23-أكتوبر-2023
إبراهيم

(تركيب: الترا جزائر)

تَسْكُنُ فلسطين العربية وجدان وعقل وروح الشاعر الجزائري إبراهيم قارعلي، الذي لا يتوانى عن التّغني بها أو الدفاع عنها في أي مناسبة، فقد طوّع قلمه وقصيدته لنُصرتها وجعل جداره على فيسبوك منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في الـ7 تشرين الأوّل/أكتوبر الجاري، جبهة مقاومةٍ ونضالٍ من أجل القضية الفلسطينية.

بانر

في "ألفية الجزائر" المَلْحَمة الشعرية التي كان يُرتقب أن يوقّعها الشاعر إبراهيم قارعلي في معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الـ26 (24 تشرين الأوّل/أكتوبر الجاري/ 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2023)، لكنّه اعتذر في الأخير عن عدم المشاركة، أفرد في طيّاتها حيّزا لفلسطين دون سِواها من البلدان العربية، وسجّل تفاعله على منصات التواصل بمنشورات ثائرة وقصائد رصاص دفاعا عن فلسطين وغزّة التي تشهد جرائم صهيونية منذ أكثر من أسبوعين.

فلسطين في "ألفية الجزائر"

وحول أبرز ما كتبه "شاعر الألفية" ناقمًا وغاضبًا على ما تشهده غزّة من مجازر دموية يقترفها الاحتلال الصهيوني سلّط "الترا جزائر" بقعة ضوء على أشعار إبراهيم قارعلي عن فلسطين في ظلّ "العتمة" التي تفرضها منصات التواصل على المحتوى الذي ينتصر للقضية الفلسطينية.

وورد في "ألفية الجزائر" التي صدرت مؤخرًا: "هذي فلسطين الديناميت الذي حتما يفجرنا وبركان الغضب/ أو أنها إسمنتنا في وحدة.. ولتأخذوا منا الشرارة واللهب."

ونشر قارعلي المقطعين ضمن نص كتبه على حسابه بفيسبوك حول مشاركته في أمسية شعرية بالمكتبة الوطنية نصرة لفلسطين وجاء في جزء منه: "لقد قرأت ما تيسر لي من القصائد الشعرية من ألفيتي ألفية الجزائر والتي لم أذكر فيها من الدول العربية غير الدولة الفلسطينية، وكالعادة كانت البداية بفاتحة الألفية والتي أقول في مطلعها: "الله أكبر يا جزائر أكبر، الله أكبر قد دعاك نوفمبر."

ثم انتقلت بعد ذلك إلى المقاطع الشعرية الأخرى من الألفية والتي تتفاعل مع القضية الفلسطينية ومن ذلك: "هذي فلسطين الديناميت الذي/حتما يفجرنا وبركان الغضب/أو أنها إسمنتنا في وحدة/ولتأخذوا منا الشرارة واللهب."

كما قرأت من قصيدة يد أبي مدين شعيب التي بترت في معركة حطين التي شارك فيها الجزائريون إلى جانب الفلسطينيين وغيرهم من العرب والمسلمين تحت قيادة الفاتح الناصر صلاح الدين الأيوبي ومما قلت في ألفية الجزائر التي كان يتجاوب معها الجمهور أيمّا تجاوب.

وكانت خاتمة أمسيتي الشعرية من الألفية ما قلته في شأن الأقدام السود والذين هم في معظمهم من اليهود والذين يحلمون بالعودة إلى الجزائر مثلما هو حلم بني صهيون بالعودة إلى فلسطين، ومن ذلك: "قلْ لِلْيَهُودِ الْحَالِمِينَ بِـعَـوْدَةٍ/ فَمِنَ الْجَزَائِرِ يُوشِكُ الْإسْرَاءُ/ الْقُدْسُ مَوْعِدُنَا تَبَارَكَ مَوْعِدٌ/ بَابُ الْـمَـغَـارِبَـةِ الْأُبَـاةِ لِـقَـاءُ."

وحول المقاومة وأبطالها قال أيضا: "وكان الحجر ..كبر الطفل وتحول.. الحجر إلى صاروخ !!!..."، وقال بلغة الشعر أيضا: "يدفن الشهداء،.. بلا أكفان لأنّهم أحياء،.. الأكفان للأحياء من الأموات..!!!"

قصيدة عمرها 37 عامًا

وفي "يا رب إشهد" قصيدة يعود تاريخها إلى العام 1986، كتبها بعد وفاة الجندي المصري سليمان خاطر في ظروف غامضة (قتله مجموعة من الإسرائيليين المعتدين عندما كان في نوبة حراسة برأس برقة بجنوب سيناء). قال ابراهيم قارعلي عن فلسطين والشهيد خاطر: "

يا رب إشهد !.

يَـا رَبُّ إشْهَـدْ لَقَـدْ خُـنَّا فِلِسْطِينَا

وَالْخَائِنُونَ عَلَىٰ الْأسْوَارِ يَبْكُونَا

لَمْ يُجْـدِنا أبَدًا نَفْطٌ وَ لَا ذَهَبٌ

مَا زَادَنَا مُلْكُنَا فِي الْأرْضِ تَمْكِينَا

قلنا ولم ترعب الأقوال أبرهة

للبيت ربٌ سيحميه ويحمينا

يا رب إنا نسينا اليوم مـوعـظـة

فارسل طيورك بالأحجار ترمينا

لا تـسـمـعـينا إذا قـلنـا فـلا أمـل

قد زادنا الدهر كالحرباء تلوينا

يا سادة القوم من خانوا قضيتنا

في مجلس الأمن قد بعتم أمانينا

هيهات تنصفنا في الأرض لائحة

مـا لـم تكن تـصنع الأحكام أيدينا

يــا أمـتي لم يــفـدنـا الـيـوم مـؤتمر

مذ أصبح البيت مصلوبا و مسجونا

قـد بـاركو ا عجبا فينا تـراجعـنا

حين ارتضينا بنصف الحل قانونا

إنـا سـئمنا وعـودا كـلـهـا كـذب

يكفي من الزور والبهتان يكفينا

كَمْ سَادَ فَوْقَ ظُهُورِ الشَّعْبِ طَاغِـيَةٌ

قَدْ صَارَ مِنْ ضُعْفِنَا فِي الْأرْضِ فِرْعُونَا

وَقَدْ مَضَى يَجْمَعُ الدُّنْيَا وَيَكْنِزُهَا

مِـنْ نَهْبِ أمْوَالِنَا قَدْ صَارَ قَارُونَا

واستعبد الحاكمون الناس والتهموا

حـق الـرعـيـة زقـوما و غـسـلـيـنا

والأبـريـاء أبـاة الـنفس شيمتهم

يا ويلهم باللظى و النار يصلونا

لهفي على الشاعر المسكين في وطني

مــازال يـمـدح بـالـشـعـر السلاطينا

مـاذا يفيد مـع الحـكـام مجـلسه

ما لم يكن نافخا من روحه فينا

هيهات ماذا يفيد الشعر في وطن

قد أصبح الشاعر المسكين ملعونا

يا معشر الشعراء اليوم في وطني

مهما نقل لـم تعد تجـدي قـوافـيـنا

قـد بـارك الله فـي أبطـال أمتنا

من قام يغسل بالرشاش ماضينا (*)

هيهات ماذا يفيد الصمت أمتنا

يا ليتهم مـثلـه كـانـوا يثورونا

يا للوقاحة قالوا مات منتحرا

والليل يكـتـم أسـرارا تناجينا

مـا بالنا إن فقدنا العـقـل نرهبهم

سبحان من ألهم الرشد المجانينا

أوْرَاسُ يَا غَضْبَةَ الْأحْرَارِ فِي بَلَدِي

هَـلَّا تُـعِـيدُ لَـنَـا فِـي الْـكَـوْنِ تِـشْرِينَا

وَارْفَعْ لَنَا رَايَةً فِي الْأفْقِ شَامِخَةً

وَ اهْتَكْ بِطَلْعَتِكَ الْكُبْرَىٰ دَيَاجِينَا

"رقصة المبكى"

وانتفض الشاعر إبراهيم قارعلي في رائعته "رقصة المبكى"، التي لقيت تفاعلًا على نشطاء منصات التواصل الاجتماعي، وحَكَى بحسرة عن ضعف الأمة العربية والإسلامية وبارك طوفان الأقصى وحيّا فلسطين وغزّة العزة، وذكرّ بإعلان قيام دولة فلسطين في الجزائر وأنّ الأرض المحتلة ستعود لأصحابها ....إلخ.

رقصة المبكىٰ !!!...           

تَبَّتْ يَدَايَ إذَا مَـا أمْـسِـكُ الْقَلَمَا

قَدْ جَفَّ حِبْرِي وَقَدْ صَارَ الْمِدَادُ دَمَا

وَيْلِي وَيَا وَيْلَتِي مِمَّا يَدِي كَتَبَتْ

بِئْسَ الْيَرَاعُ بِمَا قَدْ خَطَّ أو رَسَمَا

مَا قِيمَةُ الشِّعْرِ وَالْألْحَانِ نَعْزِفُهَا

مَا لَمْ يَكُنْ صَاغَهَا رَشَّاشُنَا نَغَمَا

ماذا أقول لَكُمْ قَدْ خَانَنِي كَلِمٌ

بَـلْ إنَّنِي كَلِمٌ مَـا أعْظَمَ الْكَلِمَا

يَـا أيُّـهَـا الْمُتَنَبِّي الْـيَـوْمَ مَـعْـذِرَةً

لَا سَيْف لَا رُمْحَ لَا قِرْطَاسَ لَا قَلَمَا

مَا لِلْجِرَاحَاتِ لَا تَنْفَكُّ تَلْسَعُنِي

تَقْتَاتُ مِـنْ ألَمٍ قَـدْ زَادَنِـي ألَمَا

جُرْحِي قَدِيمٌ وَ ذَا جُرْحٌ يُمَزِّقُنِي

جُرْحٌ تَجَدَّدَ فِي الْأحْشَاءِ مَا الْتَأمَا

مَـا بَـالُ عَيْنِيَّ لَا يَرْتَدُّ طَرْفُهُمَا

بَلْ بِئْسَ دَمْعِي إذَا مِنْ مُقْلَتِيَّ هَمَىٰ

وَا غَزَّتَاهُ وَ أيْنَ الخَطْبُ مِنْ خُطُبٍ

لَا يَا فِلِسْطِينُ لَا تَسْتَصْرِخِي الْأمَمَا

مَا لِلْوَرَىٰ الْمَجْمَعُ الدَّوْلِيُّ لَيْسَ يَرَىٰ

صُمٌّ وَ بُكْمٌ وَ عُمْيَانٌ وَ أيُّ عَمَىٰ

لَا عَدْلَ يُرْجَىٰ مِنَ الدُّنْيَا بِمَحْكَمَةٍ

دَوْلِيَّةٍ الْخَصْمُ فِيهَا أصْبَحَ الْحَكَمَا

صَـارَ الضَّحِيَّةَ جَـلَّادٌ وَ يَا عَجَبًا

بِئْسَ الَّذِي زَعَمُوا خَابَ الَّذِي حَكَمَا

لَوْ أنْتِ نَادَيْتِ أحْيَاءً لَقَدْ سَمِعُوا

يَا وَيْحَنَا إنَّ فِي آذَانِنَا صَمَمَا

مَوْتَىٰ وَكَيْفَ نَخَافُ الْمَوْتَ يَا عَجَبًا

قَدْ قَامَ مَيْتٌ مِنَ الْأجْدَاثِ وَ انْتَقَمَا

أيْـنَـاكَ مُـعْـتَـصِـمٌ بِاللَّٰهِ تَـسْـمَـعُـنَـا

مَـا أنْجَبَ الْمُسْلِمُونَ الْيَوْمَ مُعْتَصِمَا

كُنْ أنْتَ لَيْسَ سِوَاكَ الْيَوْمَ مُعْتَصِمٌ

لَوْ كُـنْـتَ حَقًّا بِـحَـبْـلِ اللَّٰهِ مُعْتَصِمَا

نَبْكِي وَلَيْسَ لَدَيْنَا مَنْ يَرُدُّ صَدًى

لِـلَّٰـهِ وَا أسَـفَـاهُ الْـيَـوْمَ وَا نَـدَمَـا

سِرُّ الْعُرُوبَةِ وَا قُدْسَاهُ مِنْ حَرَمٍ

بِاللَّٰهِ كَيْفَ تَرَكْنَا الثَّالِثَ الْحَرَمَا

نَبْكِي وَ لَيْسَ لَنَا غَيْرُ الرِّثَاءِ سُدًى

يَا لَلْمَهَازِلِ صِرْنَا نُضْحِكُ الْأمَمَا

نَحْنُ الْقَطِيعُ وَ مَا مِنْ غَيْرِنَا غَنَمٌ

لَا لَيْسَ إنْ جَاعَ ذِئبٌ غَيْرُنَا غَنَمَا

وَيْلُ الْعُرُوبَةِ وَا ذُلَّاهُ مِنْ عَرَبٍ

إنَّ الْخِيَانَةْ قَدْ صَارَتْ لَنَا شِيَمَا

عَادَتْ قُرَيْشٌ وَ عَادَتْ جَاهِلِيَّتُهَا

مَا بَالُهَا الْيَوْمَ صَارَتْ تَعْبُدُ الصَّنَمَا

عَلَىٰ النِّفَاقِ هُمُ الْأعْرَابُ قَدْ مَرَدُوا

فَـلَا خَـلَاقَ لَـهُـمْ كَـلَّا وَ لَا ذِمَمَا

تَا اللَّٰهِ نُقْسِمُ كَمْ خُنْتُمْ قَضِيَّتَنَا

بِاللَّٰهِ لَا تُقْسِمُوا كَمْ خُنْتُمُ الْقَسَمَا

أعْظِمْ بِهَا قِمَمٌ لِلْحَرْبِ نَعْقِدُهَا

بِئْسَ السَّلَامُ عَقَدْنَا بِاسْمِهِ قِمَمَا

تَـبًّـا لَنَا بَـعْـدَمَـا كُـنَّـا عَـمَـالِـقَـةً

صِـرْنَـا نُبَايِعُ مِنْ حُكَّامِنَا الْقَزَمَا

مَا عَادَ يَجْمَعُنَا دِينٌ وَ لَا لُغَةٌ

الْحَرْثَ نُهْلِكُهُ وَالنَّسْلَ وَالرَّحِمَا

كَمْ زَانَ دَاعِيَةٌ أفْعَالَ طَاغِيَةٍ

يَا رَبُّ قَدْ خَانَنَا فِي دِينِنَا الُعُلَمَا

طِفْلٌ تُطَارِدُهُ فِي الْمَهْدِ طَائِرَةٌ

يَا وَيْلَهُ لَمْ يَزَلْ يَحْبُو وَ مَا فُطِمَا

يَا لَلْعِظَامِ بِـلَا لَحْمٍ مُمَزَقَةٌ

لَمْ نَدْرِ أوْ نَتَبَيَّنْ مِنَ يَدٍ قَدَمَا

رُحْمَاكَ رَبِّ بِنَا مَنْ ذَا سِوَاكَ لَنَا

لَمْ يَرْحَمُوا رُضَّعًا لَا الرُّتَّعَ الْبُهُمَا

مَا نَحْنُ إلَّا غُثَاءُ السَّيْلِ بَلْ زَبَدٌ

يَا رَبُّ أرْسِلْ عَلَيْهِمْ سَيْلَكَ الْعَرِمَا

وَلْيَشْهَدِ الْعَالَمُ الْغَرْبِيُّ مَجْزَرَةً

تَبًّا لَهَا مِنْ يَدٍ رَاحَتْ تَسُدُّ فَمَا

هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لَنْ تُنْسَىٰ جَرَائِمُكُمْ

قَدْ أعْجَزَتْ بِالْبَيَانِ الْعُرْبَ وَالْعَجَمَا

وَلْتَخْرِسُوا الْيَوْمَ قَدْ بِعْتُمْ ضَمَائِرَكُمْ

أيْنَ الْمَبَادِئُ فِيكُمْ أصْبَحَتْ عَدَمَا

دُكَّـتْ مَـسَـاجِـدُنَـا دُكَّـتْ كَـنَـائِـسُـنَـا

لَا مِنْ أذَانٍ و لَا النَّاقُوسُ قَدْ سَلِمَا

وَيْلُ التَّلَامِيذِ والأقْسَامُ قدْ قُصِفَتْ

مَـا ذَنْـبُـهُ أصْـبَـحَ الـتِّـلْـمِـيـذُ مُتَّهَمَا

لَمْ تَنْجُ مُسْتَشْفَيَاتٌ مِنْ قَنَابِلِهِمْ

صَارَ الطَّبِيبُ مَلَاكـًا إرْتَقَىٰ وَ سَمَا

كَلَّا وَ لَا الْأبْيَضُ الْفُسْفُورُ يُرْعِبُنَا

لَا لَمْ نَعُدْ نَرْهَبُ الْبُرْكَانَ وَالْحُمَمَا

الْمِسْكُ يَعْبَقُ مِنَّا فِي مَقَابِرِنَا

هَا قَدْ تَفَتَّحَ وَرْدٌ هَا هُنَا وَنَمَا

لَا لَنْ تُحَرَّرَ أرْضٌ دُونَ تَضْحِيَةٌ

جُدْنَا وَ مَـا قَـدْ بَخِلْنَا إنَّنَا كُرَمَا

هَـٰذِي دِمَانَا الْغَوَالِي لَنْ تَضِيعَ سُدًى

يَـا لَـلـدِّمَـاءِ إذَا تَـجْـرِي وَ أيُّ دِمَـا

يَا قُدْسُ يَا أقْدَسَ الْأقْدَاسِ مِنْ أزَلٍ

كَـانَـتْ هُـنَـا وَ سَـتَـبْـقَـىٰ غَـزَّةٌ قِدَمَا

لِـلَّٰـهِ يَـا غَـزَّةٌ يَـا رَمْـزَ عِـزَّتِـنِـا

يَا مَنْ لَنَا قَدْ رَفَعْتِ الْهَامَ وَالْهِمَمَا

هَيْهَاتَ نُحْنِي لِغَيْرِ اللَّٰهِ هَامَتَنَا

إنَّا رَفَعْنَا عَلَىٰ هَامَاتِنَا الْعَلَمَا

لَنْ نَرْفَعَ الرَّايَةَ الْبَيْضَاءَ يَا وَطَنِي

إمَّا الشَّهَادَةُ إمَّا النَّصْرُ قَدْ حُسِمَا

لَا لَـمْ تَـنَـمْ غَـزَّةٌ عَـنْ ثَـأرِنَـا أبَـدًا

مَا إنْ يَزَالُ شِهَابُ الْحَرْبِ مُضْطَرِمَا

اللَّٰهُ أكْبَرُ وَ الطُّوفَانُ مُنْهَمِرٌ

اللَّٰهُ أكْبَرُ نَحْمِي بِالدِّمَاءِ حِمَىٰ

إنَّ الطُّيُورَ الْأبَابِيلَ الَّتِي قَصَفَتْ

لَمْ نَرْمِ نَحْنُ وَ لَٰكِنَّ الْإلَـٰهَ رَمَىٰ

هَـٰذِي صَوَارِيخُنَا فِي لَيْلِنَا شُهُبٌ

تَرْمِي الشَّيَاطِينَ يَا وَيْلَ الَّذِي رُجِمَا

هَـٰذِي الْعَنَاقِيدُ مِنْ نُورٍ وَ مِنْ لَهَبٍ

مِثٓلُ الشَّوَاظِ نُحَاسٌ فِي الْوَغَىٰ احْتَدَمَا

عَاثَ الْيَهُودُ فَسَادًا مُنْذُ أنْ خُلِقُوا

يَا لَعْنَةَ اللَّٰهِ صُبِّي فَوْقَهُمْ نِقَمَا

مَا لِلْوُحُوشِ بِأرْضِ الْحَشْرِ قَدْ حُشِرَتْ

جَاءَ الْحِسَابُ وَ يَا وَيْلَ الَّذِي ظَلَمَا

قُلْ لِلْقُرُودِ الْخَنَازِيرِ الَّتِي مُسِخَتْ

جِئْتُمْ لَفِيفًا فَأهْلًا مَـرْحَـبًـا بِكُمَا

فَجْرٌ يَلُوحُ وَ إنْ لَيْلٌ يَطُولُ بِنَا

لَابُدَّ مِنْ أنْ تُنِيرَ الْأنْجُمُ الظُّلَمَا

لَابُدَّ تُبْعَثُ مِنْ تَحْتِ الثَّرَىٰ مُهَجٌ

وَ اللَّٰهُ يُحْيِي عِظَامًا أصْبَحَتْ رِمَمَا

لَابُدَّ تُزْهِرُ مِنْ تَحْتِ الرَّمَادِ يَدٌ

وَالطِّفْل يَنْهَضُ كَالْعَنْقَاءِ لَوْ رُدِمَا

مَرْحَىٰ فَلِسْطِينُ قَامَتْ فِي جَزَائِرِنَا

دَوَّىٰ النَّشِيدُ فِدَائِي مَوْطِنِي قَسَمَا

لِـلَّٰـهِ دَرُّكِ يَـا أرْضًـا مُـبَـارَكَـةً

نَحْنُ الَّذِينَ فَدَىٰ نَحْنُ الَّذِينَ حَمَىٰ

يَا قُدْسِ لَا تَحْزَنِي وَلْتَرْقُصِي فَرَحًا

إنِّي أرَىٰ حَائِط الْمَبْكَىٰ قَدِ ابْتَسَمَا

وبشكلٍ عام لم تَغِبْ القضية الفلسطينية في الشعر الجزائري منذ عشرينيات القرن الماضي، وشعراءٌ كُثُر خلّدوا ووثّقوا للقضية وانتصروا لها في عديد الأعمال، من بينهم الشاعر محمد آل خليفة، الذي كتب عن الجرح الفلسطيني في ثلة من القصائد أبرزها "فلسطين العزيزة"، إضافة إلى حضور فلسطين في أعمال أبو القاسم خمّار ومفدي زكرياء وصالح خرفي والربيع بوشامة.. وغيرهم.