فرّقت قوات مكافحة الشغب التابعة لمصالح الأمن، اليوم الخميس، تجمّعًا لمضيفي شركة الخطوط الجوية الجزائرية، ومنعتهم من مواصلة إضرابهم داخل مطار الجزائر الدولي هواري بومدين، الذي أدرك يومه الرابع تواليًا.
الإضراب يتواصل لليوم الرابع مكبّدًا شركة الجوية الجزائرية خسائرًا بالملايين بين إلغاء الرحلات وتعويض المسافرين وكراء الطائرات
ولجأت مديرية الخطوط الجوية إلى طرد 82 عاملًا بالملاحة الجوّية، بناءً على قرار محكمة الدار البيضاء، في صيغته التنفيذية، الرامية إلى استعمال القوة العمومية في توقيف الإضراب في حالة الاقتضاء.
ووجد المضيفون أنفسهم مشتتين في حظيرة المطار الدولي، بعد أن منعتهم القوّات الأمنية من الدخول إلى بهو مطار هواري بومدين، حيث منحت المديرية العامّة للجوية قائمة إسمية للعمال الموقوفين، لمنعهم من العودة بعد طردهم.
وسببّت الحركة الاحتجاجية المستمرّة لليوم الرابع، تأخّرًا في الرحلات التي كانت مبرمجة، من وإلى مطار الجزائر الدولي، ما جعل الإدارة ترفع من وتيرة تنسيق خلية أزمتها المشكّلة، حيث واصلت كراء الطائرات مع اعتماد مضيفين متربّصين وآخرين تابعين لشركة "طاسيلي" أيضًا، من أجل ضمان خدمة أدنى من الرحلات باتجاه الدول الأكثر طلبًا.
وفي السياق، قال مسؤول خلية الأزمة ومستشار الرئيس المدير العام للخطوط الجويّة، محمد شارف، إنّ الرحلات التي تم إلغاؤها فاقت الـ 40 في المائة من الرحلات على مستوى مطار العاصمة.
وكشف محمد شارف، في حديث مع "الترا جزائر"، أن إضراب المضيفين عزل بشكلٍ كليّ الشمال عن الجنوب بعد تعليق جميع الرحلات المبرمجة من وإلى ولايات جنوبية، مشيرًا إلى أن "الرحلات المبرمجة إلى ولايات وهران، قسنطينة، عنابة لم يتم إلغاؤها وبُرمجت بشكلٍ عادي".
ورفض المتحدّث، إعطاء رقم واضحٍ بخصوص الخسائر التي تكبدتها الشركة جراء إضراب المضيفين، مكتفيًا بالقول: " الشركة تكبدت خسائرًا بملايين الدولارات منذ بداية الإضراب وما تبعه من عمليات كراء الطائرات وتعويض المسافرين".
في السياق نفسه، قالت مصادر من إدارة الجوية الجزائرية، أن تكاليف كراء الطائرة الواحدة يقارب الـ 10 آلاف دولار للساعة الواحدة، دون احتساب تكاليف الطاقم المشرف على الرحلات.
نداء..
من جهتهم، وجّه مستخدمو الملاحة الجوية المضربين منذ بداية الأسبوع، رسالة إلى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، يدعونه فيها إلى التدخل وحلّ الأزمة، التي تعيشها الشركة، واتهموا في الوقت ذاته الإدارة، بسوء التسيير وتعفّن الأوضاع وإغلاقها لباب الحوار أمامهم.
وجدّد المضيفون مطالبهم المتعلقة غالبيتها، بعدم تطبيق الاتفاقيات الموقّعة والمسجّلة لدى الجهات المعنية، إضافة لظروف العمل المؤسفة، ومكان العمل غير الصحي بالكامل، ومشكلة البرمجة العشوائية.
كما جدد المضيفون، اعتذاراتهم للمسافرين وكل العالقين بالمطارات الداخلية، من الضرر الذي لحقهم بسبب الإضراب.
معتمرون يضيّعون الرحلات
لم تنجح استراتيجية خلية الأزمة التي نصّبتها الجوية الجزائرية، في التقليل من الفوضى بمطار هواري بومدين، حيث وجد مسافرون أنفسهم أمام شبابيك مغلقة وتوجيهات غير معلومة للرحلات المحجوزة.
وأثّر الإضراب على رحلات العمرة المبرمجة عبر الخطوط الجوية الجزائرية، حيث قضى عشرات المعتمرين ساعات طويلة داخل المطار، في انتظار برمجة رحلة نحو جدّة، غير أنهم لم يحصلوا على توقيت محدّد للرحلة، بينما عادت رحلات مبرمجة مع شركات أخرى كالمصرية والقطرية.
وقال عددٌ من العائدين من مطار جدة في حديثهم لـ "الترا جزائر"، إن هناك بعض المعتمرين العالقين بمطار جدّة، بسبب إضراب المضيفين، ينتظرون برمجة رحلات أخرى بعد وساطات من الوكالات المرافقة لهم.
اقرأ/ي أيضًا:
فوضى وشلل في المطار الدولي والجويّة الجزائرية تستأجر طائرتين لسد العجز