فريق التحرير - الترا جزائر
بينما تصل البعثات الطبية والطائرات المحملة بالأدوية والأمصال تباعًا إلى عددٍ من الولايات الجنوبية التي عرفت انتشارًا للملاريا والدفتيريا، يتناقل جزائريون وصفات علاجية بالأعشاب وما يصفونه بالطب البديل، لتدارك "النقص" المسجل في اللقاحات والأدوية في المناطق التي لم تصلها هذه المساعدات، حسب ما نقلته صفحات محلية.
منقوع عشبة الشيح كان أكثر الوصفات حضورًا في منشورات الجزائريين للوقاية والعلاج من الملاريا
وفي ظلّ غياب تحذيرات رسمية من وزارة الصحة أو من الأطباء أو الجمعيات الصحية، من استخدام هذه الأعشاب والتحضيرات المنزلية، يتسع تداول منشورات تدعو إلى علاج مرض الملاريا ببعض الوصفات العشبية في انتظار وصول اللقاحات أو للوقاية من الأمراض.
إلى هنا، تنشط صفحات فيسبوكية على مواقع التواصل الاجتماعي، وصفحات خاصة بنشطاء وأشخاص يصفون أنفسهم بالمعالجين بالطب البديل، تدعو للإسراع في استخدام بعض العلاجات التقليدية واستخدام نباتات معروفة في الصحراء الجزائرية، بينما يتساءل آخرون عن تأثيرات هذه الأدوية التي يُقال إنها مجرّبة وتشفي من الأمراض المذكورة سلفًا، وجدوى استعمالها.
وإن كانت بعض التعليقات حذّرت من كون هذه المستحضرات العشبية، تقلل من فعالية اللقاحات، إلا أن الأمر ما زال بحاجة إلى تأكيدات طبية للفصل في جدوى استخدامها من عدمه.
منقوع عشبة الشيح كان أكثر الوصفات حضورًا في منشورات الجزائريين للوقاية والعلاج من الملاريا، حيث نصحوا بشربها للعلاج من عدة أمراض أخرى أيضًا مثل التيفوئيد، وأجمع على هذا الرأي عدد من صفحات تهتم بشؤون المناطق الجنوبية بالملاريا، يضاف إلى ذلك دعوات لاستخدام عدد من الأعشاب والمستحضرات الأخرى مثل العسل والكركم والثوم وإكليل الجبل والنيم والزنجبيل.
في هذا السياق، تقول المدونة نور فرنان، في منشور لها على موقع فيسبوك إن مغلّى نبات الشيح (l'armoise) مفيد جدًا لعلاج والوقاية من الملاريا والتيفوئيد. واستشهدت أنه "استعمل من قبل في مدغشقر والكونغو الديمقراطية وكان مفعوله جيد. لذلك أنصح إخوتنا في الجنوب بشربه فهو مطهر ويقوي الكبد ويرفع المناعة".
وزادت على ذلك أنه "أجريت عدة أبحاث ودراسات حول فائدته لكن مخابر تصنيع المضادات الحيوية قمعت هذه الدراسات خوفًا من تدني عائداتها من احتكار الدواء".
بالإضافة إلى كل ذلك، تضيف صاحبة المنشور، فإن "الصين استقبلت دراسة أجرتها باحثة فرنسية تدعى Lucille Cornet Vernetواعتمدت منقوع نبتة الشيح خلال جائحة SARS، وكانت النتيجة جيدة فصارت النبتة تعبأ في علب وتوزع على المواطنين مجانًا، على حدّ تعبيرها.
وعلقت في نهاية منشورها قائلة: "لكل منطقة أعشاب فيها فائدة ضد الأمراض التي قد تنتشر فيها، والشيح نبتة صحراوية".
بعيدًا عن صحة المعلومات التي طرحتها من عدمه، فقد أجمع عدد كبير من المتابعين على فعالية منقوع نبتة الشيح المعروفة في الصحراء الجزائرية، إذ تستشهد صفحة فيسبوكية تحمل اسم "حبيبة" بكتاب حول هذه النبيتة، وقد جاء في منشور لها "علاج الملاريا بالشيح أنظر في الجدول المأخوذ من كتاب Paludisme ou malaria".
وعلقت: " ربي يجيب الشفاء الشيح يغلى ويشرب ومعه عسل أو سكر لأن الشيح يقلل من نسبة السكر في الدم. artemisinine متواجد بكثرة في نبتة الشيح".
ويصف من جهته مصطفى الشيح بأنه دواء ناجع فيقول: "دواء فعال وطبيعي لداء الملاريا عشبة الشيح أو عشبة الزعتر البري وخاصة الكركم في الماء وتشرب على الريق هذا المرض يأتي عن طريق لدغة البعوضة من لعابها وينتشر عبر الدم ويذهب الى الكبد لذا يجب النظافة ورش المبيدات لحشرات لقضاء على البعوض الذي هو يتسبب في داء الملاريا".
أما الناشطة غالية الجعفري، فنصحت بدورها باستخدام منقوع الشيح وأرفقت منشورها بجملة من النصائح للوقاية منها شرب مغلي الشيح وإكليل الجبل(لازير)، ودعت إلى يجب تجفيف أو ردم البرك المائية التي تكونت جراء الأمطار الأخيرة التي شهدتها المنطقة لضمان القضاء على تكاثر البعوض".
صفحة "زيوت وأعجاب ومنتجات طبيعية"، وضعت قائمة بأعشاب طبيعية للوقاية من وباء الملاريا خاصة في المناطق البؤرية، وجاء في منشورها أن الشيح يعد من أكثر الأدوية فعالية ضد الملاريا، خاصة ضد طفيلي بلازموديوم فالسيباروم، وأن الأرتيميسينين هو الأساس للعديد من الأدوية المستخدمة حاليًا لعلاج الملاريا، ويُستخرج من نبات الشيح الحولي.
وبالإضافة إلى الشيح، تحدث الصفحة عن استخدام الثوم والكينا والكركم ونبات النيم والزنجبيل.
أحد الذين يصفون أنفسهم بالمختصّين في الرقية والحجامة والطبّ البديل كتب على جداره في موقع فيسبوك: "يعتبر الشيح أقوى علاج للملاريا ﻭﻫﻮ نبات فعّال ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻜﻠﻒ،ﻓﻘﺪ اﺳﺘُﺨﺪﻣَﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﻨﺒﺘﺔ ﻣﻨﺬ آلاف ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲاﻟﺼﻴﻦﻓﻬﻲ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ مادة ﺍﻷﺭﺗﻴﻤﻴﺴﻴﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ الملاريا ويتم تناول الشيح ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻐﻠﻲ".
من جهتها دونت الناشطة الجمعوية أمال ميموني على صفحتها "الطب البديل يقول :
بلغوا أهلنا في جانيت وإيليزي أن علاج الملاريا فقط 250 غرام من عشبة الشيح في ليترين من الماء يطبخ مدة خمس دقائق فقط ثم يشرب ثلاث مرات في اليوم، كأس صباح و نص نهار وفي الليل.. فقط حوالي أربعة أيام يُشفى المريض إن شاء الله. مجربة كثيرًا و خاصّة في أفريقيا ".
ويعلق بوستة خالد أن الملاريا يحتاج إلى مضادات حيوية قوية جدًا ومخفضات الحرارة".
وجاء في وصفته "يؤخذ قسط هندي 20 غرام، كركم 20 غرام، كروية 20 غرام، لافندر 20 غرام، ورق صفصاف 40 غرام، حبة البركة 20 غرام. يخلط الكل ونأخذ نصف ملعقة على كوب ماء ساخن وتشرب ثلاث مرات في اليوم".
تيبرماسين ياسين، يؤكد بدوره على العلاج بعشبة الشيح، ويتكتب أن "الشيح نبتة علاجية فعالة وغير مكلفة قد تشفي من الملاريا، ومشكلتها الوحيدة أنها لا تدر أموالا طائلة على شركات الأدوية العالمية؛ ولذلك وجب طمسها".
وأضاف: "هذا ما توصلت إليه باحثة فرنسية كرست جهودها للتعريف بهذه النبتة، وخصصت لها كتابا تحت عنوان: الشيح نبتة لاجتثاث الملاريا".
وأردف: "استهجنت لوسيل كورني فرني الطمس المتعمد لحقيقة فاعلية هذه النبتة في علاج الملاريا، قائلة: من الذي يمكن أن تكون له مصلحة في تطوير علاجات فعالة محلية وغير مكلفة للملاريا؟"
وهو ما ردت عليه بقولها "لا المختبرات ولا الحكومات ولا المراكز الصحية التي تتلقى الإعانات حسب عدد الحالات التي تبلِّغ عنها مستعدة للترويج للشيح وقدرته على علاج الملاريا".
انتشار مرض الملاريا بالجنوب الجزائري، لم يحظ باهتمام إعلاميٍّ كافٍ يغطي الحالة الوبائية
يُشار أن انتشار مرض الملاريا بالجنوب الجزائري، لم يحظ باهتمام إعلاميٍّ كافٍ يغطي الحالة الوبائية في هذه المناطق ويرصد أعداد الضحايا والمصابين، رغم توجيهات وزارة الصحة بضرور رصد ومتابعة الحالة الصحية في هذه المناطقة البؤرية.