27-يوليو-2023
(الصورة: فيسبوك)

(الصورة: فيسبوك)

أدرجت منظمة الصحة العالمية قبل أسبوع محلي الأسبارتام الذي يستخدم في صناعة المشروبات الغازية ضمن المواد المسرطنة المحتملة، وهو ما يستدعي اتخاذ إجراءات لازمة على مستوى مختلف الدول ومنها الجزائر التي يكثر فيها استهلاك المشروبات الغازية بمختلف أنواعها.

منسق جمعية حماية المستهلك لـ"الترا جزائر" الأسبارتام يستعمل في الصناعة الغذائية الجزائرية وخاصة في المشروبات الغازية و العصائر

وما يزيد من هذه المخاوف هو أن الجزائر تسجل سنويًا معدلات عالية للإصابة بالسرطان، الأمر الذي يتطلب الحرص على تناول غذاء صحي وتجنب كل مسببات الإصابة بالمرض الخبيث.

مادة مسرطنة 

أفادت لجنة تابعة لمنظمة الصحة العالمية في 14 تموز/جويلية الجاري أن مُحلّى الأسبارتام الصناعي الذي يستخدم في المشروبات الغازية"مادة  

مسرطنة محتملة".وواصلت اللجنة التوصية بالحفاظ على مستويات استهلاك من الأسبارتام أقل من 40  مليغرام لكل كيلوغرام من الوزن في اليوم. 

وبينت جهتان مرتبطتان بمنظمة الصحة العالمية أن محلّى الأسبارتام  "مادة مسرطنة محتملة"، لكنه يظل آمنًا عند استهلاكه عند المستويات المتفق  

عليها. 

ويعد الأسبارتام أحد أكثر المحليات شهرة في العالم وكان يستخدم في كثير من المنتجات التي تعد صديقة للحميات الغذائية، غير أنه بعد إجراء مراجعة شاملة خاصة بها قد يتغير الحكم الطبي الشائع عنه.

ويتكون الأسبارتام من نوعين من الأحماض الأمينية، حمض الأسبارتيك، والفينيل ألانين، وقد تمت المصادقة عليه والسماح ببيعه عام 1981 من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية.

وإضافة إلى استخدامه في تحلية المشروبات الغازية التي تستخدم في الحمية، يباع منفصلًا لتحلية الشاي والقهوة والمشروبات الأخرى، كونه محلى قوي يصل تركيزه إلى 220 ضعف حلاوة السكر، كما أنه يستخدم في بعض أدوية السعال وبعض معجون الأسنان.

ومعروف أن الأسبارتام لا يُعطي سعرات حرارية، ولا يسبب تسوس الأسنان، لذلك قد يكون مناسبًا للأشخاص الذين يريدون التحكم في أوزانهم أو السيطرة على داء السكري، إلا أن التحذير الجديد من منظمة الصحة العالمية ستعيد تحديد نطاق استعماله.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن الاستخدام المستمر طويل الأمد لبدائل السكر الصناعية قد يؤدي إلى الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية وأمراض مزمنة.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن مستويات الاستهلاك الحالية تعني أن معدل الخطر للشخص الذي يبلغ وزنه حوالي 60-70 كلغم عليه شرب 9-14 علبة من المياه الغازية المحلاة بالأسبارتام لتصبح معدلات خطرة على الإنسان، أي حوالي 10 أضعاف ما يستهلكه معظم الناس.

الخطر موجود

رغم صدور هذه توصية المنظمة العالمية الصحة، إلا أن وزارة الصحة الجزائرية لم تصدر حتى الآن تحذيرات بشان محلى الأسبارتام، رغم أنه من المحليات المستهلكة في الجزائر.

وأكد المنسق الوطني لجمعية حماية المستهلك فادي تميم لـ"الترا جزائر" أن الاسبارتام كمحلى إصطناعي يتم استعماله في الصناعة الغذائية الجزائرية وخاصة في المشروبات الغازية و العصائر.

وأضاف أنه لا أحد ينكر أن المشروبات الجزائرية تخضع لشروط ومعايير صارمة في إعلام المستهلك وكذا في استعمال المدخلات  في أي مشروب، وبالخصوص بعدما أصبح المنتوج المحلي يلقى رواجا كبيرا في السوق الدولي لنوعية بعضها التي أصبحت تنافس العلامات الكبرى خاصة في السوق الأفريقي، إلا أن المشروب الغازي يبقى مشروبا صناعيا ولا يمكنه منافسة المشروب الطبيعي أو أن يكون بديلا عنه، مبينا أن التطور الذي حدث في المجال صناعة الأغذية جعل من المشروبات الصناعية منتوجا حاضرا في كثير من العادات الاستهلاكية  .

و ذكر فادي تميم أن جمعية حماية المستهلك حاولت سابقا التوعية بضرورة استبدال محلى الاسبارتام  بالمحلى الطبيعي "ستيفيا stevia "، من خلال تحسيس المتعاملين الاقتصاديين بأهمية هذا المحلى الطبيعي ليكون بديلا حقيقيا للأسبارتام، كونه من المنصوح به في اتباع الحميات الغذائية وتفادي زيادة الوزن لأن عدد سعراته الحرارية يقارب الصفر.

وفي آذار/مارس 2015، نشرت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك على صفحتها الرسمية على فيسبوك تحذيرات من المخاطر التي يسببها محلى الاسبرتام واصفة هذا المحلى بـ"القاتل الصامت" كونها مادة ضارة، بحسب الدراسات التي أجريت مؤخرا بشأنها، والتي تشير إلى أن هذا المحلى قد يتسبب في مرض تصلب الأنسجة المضاعف وداء الذئبة الجلدي.

استهلاك كبير

وتكمن أهمية التوصية الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية بشأن محلى الأسبارتام أن الاقتياد بها قد يحد من الإصابة بالسرطان عبر المشروبات الغازية، بالنظر إلى أن خطر الإصابة عن تناول هذا المنتج كبير جد في الجزائر.

وقال فادي تميم إن "استهلاك الجزائريين للمشروبات بما فيها الغازية أصبح عادة غذائية مثبتة، حيث لا تكاد تخلو مائدة طعام منها ، مما يستوجب علينا جميعا تصحيح و تصويب الوضع لما يخدم مصلحة المواطن، وذلك بجعل منتجي المشروبات الغازية يعملون على تحسين النوعية باستعمال أقل للمضافات الغذائية والمحليات إلى أي مشروب، مما يجعلها أقل ضررا وأكثر أمنا صحيًا".

وحسب تصريح سابق لرئيس جمعية المنتجين الجزائريين للمشروبات علي حماني يخص إحصاءات تتعلق بعام 2020، يبلغ استهلاك الجزائريين للمشروبات من عصائر ومشروبات ومياه معدنية 5 مليارات لتر سنويًا، مشيرًا إلى وجود أكثر من 400 علامة للمشروبات والعصائر في السوق الجزائرية، فيما يوجد أكثر من 1700 منتجا للمشروبات الغازية والعصائر معتمدا من قبل السجل التجاري.

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الاستخدام المستمر طويل الأمد لبدائل السكر الصناعية قد يؤدي إلى الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية

ورغم أن فادي تميم يرى أنه بالرغم من هذه التحذيرات، يبقى استعمال مادة الأسبارتام لا يلقى رواجًا كبيرًا في الجزائر، إلا أن الانتباه لهذا الخطر يبقى ضروريًا بالنظر إلى أن الجزائر سجلت العام الماضي فقط 47050 إصابة جديدة بالسرطان.