18-نوفمبر-2019

عبد العزيز بلعيد, علي بن فليس, عبد القادر بن قرينة, عبد المجيد تبون, عز الدين ميهوبي (يوتيوب)

الترا جزائر - فريق التحرير

 لم يمر اليوم الأوّل من انطلاق الحملات الانتخابية لمرشّحي الرئاسيات في أجواء هادئة، فقد صاحب هذا الحدث، احتجاجات رافضة للرئاسيات في الشارع وجدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث واجه مرشّحو الرئاسيات الذين نزلوا إلى الفضاءات العامة، احتجاجات رافضة للانتخابات الرئاسية، وفتحت زياراتهم إلى عدد من الولايات، المجال واسعًا أمام الانتقادات والنقاشات.

لا تزال الممارسات القديمة المتعلقة بتنشيط الحملات الانتخابية تُلقي بظلالها على أجواء  الرئاسيات

انطلق أمس الأحد، المرشحون الخمسة للرئاسيات، فعليًا في أجواء السباق الرئاسي المزمع تنظيمه يوم الـ 12 كانون الأول/ديسمبر المقبل، غير أنّهم لم يتخلّصوا من الطرق الترويجية الكلاسيكية الموروثة من النظام السابق بعد.

اقرأ/ي أيضًا: الجزائر..الانتخابات البرلمانية تبدأ من الفيسبوك

باشر المرشّحان عبد العزيز بلعيد عن حزب جبهة المستقبل، وعزّ الدين ميهوبي عن حزب التجمّع الوطني الديمقراطي، حملتهما الانتخابية من ولاية أدرار، بينما دشّن رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس عن حزب طلائع الحريات، حملته الانتخابية من ولايتي تلمسان وتمنراست، وافتتح المرشح عبد القادر بن قرينة حركة البناء، حملته من ولاية الجزائر العاصمة.

وعلى خلاف المتنافسين الأربعة، أرجأ المرشّح الحرّ عبد المجيد تبون خرجته إلى ولاية أدرار مثلما كان مبرمجًا، واكتفى بتنشيط لقاءٍ بفندق الرياض، ترأّسه وزير السياحة الأسبق حسان مرموري نيابة عن تبون، الذي قَبِل استقالة مدير حملته الدبلوماسي عبد الله باعلي، وعيّن خلفه محمد الأمين ميساعيد.

إصرار ورفض

وكانت قيادة الجيش الوطني الشعبي، مساء السبت، نشرت رسالة موجّهة إلى الجزائريين، تدعوهم إلى التجنّد والمشاركة في الانتخابات الرئاسية، متعهّدة بتسخير كلّ الإمكانيات الأمنية لإنجاح الاستحقاق المصيري. إصرارٌ قُوبل في أوّل يوم من الحملة الانتخابية برفض شعبي لمرشّحي الرئاسيات.

في هذا السياق، اعترضت هتافات "بن فليس إرحل" المرشّح علي بن فليس عند نزوله بولاية تلمسان غرب البلاد، وتجمهر مواطنون أمام دار الثقافة بالمدينة، حيث كان مرشّح حزب طلائع الحرّيات سيعقد تجمّعه الشعبي الأوّل، للمطالبة بإطلاق سراح سجناء الحراك، كما منعت التعزيزات الأمنية دخول الغاضبين إلى القاعة.

وتمكّن علي بن فليس، من عقد تجمّعه الشعبي الذي تأخّر بأكثر من ثلاث ساعات عن موعده المحدّد، واستطاع ملء القاعة بالأنصار الذين توافدوا من الولايات المجاورة، وتعّهد المرشّح بإرساء دولة القانون وتقليص صلاحيات الرئيس، وتقديم برنامج استعجالي في القطاع الاقتصادي.

المشاهد نفسها، رصدتها مواقع التواصل الاجتماعي في العاصمة، حيث تحوّلت ساحة البريد المركزي، التي كانت منطلق المرشّح عبد القادر بن قرينة، إلى ساحة تجاذبات بين المواطنين المؤيّدين والرافضين للانتخابات، وإن كان مرشّح حزب حركة البناء، نجح في إلقاء كلمة أمام مناصريه بساحة البريد المركزي مغازلًا الحراك بقوله: "الحراك الشعبي حرّر الجميع وسنواصل في تجسيد التغيير الذي طالب به الشعب"، فقد تمكّن أيضًا مجموعة من الشباب دقائق بعد ذلك، من تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقرّ حزبه، وردّدوا شعارات رافضة للانتخابات ومطالبة بانسحابه.

الزوايا.. تركة بوتفليقة

من جهة أخرى، لا تزال الممارسات القديمة المتعلقة بتنشيط الحملات الانتخابية تُلقي بظلالها على أجواء الرئاسيات، سيما ما تعلّق بزيارة الزوايا والأضرحة والتقرّب من شيوخها في كل معترك انتخابي.

هنا، غصّت مواقع التواصل الاجتماعي، بصور وفيديوهات لمرشّحين فضّلوا أن تكون انطلاقة حملتهم من زيارة الزوايا والأضرحة، حيث دشّن المرشح عبد العزيز بلعيد حملته الانتخابية، بزيارته إلى زاوية محمد بلكبير، بولاية أدرار جنوبي البلاد، أين التقى أعيان الزاوية وحضر مراسم دينية بمقرّها.

كما تفاعل ناشطون مع زيارة المترشّح، عزّ الدين ميهوبي، لزاوية الشيخ الحبيب بأدرار، التي اختارها منطلقًا لحملته الانتخابية، وظهر ميهوبي في أحد الفيديوهات التي حقّقت انتشارًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يبكي متأثرًا بكلمات القائم على الزاوية.

ووصف متابعون زيارة المرشّحين بلعيد وميهوبي لزاوية بأدرار، خرقًا صارخًا لضوابط والتزامات الميثاق الأخلاقي، الذي أمضاه المتنافسون الخمسة أمام السلطة الوطنية للانتخابات، سيما ما ورد في الالتزام رقم 11 من الميثاق الذي جاء فيه: "يجب على المرشّحين والأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات احترام مبدأ حظر استعمال أماكن العبادة والمؤسّسات والإدارات العمومية وكذا مؤسّسات التربية والتعليم والتكوين، بأيّ شكل من الأشكال، ومهما كانت طبيعتها أو انتماؤها، لأغراض الدعاية الانتخابية".

ورفض، المكلّف بالإعلام بالسلطة المستقلة للانتخابات، علي ذراع، في مكالمة هاتفية مع "الترا جزائر"، تصنيف زيارة المرشّحين عبد العزيز بلعيد وعز الدين ميهوبي في خانة "خرق" ميثاق العملية الانتخابية، مشيرًا إلى أن: "زيارة المرشّحين للزوايا أمرٌ عادي كونهما لم ينشّطا التجمّع من داخل الزاوية".

وعُرف عن الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، منذ صعوده إلى سدّة الحكم قبل 20 عامًا، بإقحام الزوايا في قلب الأحداث السياسية، خاصّة في الانتخابية الرئاسية، كما نجح في تقريبها من دوائر السلطة وتقديم المنح الماليّة والمناصب السامية لأعيانها وحاشيتهم كسبًا لها وضمانًا لتأييدهم.

 الصحافة في قلب الاعصار

لم يكن اليوم الأوّل من الحملة الانتخابية صعبًا على المرشّحين الرئاسيين، وحدهم، فالصحافيون أيضًا واجهوا ضغوطًا كبيرة في تغطياتهم لخرجات المتنافسين، حيث أظهرت مقاطع فيديو عبر موقع فيسبوك، قيام عدد من الغاضبين بطرد صحافيين من التجمّع الذي نظمه المرشّح عبد القادر بن قرينة وسط ساحة البريد المركزي بالعاصمة.

ووصف الغاضبون الصحافيين بالخاضعين لسلطة الأمر الواقع، وردّدو شعارات تُطالبهم بالكف عن بثّ المغالطات، على حدّ تعبيرهم.

وفي تلمسان، وجد الصحافيون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع المتظاهرين الذين اقتحموا دار الثقافة، عقب انتهاء المرشّح بن فليس لتجمعه الانتخابي، ما اضطرهم إلى مغادرة القاعة من الباب الخلفي.

واحتج الصحافيون المرافقون للمرشّح علي بن فليس للمطالبة بتوفير الأمن، كما هدّدوا بمقاطعة التغطية إن لم يتمّ ذلك في الولايات الأخرى.

ليست المرّة الأولى التي يتعرض فيها الصحافيون إلى "التعنيف" بسبب التوتّرات السياسية في البلاد

ليست المرّة الأولى التي يتعرض فيها الصحافيون إلى "التعنيف" بسب بالتوتّرات السياسية في البلاد، فمنذ انطلاق الحراك الشعبي في 22 شباط/ فيفري 2019، تعرّض كثير من رجال الإعلام إلى هجومات في الشارع، بسبب تعتيم القنوات التي ينتمون إليها على أحداث الحراك الشعبي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الانتخابات الجزائرية.. تغذّية الانتماءات القبلية والخضوع لسطوتها!

سؤال الإعلام في الانتخابات التشريعية في الجزائر