27-نوفمبر-2021

(تصوير: بلال بن سالم/ Getty)

صبيحة يوم سبت بارد وماطر، كانت تبدو حركة المرور ضعيفة، بوسط كبرى الشوارع لا شيء يوحي إلى وجود موعد استحقاق سياسي هام، يتثمل في الانتخابات المجالس الولائية والبلدية، رصدت "التر جزائر" الأجواء الانتخابية أمام مراكز الاقتراع، التي يشارك فيها 1158 قائمة في المجالس الولائية عبر 58 ولاية، و5848 قائمة في المجالس البلدية، ويبلغ عدد الناخبين 23 مليونا و717 ألفًا و479 ناخبًا سيتوجهون إلى مكاتب الاقتراع لاختيار المتنافسين الذين يبلغ عددهم 132 ألف مرشح.

في جولة استطلاعية قادت "التر جزائر" إلى تفقد مراكز الاقتراع، تفاوتت حركة الاقبال من مكاتب تصويت إلى مركز اقتراع أخر بحسب الكثافة السكانية ومركز البلدية

المحطة الأخيرة

في سياق الموضوع، تُشكّل الانتخابات المحلية المبكرة آخر جولة في مسار البناء المؤسّساتي وتجديد المؤسسات المنتخبة، بحسب تعابير السلطة.

اقرأ/ي أيضًا: سحب 22674 ملف للمشاركة في المحليات المقبلة

في هذا الصدد، يقول عبد المالك أحد مناضلي حزب جبهة القوى الاشتراكية، والتي قاطعت الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأخيرة، أن انتخابات مجالس البلدية والولائية لها خصوصية مقارنة بالمواعيد الانتخابية الأخرى، وأضاف أن الطابع التقني يَغلب على الجانب السياسي في مسألة حسم المشاركة أو المقاطعة، لذلك قررت قيادة حزب "الافافاس" المشاركة.مضيفا أن المنتخبين على المستوى القاعدي والمحلي  لهم علاقة مباشرة بانشغالات، وارتباط بإهتمامات المواطن الأساسية والقاعدية.

بروتوكول صحي صارم 

من جهته، وفي جولة استطلاعية قادت "التر جزائر" إلى تفقد مراكز الاقتراع، تفاوتت حركة الاقبال من مكاتب تصويت إلى مركز اقتراع أخر بحسب الكثافة السكانية ومركز البلدية.

 فأمام ملحقة فرحات دغموم بحسين داي، كان فناء المدرسة ومكاتب الاقتراع تبدو فارغة وخالية من المنتخبين، ماعدا انتشار أعوان الشرطة بالزي الأزرق، ومؤطري  العملية الانتخابات، ومناضلي وممثلي الأحزاب السياسية والمترشحين الأحرار رفقة أفراد عائلاتهم، وسط  إجراءات وقائية مشدّدة من "كوفيد 19"، هنا يقول سعيداني فاتح مرشح في قائمة الأحرار في حديث لـ"التر جزائر" أن الفترة الصباحية عادة تكون نسبة الإقبال ضعيفة، متوقعًا أن ترتفع النسبة خلال الظهيرة إلى غاية غلق مكاتب الاقتراع.

وبحسب المتحدّث فإن أجواء الحملة الانتخابية والمنافسة تَبعثُ على وجود اهتمام المواطن بالعملية الانتخابية، واختيار ممثلين عنه سواء في المجالس الولائية أو البلدية.

 أما بجانب مكتب الاقتراع بمدرسة محمد إقبال، وعلى الجهة المقبلة من الشارع المحاذي، انتشرت طوابير مواطنين ليس أمام مكاتب الانتخابات بل أمام وحدة بيع تابعة للديوان الوطني للحليب في انتظار شاحنة للحصول على أكياس الحليب المدعومة.

 منافسة حزبية

في المقابل، وأمام مركز التصويت بمدرسة الحاج تيقرنين في الحي الشعبي المقارية، بدت الأجواء التنافسية بين مرشحي حزب جبهة التحرير الوطني وقائمة حزب المستقبل قائمة، وانتشر ممثلي ومناضلي الحزبين أمام مدخل وفضاء المدرسة، يوجهون المواطنين إلى المكاتب، والقيام بالدعائية لصالح قوائهم.

في السياق يقول أحد ممثلي حزب جبهة التحرير الوطني أن الإقبال صبيحة هذا اليوم كانت مقبولة، مقارنة بالانتخابات الرئاسية والتشريعية الأخيرة، وقال محدثنا أن العملية الانتخابية تجري في أجواء هادئة، ويتوقع أن يَزداد توافد مواطني البلدية على التصويت خلال الساعات القادمة.

وبداخل مكاتب الاقتراع يصطف ممثلي الأحزاب ومراقبي العملية الانتخابية في أقسام دراسية باردة لا تتوفر على مدفأة،  فعلى الجهة اليمين أوراق باللون الأزرق تشير إلى قوائم المجالس الولائيةـ وعلى الجهة المقابلة أوراق باللون الأبيض تحمل مرشحي المجالس البلدية، في السياق يقول مسؤول المكتب (احتفظ على ذكر اسمه) أن الأجواء جد طبيعية، وأن نسبة الاقبال إلى غاية الحادية عشر محترمة نسيبا، مضيفًا أن الفئة العمرية المشاركة تتمثل في الشباب أكثر من كبر السن، عكس الاستحقاقات السابقة.

دعا عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية المواطنين إلى الإقبال على المشاركة بالقوة، مطمئنًا المواطن أن عهد سيطرة المال الفاسد على الانتخابات قد ولى زمانها

 ومن بين هؤلاء وقفت "التر جزائر "على مشاركة أحد الشباب، الذي أفاد إنه يشارك لأوّل مرة في التصويت، وبَرر المتحدث مشاركته أن قائمة حزب سياسي تَضُمُ على أحد أفراد عائلته، يقول عنه أنه يستحق أن يكون على رأس البلدية. وبلغت نسبة المشاركة في المحليات إلى غاية الساعة العاشرة 04.12 بالمئة، وقد دعا عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية المواطنين إلى الإقبال على المشاركة بالقوة، مطمئنًا المواطن أن عهد سيطرة المال الفاسد على الانتخابات قد ولى زمانها. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

"الأفلان" يلتزم بإبعاد المال الفاسد من المحليات

الأفافاس: مشاركتنا في المحليات أخلطت مخططات المغامرين