13-أكتوبر-2024
تاريخ شهداء لقاطة

تاريخ شهداء لقطاة بومرداس ( صورة فيسبوك)

من بين الجرائم التي تُرسّخ الذاكرة الجريحة لحقبة استعمارية طويلة؛ وكثير منها ما زال مكتوبا بين الدفاتر والكتب والأبحاث، لكن جميعها تحتاج إلى سرد بالصوت والصورة، وتعرية ما اقترفته الآلة الاستعمارية في 130 سنة احتلال.

سيُسلط الضوء على جريمة إلقاء الجيش الفرنسي لـ 12 فدائيا في بئر ارتوازي بعد إعدامهم رميا بالرصاص في سنة 1959

يُحاول المخرج هشام رماضني لإعادة سردها في وثائقي وُسِم بعنوان:" "شهداء بئر لقاطة ... رصاصة عند فوهة بئر"، وبدأ اليوم الأحد، في تصوير اللقطات الأولى منه بولاية بومرداس.

ووفقا لما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية فإنّ هذه القطعة التاريخية "ستُسلط الضوء على جريمة إلقاء الجيش الفرنسي لـ 12 فدائيا في بئر ارتوازي بعد إعدامهم رميا بالرصاص خلال سنة 1959".

 

بئر لقاطة ببومرداس

وقال مخرج العمل هشام رماضني في تصريحات صحفية إنّ هذا الفيلم الوثائقي الذي يستغرق 20 دقيقة؛ يؤرخ للتضحيات الجسيمة للجزائريين في سبيل نيل حريتهم ويحاكي أشكال وممارسات القتل الإجرامي في حقّ الجزائريين، فضلا عن التعذيب الشنيع واللاإنساني الذي مارسه المحتل الفرنسي ضد المجاهدين وذويهم ممن تعذبوا خلف جدران المعتقلات الوحشية التي أقامها المحتل".

وأوضح بأنّ هذا العمل الفني يروي قصة 12 فدائيا من بينهم امرأة من بلدية لقاطة، وقعوا أسرى في يد سفاح من الجيش الفرنسي برتبة ضابط يدعى ماتيو، الذي أشرف على تعذيبهم بمعتقل جيرمان الكائن بضواحي بلدية لقاطة، إلى أن قرر إعدامهم رميا بالرصاص و رمي جثثهم في بئر إرتوازي بعدما رفضوا البوح بأسرار المجاهدين و الثوار بالمنطقة".

وفي هذا الإطار، أكد مدير المجاهدين وذوي الحقوق، شريخي سعيد، في تصريحات صحفية، أن "هذا الفيلم الوثائقي الذي تشرف على إنتاجه الولاية من خلال مديرية المجاهدين، وتجري وقائعه ببلدية لقاطة (شرق)، سيعرض عشية إحياء سبعينية ثورة 1 نوفمبر 1954 التحريرية.

وقال إنّ "هذا العمل الوثائقي يهدف للحفاظ على الذاكرة الجماعية وإيصالها للأجيال الصاعدة من خلال استعراض شهادات لمجاهدين مازالوا على قيد الحياة ممن عايشوا الواقعة، مدعّما بصور قديمة عن المنطقةّ.

من جانب آخر، ذكّر مدير المجاهدين بأنّ "الولاية رصدت مؤخرا غلاف مالي يتجاوز المليوني دينار من أجل إنجاز معلم تاريخي يخلد هذه الجريمة الإنسانية الشنعاء".

وللإشارة "يقع هذا البئر الارتوازي الذي بقيت معالمه شاهدة إلى اليوم على هذه الجريمة اللاإنسانية الشنعاء، بمزرعة نموذجية بضواحي بلدية لقاطة ويقدر عمقه بنحو 50 مترا وقطره بنحو 50 سنتيمترا فقط."