30-يونيو-2023
عيد الأضحى في الجزائر (الصورة:Getty)

(الصورة: Getty)

لا يشكل عيد الأضحى مناسبة دينية فقط لبعض الجزائريين، ولكنه فرصة أيضًا لكسب بعض المال لما يوفره من عمل موسمي يتعلق بنحر الأضاحي وتنظيفها وتقطيع لحومها، وبالخصوص في المدن التي  قد يغيب عنها من يحسن أداء نحر الأضحية وسلخها، وباقي المراحل المتعلقة بتقطيعها.

التغييرات التي حدثت داخل المجتمع الجزائري جعلت كثيرين لا يجيدون ذبح الأضاحي التي كانت ضمن عادات وتقاليد الأجداد

ومع التطور الذي عرفته البلاد في مجال التواصل الاجتماعي، أصبحت هذه الأعمال تعرض إلكترونيا، بهدف التعريف بأصحابها وكذا لجلب اكبر عدد من الزبائن، وبأسعار مختلفة.

أسعار متباينة

تختلف أسعار المهن المتعلقة بالأضحية من منطقة إلى أخرى، وحسب ما يقدمه الزبون، وفق ما قاله شرفة الذي يعمل جزارا بولاية مستغانم غربي الجزائر، مشيرا أنه يمارس مهنة ذبح وسلخ اضاحي العيد منذ 10 سنوات.

وأضاف شرفة أن السعر المتوسط الذي يعتمده لزبائنه يتمثل في 1500 دينار جزائري لذبح وسلخ الأضحية، لكنه قد ينزل هذا السعر إلى أقل من ذلك وفق حالة الزبائن، لأن الأمر يتعلق بتسهيل القيام بشعيرة دينية.

وأوضح شرفة أنه أيضًا يقوم بعملية تقطيع أضحية العيد إلى أجزاء بقصابته  الخاصة بمستغانم بسعر 1500 دينار أيضًا، مبينًا أن عملية تقطيع الأضاحي قد تصل عند بعض زملائه من الجزارين حتى إلى ثلاثة آلاف دينار.

وبالنظر إلى الأسعار المتداولة، فإنها تختلف من محل إلى آخر، إذ قال جزار بحي القبة بالجزائر العاصمة لـ"الترا جزائر" إن سعر تقطيع الأضاحي الذي يعتمده محددًا بـألفي دينار.

ومن  المهن التي تلقى رواجًا أيضًا خلال عيد الأضحى، هي "تشويط" رؤوس الأضاحي وأرجلها، أو ما يعرف بـ"بوزلوف" أو "الزليف"، والذي لا يقل عن 500 دينار، حسب ما قاله محمد الذي يقدم هذه الخدمة بولاية الوادي شرقي الجزائر لـ"الترا جزائر".

ويشار إلى أن طبق "بوزلوف" قد صنف مؤخرًا من قبل موقع "تاست أطلس" المختص في الطبخ ضمن المرتبة 19 عالميًا لأطباق بقايا (أحشاء) الذبيحة.

إعلانات إلكترونية

لم يقتصر استعمال مواقع التواصل الاجتماعي  كمنصة لبيع أضاحي العيد والترويج لها، بل إن ممتهني الخدمات المتعلقة بالأضاحي استغلوا هذه الخدمة الإلكترونية، فصاحب القصابة شرفة أعلن عت خدامته عبر موقع فيسبوك باعتباره الاكثر استعمالًا في الجزائر.

وإضافة لما يوفره من ترويج للخدمة المقدمة  كذبح وسلخ الاضاحي وتقطيعها، فإن مواثع التواصل الاجتماعي استعملت لجلب اكثر عدد من الزبائن بعد تراجعهم هذا العام بنحو 50 بالمئة وفق ما قاله شرفة القاطن بمستغانم لـ"الترا جزائر"، بالنظر إلى أن ارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام حرم كثيرًا من الجزائريين من أداء واجبهم الديني.

كما شكلت مواقع التواصل الاجتماعي فرصة أيضًا للزبائن الباحيثين عمن ينحر أضاحيهم، وبالخصوص بالأحياء السكنية الجديدة التي ما تزال تفتقد لأغلب الخدمات من محال تجارية وقصابات وأسواق.

ولم تخل مواقع التواصل الاجتماعي من  تعليقات ساخرة تخص مهنة نحر الأضاحي والجزار، باعتبار أن عيد الأضحى يجعل الكثيرين يقدمون نصائح تخص عملية الذبح، في حين أن أغلبهم لم يقم بهذه المهمة ولو لمرة واحدة، حسب بعض التعليقات.

تغيرات مجتمعية

لا تعد مراحل  تجهيز لحم أضحية العيد من نحرو سلخ وتقطيع و"تشويط" لبوزلوف وغيرها من الخطوات جديدة على الجزائريين، فهي ضاربة في التاريخ، وكانت ضمن المراحل التي تقوم بها العائلة داخل المنزل دون الحاج إلى  دفع تكلفة هذه المراحل لمن يمتهن هذا الاختصاص، إلا أن التغييرات التي حدثت داخل المجتمع الجزائري جعلت الكثير من الأفراد لا يجيدون عملية ذبح الأضاحي التي كانت ضمن العادات والتقاليد الجزائرية.

 وأدت  التغييرات التي طرأت على المجتمع الجزائري إلى تخلي الأفراد عن القيام بهذه المهن، وبالخصوص في المدن، وذلك بالاكتفاء بتوفير العمال الموسمين في هذا المجال، دون الحاجة للقيام بعملية النحر من بدايتها إلى  تقطيع لحمها وطبخه.

وإذا كان عيد الأضحى بالنسبة لمعظم الجزائريين فرصة لإداء واجبهم الديني، فإن الأمر بالنسبة للبعض يتعلق بمصدر رزق موسمي يتكرر مرة واحدة في العالم.