يركز المصور الصحفي جعفر سعادة على التواجد في المكان والزمان الصحيحين، فالتقاط الصورة بالنسبة إليه عملية قنص حقيقية وموعد مع اللحظة الحدث. وكان الحراك الشعبي بالنسبة لجعفر، فرصة غير مسبوقة، لاقتناص صور تليق بتوثيق لحظة فارقة في تاريخ البلاد.
يقول المصور جعفر سعادة إن توثيق الحراك بالصور هو أكبر مسؤولية تقع على عاتف المصور الصحفي، لأن صورته أرشيف
الصورة مسؤولية
يتعامل جعفر مع التصوير باعتباره مسؤولية، ومع توثيق الحراك باعتباره مسؤولية مضاعفة، مهنيًا وثوريًا. يقول لـ"الترا جزائر": "توثيق الحراك بالصور هو أكبر مسؤولية تقع على عاتق المصور الصحفي".
اقرأ/ي أيضًا: فوبيا الصورة بين اللاهوت والفلسفة
وتعاطي المصور مع الحراك الشعبي، لابد أن يكون، وفقًا لجعفر، من زاوية الانخراط والتفاعل مع مطالبه: "على المصور أن يعمل قبل كل شيء بضمير مهني، ويخدم وطنه وليس لمصلحته الشخصية، فلا يحاول البحث عن السبق الصحفي على حساب مطالب الحراك الشعبي، بل عليه نقل المطالب الشعبية عبر الصورة".
ويضيف: "للصورة تأثير خاص في المشهد، فيجب نقل كل ما هو إيجابي عن هذا الحراك"، موضحًا: "بالصور نعكس حضارية هذه الثورة السلمية". يقول إنه حريص على خدمة رمزية الحراك بلقطاته: "الصورة تبقى أرشيفًا للأجيال القادمة".
رؤية بانورامية للحراك
ليديا سعيدي، مصورة محترفة تعمل لدى إحدى الوكالات الخاصة. كل مساء جمعة بعد التظاهر، تشارك بعض الصور من الحراك عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتفتح باب التفاعلات.
تقول سعيدي لـ"الترا جزائر": "أعتقد أن الصورة تلعب دورًا هامًا في مسايرة الثورة السلمية، خاصة في تصدير الصورة الإيجابية عن الحراك، لاسيما بعد انتشار الهواتف الذكية وتحولها إلى آلات تصوير، تحاول توثيق والتقاط الصور من قبل أكبر شريحة من الناس، ومن ثم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التفاعل".
بسبب طبيعة مهنته، لدى المصور فرصة ليكون شاهدًا على أبرز التحولات السياسية والاجتماعية، مواكبًا وموثقًا لها، وهذا أمر بالنسبة لليديا سعيدي، يمثل "سعادة كبيرة"، كما أنه من جهة أخرى "يزيد من الوعب السياسي" بالاحتكاك بالشارع والأحداث.
لدى ليديا سعيدي، كما غيرها كثير من المصورين، رؤية بانورامية للحراك الشعبي ومسيراته. فاللقطة هي جوهر عملها، والتركيز على التفاصيل، ومن هنا كان سؤالها عن رؤيتها للحراك ذي جدوى، إذ قالت: "ذهلت بحجم المظاهرات وبتنوعها".
قبل أن تُنقل للمتفرج صور الحراك الذي ربما استطاع من خلالها تكوين صورة عن طبيعته، كانت ليديا تعيش الحدث: "توقعت أنه ربما يغلب طابع الحركة الإسلامية على الحراك. لكن ما وجدته تنوعًا كبيرًا؛ مختلف التيارات والفعاليات الوطنية كانت مشاركة بقوة، وكله تحت شعارات واحدة رافضة للعهدة الخامسة وتطالب بأن يتناحو قاع"، مضيفةً: "لذلك أحاول نقل هذه الفسيفساء الرمزية عبر جمالية الصورة".
تلعب الصدفة دورًا في اختيار الصورة التي ستلتقطها ليديا، لكن ذلك لا يمنع البحث: "عليك البحث عن الصورة، بالبقاء وسط الحشود"، مشيرًا إلى أن هناك أيضًا "عامل التجربة"، والتي لن تتأتى إلا بالالتحام بالحدث.
الحراك حرر الصورة الفوتوغرافية
لكن ليس فقط المحترفين هم الذين جذبهم الحراك للانخراط فيه بكاميراتهم، فهؤلاء إن كان اهتمامهم بالتقاط صور الحراك هو جوهر عملهم، فثمة آخرين جذبتهم روح الحراك لحمل الكاميرا وتوثيق حدث مفصلي في تاريخ البلاد.
علاء الدين أحد هؤلاء، هاوٍ للتصوير، اختار أن يكون انخراطه في الحراك بتوثيقه بالصورة. ولطالما كان علاء الدين محبًا للتصوير، لكن "نظرًا للمضايقات الأمنية، كان الأمر صعبًا".
كان التصوير في الشارع قبل الحراك صعبًا بسبب المضايقات الأمنية، لكن الآن، حرر الحراك الصورة الفوتوغرافية
الآن، وفقًا لعلاء الدين، بات التصوير متاحًا وبحرية في الشارع. "لقد حرر الحراك الصورة الفوتوغرافية"، يقول علاء الدين، مضيفًا: "كما حرر الجميع من المخاوف".
اقرأ/ي أيضًا: