كسر اليورو حاجزا تاريخيا في السوق السوداء للعملات بالجزائر، حيث بلغ سعره 251.5 دينار يوم السبت 28 أيلول/سبتمبر في ساحة بورسعيد (السكوار) بالجزائر العاصمة، وهي أبرز سوق للتداول الموازي.
السوق الموازية شهدت إقبالاً متزايداً على تحويل المدخرات من الدينار إلى اليورو
ولامس اليورو لأول مرة حاجز 250 دينار يوم الأربعاء 25 أيلول/سبتمبر، مواصلا ارتفاعه في اليومين الأخيرين، ليسجل رقماً قياسياً لم يسبق له مثيل في الجزائر.
ويُعزى هذا الارتفاع الجنوني إلى ندرة العملة الأوروبية في السوق الجزائرية وارتفاع الطلب من قبل المستوردين والعائلات التي ترسل أبناءها للدراسة في الخارج.
ويلعب عامل آخر دورا رئيسيا في انخفاض العملة، هو عودة المهاجرين الجزائريين إلى بلدان إقامتهم بعد انقضاء العطلة الصيفية، وهو يقلل بشكل كبير من المعروض في السوق.
وإلى جانب ذلك، شهدت السوق الموازية إقبالاً متزايداً على تحويل المدخرات من الدينار إلى اليورو، للحفاظ عليها من آثار التضخم، مما ساهم في تعزيز هذا الارتفاع.
وفي الواقع، أدى ارتفاع اليورو إلى سحب كل العملات الصعبة نحو الأعلى، فقد شهد في الوقت نفسه، الدولار الأمريكي ارتفاعاً أيضاً، حيث بلغ 225.5 دينار يوم السبت، وهو أعلى مستوى له حتى الآن.
واللافت أن العملات الرئيسية تبقى في السوق الرسمية مستقرة، فقد توقف سعر اليورو عند 147.3655 دينار، بينما بلغ سعر الدولار 132.3206 دينار خلال الأسبوع الأخير، وفقاً لما أعلنته بنك الجزائر.
ويمثل انخفاض الدينار، معضلة على القدرة الشرائية للعائلات الجزائرية في ظل وصول عدد من المنتجات بسعر التداول الموازي. كما بات من الصعب توفير مبالغ من أجل الدراسة في الخارج أو العلاج في المستشفيات الأجنبية. في مقابل ذلك، يعتبر انخفاض الدينار عامل جذب للمهاجرين والسياح الأجانب لزيارة البلاد.