26-نوفمبر-2023
ربيعة سحاب

الممثلة ربيعة سحاب (الصورة: فيسبوك)

حوّلت حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في السابع أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي، إلى منصّة للدفاع عن فلسطين والتضامن مع الفلسطينيين الصامدين في وجه العدوان الصهيوني الغاشم.

الممثلة ربيعة سحاب لـ"الترا جزائر": فلسطين تنجب الأبطال ولو كانوا أطفالا فهم أبطال وثوّار

فلا تفوّت الفرصة في مشاركة منشورات وفيديوهات داعمة لغزّة، لعلّ أبرزها كليب شعري قدّمته مؤخرًا تبكي عبره وجع فلسطين.. الممثلة الجزائرية ربيعة سحاب تتحدث عن هذا العمل الجديد وعن فلسطين ومواضيع أخرى متصلة بالفن في هذا الحوار مع "الترا جزائر".

بانر

"كان طفلًا" عنوان قصيدة شعرية صدرت قبل أيام قليلة فقط، وقدّمت بطريقة الفيديو كليب من قبل الفنانة والممثلة المسرحية والتلفزيونية الجزائرية ربيعة سحاب، تضامنًا مع غزّة التي تتعرض للقصف برًا وجوًا وبحرًا، وكهدية بسيطة من جزائرية محبة وعاشقة لفلسطين، كما باقي الجزائريين الذين يفتخرون بهذا البلد في العلن، في أي مكان من هذا العالم ولا يخشون أحد.

"كان طفلا".. صرخة جزائرية عن فلسطين

تعبير الممثلة ربيعة سحاب عن تضامنها مع غزّة بعمل فنّي يوثق بالكلمات لهَوْلِ ما يحدث في مدينة غزّة التي لا تزال صامدة شامخة في وجه العدوان، فتحدثت عن ألم الفقد برحيل الشهداء، ومعاناة الأطفال واليتامى، وصفت مأساة الأمّهات والآباء، فكان الوجع الذي روته تحمله في داخلها وهو الفكرة التي انطلقت منها ربيعة سحاب وتوجتها بكليب فنّي أشاد به مختصون على غرار المخرج علي عيساوي الذي قال عنه: "عمل محترم يستحق الذكر سواء من ناحية الصورة، الإضاءة، الصوت والتركيب، أما من ناحية الأداء والإلقاء كٌنْتِ رائعة و قوية، والحضور المعبر والهادف زاده جمال طريقة الإلقاء ومخارج الحروف"، عيساوي أضاف: "النص هو كذلك تعبير صادق، هو صرخة من الأعماق ترجمتها تعابير الوجه لامرأة مجروحة."

وفي هذا السياق تتحدث الممثلة سحاب في حوارها مع "الترا جزائر" عن الفكرة، كيف جاءت وكيف تم ترجمتها على أرض الواقع، عن العنوان "كان طفلًا".. وتقول: "لقد تأثرت بما يحدث. تأثرت بما يقع في قطاع غزة من قصف وقتل للأطفال الأبرياء، تأثرت من صور ومشاهد التهجير تلك، التجويع، من تلك المعاناة، تلك الصور المؤلمة لدموع الآباء والأمّهات على فراق فلذّات أكبادهم، .. حقيقة أصبت بحالة اكتئاب حادّ، أنا مقهورة، حزني كان عميقا على الأطفال الشهداء، بكيت من شدّة ما رأيت، وأبكي إلى الآن، ما يحدث من مجازر لا يقبله العقل.."

تضيف سحاب أنّ "هذه المشاهد الصادمة دفعتها إلى مسح دموعها وتوثيق تلك البشاعة وفضح الاحتلال الصهيوني، الذي ضرب عرض الحائط كل مواثيق حقوق وقوانين الإنسان، إلى إنجاز عمل فني منطقة قصيدة شعرية، عمل إنساني يهدى لأبناء غزّة الجريحة، فعرضت الفكرة في البداية على المخرج محمد إلياس الطيب، الذي تبنّاه على الفور ولم يبد أي تردد لكونه عمل عن فلسطين."

 وتشير المتحدثة إلى أنّ "ثنائي العمل (هي والمخرج) تطور إلى تكوين فريق مشكل من تقنيين وفنّيين (نسرين بن سعيدان وتقي الدين)، وإعلاميين من بينهم الشاعر والإعلامي عبد العالي مزغيش، كاتب السيناريو ياسين بوغازي، والشاعرة كاتبة القصيدة حورية غلام التي لم تتردد للحظة واحدة في الموافقة على الفكرة وتجسيدها في الواقع، فبدأت كتابة القصيدة وأنهتها وأخرجتها بالشكل الذي تابعه الجمهور."

كواليس تصوير "كان طفلا"

وتلفت المتحدثة في معرض قولها إلى أنّ "تصوير القصيدة الشعرية جرى في الليل، ولم يكن الأمر سهلا، ليس من ناحية الإمكانيات أو الدعم، فكل شيء متوفر، ولكن من ناحية المشاعر، العاطفة، الإنسانية، روح الجزائرية الغيّورة عن وطنها الثاني فلسطين، فكان تأثرها بشكل كبير عند التصوير، وقد أعادت المشاهدة مرّات ومرّات، بسبب الحزن والدموع التي كانت تنهمر من عينيها، وتأثرها الشديد، فعند كل كلمة تقولها تتذكر الوجع، يمرّ أمام عينيها شريط تلك الصور الفظيعة،.. وبعد صبر وتحدّي اكتمل العمل وكان هدية لفلسطين، غزّة، وللشعب الفلسطيني."

وحول "كان طفلا" العنوان المختار للقصيدة ورمزيته، لم تخف الممثلة الجزائرية أنّ "كان طفلا" يروي أو يلخص قصة كل فلسطيني ثائر، جينات المقاومة مغروسة في الفلسطيني المتمسك بأرضه، المدافع عنها، المدافع عن مقدسات بلده، والرافض للذلّ والهوان والاحتلال."

وفي هذا الصدد تردف قائلة: "كل طفل لديه حكاية مع الاستشهاد والتضحية في سبيل الله وفي سبيل الوطن، ولقد ذكرت وكلّ تأثر يوسف وعبير وأحمد وهم أطفال حقيقيون، أطفال في عمر الزهور، سقطوا شهداء، اختلفت فقط طريقة الاستشهاد، وكل طريقة تحكي قصة، قصة حزينة عن براءة كانوا سيكونون رجالًا ثائرين في الغد، رجالًا أبطالًا، كما الأبطال الحاليين والسابقين.. فلسطين تنجب الأبطال ولو كانوا أطفالا فهم أبطال وثوّار."

عمل "كان طفلا" المتضامن مع القضية الفلسطينية لقي نجاحًا كبيرًا وسط الطبقة المثقفة والفنية في الجزائر 

بطلة "النفق" عادت إلى ما وصفته بنجاح العمل، فأبرزت تفاعل الجمهور والفنانين بعد إطلاق القصيدة الشعرية المصوّرة وتقول في معرض حديثها: "لم يخب ظنّي، كنت متفائلة بنجاحه، لأنّنا اشتغلنا بصدق، ولأنّ العمل عن فلسطين الحبيبة ويعكس تضامن كل الفنانين والمثقفين الجزائريين مع القضية، وبالتالي العمل عند نشره على منصات التواصل لاقى نجاحًا كبيرًا وسط الطبقة المثقفة والفنية في بلادي، الجميع هنأنا عليه، وبارك الجميع لنا، اعتبروا ما قمنا به إزاء فلسطين خطوة إيجابية ورسالة تضامنية مع غزّة والأطفال الشهداء، كما أنّ الجمهور الجزائري المعروف بنصرته الثابتة لفلسطين بارك لنا وشجعنا وأثنى على القصيدة والكليب بشكل كامل."

الفن مقاومة

وبشأن مواكبة الفنانين للعدوان على غزة، تعتبر ربيعة سحاب أنّ "فنانين عدّة قدّموا أعمالاً تضامنية سواء من خلال لوحات، ندوات وأمسيات أدبية، أغاني، وكذلك تصريحات أدلوا بها ومواقف  أبدوها عبر منصات التواصل تعاطفًا مع غزة وتنديدًا بمجازر الاحتلال الصهيوني."

ويبقى عملها التضامني "القصيدة الشعرية" ربما الوحيد المختلف عن أعمالهم، كما تعتبره أوّل عمل فنّي في حياتها تهديه للإخوة في غزّة ولا تستبعد أن تترجمه إلى مسرحية. موجهة في الصدد ذاته دعوة إلى باقي الفنانين الجزائريين إلى تقديم المزيد من الدعم لغزة وفلسطين بإنجاز أعمال فنية عن القضية سواء أفلام، أو مسلسلات أو أغاني أو مسرحيات انطلاقا من أنّ الفن شكل من أشكال المقاومة ووسيلة ليعرف العالم ما يجري في فلسطين.

ربيعة سحاب ممثلة مسرحية وتلفزيونية جزائرية، شاركت في عديد الأعمال من بينها مسرحية "أجنحة نمولة" الموجهة للأطفال، مسلسلات "نفق"، "أولاد الحلال"، "يمّا"، "مول الفيرمة" (مسلسل كوميدي)،  إضافة إلى عدد من الأفلام مثل "الأخر هو أنا"، "الآخر هو أنا".. وغيرها.