17-فبراير-2023

عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية (الصورة: فيسبوك/ الترا جزائر)

فريق التحرير – الترا جزائر

جددت الجزائر اليوم الجمعة، رفضها "منطق القوة في حل الأزمة الليبية"، مدينة تواصل التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية لهذا البلد الشقيق و"تورط عدد من الأطراف الخارجية في خرق حظر توريد الأسلحة."

الرئيس عبد المجيد تبون دعا الأطراف الخارجية إلى احترام سيادة ليبيا ووحدة أراضيها واستقلالية قرارها

وفي كلمة للرئيس عبد المجيد تبون، قرأها نيابة عنه الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، خلال اجتماع لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى بشأن ليبيا، بأديس أبابا، قال إنّ "الساحة الليبية شهدت مرحلة خطيرة من عدم الاستقرار السياسي والأمني وجمود مسارات التفاوض والانقسام المؤسساتي، وهو ما وضع على المحك كافة المكاسب المحققة في مسار حل الأزمة في هذا البلد الجار والشقيق، لما لذلك من تداعيات خطيرة على أمن واستقرار دول الجوار وكامل منطقة الساحل."

وبحسب كلمة الرئيس تبون فإنّ "الجزائر ما فتئت تعرب وبشدة عن رفضها لمنطق القوة وتدعو إلى ضرورة تغليب لغة الحوار والمصالحة بين كافة مكونات الشعب الليبي".

"كما أدانت تواصل التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية لهذا البلد الشقيق وتورط عدد من الأطراف الخارجية في خرق حظر توريد الأسلحة"، يضيف الوزير الأول.

وجدّدت الجزائر دعوتها للأطراف الخارجية لـ "احترام سيادة ليبيا ووحدة أراضيها واستقلالية قرارها. إذ أن الحل الدائم والشامل والنهائي للأزمة الليبية لن يتأتى إلا عبر مسار يكرس مبدأ الملكية الوطنية ويحفظ وحدة ليبيا وسيادتها على كامل ترابها، ويتولى فيه الأشقاء الليبيون زمام الريادة، بما يحفظ لليبيين جميعهم حقهم الأصيل وغير القابل للنقاش في ثروات بلادهم وفي تسييرها واستغلالها بما يضمن لهم التنمية والازدهار المنشودين."

كما شدّد الرئيس تبون أنّ "الجزائر لن تدخر أي جهد في إطار مجموعة دول جوار ليبيا وبالتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية، بغية تمكين الأشقاء في ليبيا من تجسيد أولويات هذه المرحلة الهامة، حفاظًا على أمن واستقرار دول الجوار التي تتأثر بشكل مباشر وأكثر من غيرها بالأوضاع في ليبيا."

وفي الصدد وأمام ترابط وتكامل أولويات المرحلة الراهنة بطبيعتها، "فإننا نشدد على أهمية معالجة التحديات المتعلقة بتوحيد المؤسسات العسكرية والمالية في ليبيا، كما نؤكد في الوقت ذاته على استعدادنا للمساهمة في إنجاح مسار المصالحة الوطنية الليبية بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي بهدف إيجاد أرضية توافقية تعزز الوحدة الوطنية الداخلية وتعيد لليبيا مكانتها الطبيعية على الساحة الدولية"، يكمل الرئيس تبون.

ولفت إلى أنه "إننا على يقين تام أن الليبيين سيتمكنون من تجاوز الظروف والصعوبات وسيتوصلون إلى تجسيد إرادة وسيادة الشعب الليبي بكافة أطيافه ومكوناته في اختيار قادته وممثليه وتحديد مستقبل بلاده دون أي ضغوطات أو إملاءات."

وأشادت الجزائر بالجهود الحثيثة والمضنية في سبيل تحقيق المصالحة في ليبيا، التي ما فتئ يبذلها رئيس فريق الاتحاد الأفريقي رفيع المستوى بشأن ليبيا، ساسو نغيسو، وعبد الله باتيلي، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، لاضطلاعهما بدور محوري في تسيير العملية السياسية والمصالحة الشاملة في ليبيا.

ورحبت الجزائر بالحركية الجديدة مؤخرًا لتفعيل مسار الحوار الليبي وإطلاق مبادرات الحوار بين الإخوة الليبيين، بهدف تقريب وجهات النظر وبناء الثقة المتبادلة وتوسيع التوافقات. ومن هذه الخطوات الإيجابية، عودة اللجنة العسكرية 5+5 إلى الاجتماع بعد طول انقطاع، لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشأن انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب ووقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين.