14-مايو-2019

في رمضان تظل المقاهي مفتوحة لساعات متأخرة من الليل (الترا جزائر)

تعتبر المقاهي الفضاء الأكبر استقطابًا للشباب والكبار في شهر رمضان، فعقب الإفطار وصلاة التراويح، يتجمع الكثيرون حول طاولاتها، فيما بات يمكن وصفه بالظاهرة الاجتماعية المخصصة في شهر رمضان.

تعتبر المقاهي الفضاء الأكبر استقطابًا للشباب والكبار في رمضان، وعلى عكس الأيام العادية تظل المقاهي مفتوحة حتى ساعات متأخرة من الليل

ومن القهوة جاء الحضور القوي للمقهى في الشارع الجزائري، فمن بين العادات المنتشرة، الإسراع بارتشاف القهوة بعد الإفطار مباشرة. يقول عبدالله، البالغ من العمر 42 عامًا، إن القهوة "ليست نزوة، بل هي ظاهرة اجتماعية".

ويتفق كثيرون على أن القهوة محرك لإتمام السهرة، وتفصيل مهم في يوميات الجزائريين، وهو ما تؤكده أحد الأمثال الشعبية الجزائرية: "قهوة وجارو خير من السلطان في دارو".

المقاهي في رمضان

ويمثل احتساء القهوة فرصة لتجمعات العائلة والأصدقاء في رمضان. وفي نفس الشهر تتضاعف إعلانات القهوة في التلفاز، كما يتضاعف أعداد مرتادي المقاهي لنفس الغرض، في نفس الشهر.

مقاهٍ ليلية لشهر في السنة

على عكس الأيام العادية، تظل المقاهي مفتوحة في رمضان حتى ساعات متأخرة من الليل، وتبقى في أغلب الأحيان مكتظة بالناس، بما يعيد الحياة للمدينة الجزائرية التي اعتادت على مدار السنة، الهدوء مبكرًا.

المقاهي في رمضان

يقول محمد بليل، صاحب مقهى بحي درقانة شرق العاصمة، إن المقهى يظل مفتوحًا إلى غاية موعد السّحور في رمضان، بينما في باقي شهور السنة يُغلق مقهاه قبل السادسة مساءً.

ويشير بليل إلى أن رمضان "يعطي للمدن وجهًا آخر، ويضعها في وضع مختلف عن باقي أشهر السنة، كما أن فتح المقاهي يعطيها مشاهد أخرى، إذ تعيد الحميمية للشوارع وتشجّع حركية التجارة أيضًا، وخاصة في العاصمة الجزائرية التي باتت مدينة أشباح في أيام السنة كاملة".

اللافت، أن المدن الجزائرية في شهر رمضان تميل في النهار إلى حركية في الأسواق والحارات الشعبية، لكن هذه الحركية تنتقل ما بعد الإفطار إلى المقاهي.

المقاهي في رمضان

وتتمثل علاقة الجزائري بالمقهى في فنجان القهوة الثقيلة على وجه الخصوص، حيث تصبح أكثر حضورًا في السهرات، كما يقول مراد رمضاني، وهو شاب في الثلاثينات من عمره، مضيفًا: "المقاهي تمثل الفضاء المفتوح للفرجة وممارسة لعبة الدومينو أو الورق والسمر بين الأصدقاء إلى غاية وقت السحور".

لا تعرف المدن الجزائرية حيوية في الليل إلا في رمضان، ونجم هذه الحيوية بلا منازع هي المقاهي المكتظة بروادها

يمثل رمضان للجزائري، فرصة لتعويض ما فاته اجتماعيًا على مدار العام. ولهذا الشهر ظواهره وعاداته الاجتماعية التي لا تتكرر في غيره، إذ لا تعرف المدن الجزائرية حيوية في الليل إلا في رمضان، ونجم هذه الحيوية بلا منازع هي المقاهي المكتظة بروادها.