين الموضوعية التي برزت عقب لقاء الجزائر نيجيريا، واحتفالات الجزائريين في شوارع باريس، من بينها "فرانس 24"، التي نشرت تقريرًا على موقعها بعنوان "الجزائريون ينفجرون فرحًا، بعض الحوادث في باريس وليون ومارسيليا".

تسارع وسائل إعلام فرنسية إلى اتهام الجالية المغاربية كلّما تعلق الأمر بأعمال شغب أو تفجيرات إرهابية

تعاطي وسائل إعلام فرنسية مع احتفالات الجزائريين على النحو كان متوقّعًا، فقد سبق أن تعاطت مع احتفالات الجماهير التونسية بالطريقة نفسها، وفي مناسبة أخرى مع احتفالات الجماهير الجزائرية في باريس بعد فوزها على المنتخب الإفواري، إذ تسارع إلى اتهام الجالية المغاربية كلّما تعلق الأمر بأعمال شغب أو تفجيرات إرهابية، بينما تحاول تغييب الأصول المغاربية لمواطنيها، كلّما تعلق الأمر بالإنجازات والانتصارات، تمامًا مثلما كانت تتعاطى مع النجم زين الدين زيدان الذي تصفه باللاعب الفرنسي دون الإشارة إلى أصوله الجزائرية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يريد الجزائريون عودة فرنسا؟

هل "تتواطأ" الجزائر مع مهاجريها في فرنسا كي لا يعودوا؟