06-أغسطس-2023
جليل

(الصورة: فيسبوك)

لم يكن الفتى الجزائري "جليل"، صاحب الـ 16 عامًا، يعلم أن خروجه ليلًا في خضم المظاهرات التي كانت تطالب بالعدالة للشاب نائل الذي قتلته الشرطة الفرنسية، سيُفقده عينه إلى الأبد.

السلطات الفرنسية فتحت تحقيقًا أمنيًا في القضية 

يقول الفتى في حديث مع قناة BFM الفرنسية إنه "وجد نفسه مصابًا بالعمى بعد إصابته بطلقة مطاطيّة حين سيره بجوار مظاهرة ليلية"، مؤكدًا أنه "لم يكن مطلقًا من المشاغبين، وأراد ببساطة الذهاب إلى صديق في تلك الليلة".

يُضيف الفتى بتأثر: "حياتي الآن تتخللها العديد من العلاجات الطبية والألم الشديد، خرجت حوالي الساعة التاسعة مساءً للانضمام إلى صديق لي، لم أخرج من أجل أعمال الشغب، حتى أن والدي منعني من الخروج".

وتابع: "كنت على مقربة من شخص أكبر سنًا مني، أشعل قذيفة وبدأ بإطلاق النار على شاحنات الشرطة التي تمرّ أمامنا، رفعت رأسي ولم أدرك ما حدث لي، سمعت صوتًا مدويًا، لقد كان صوت ارتطام رصاصة مطاطية بعيني".

يسرد جليل تلك اللحظة بتفاصيلها قائلًا: "على الفور رأيت عينًا سوداء، لم أعد أستطيع رؤية أي شيء، فقدت الوعي في تلك اللحظة، نهضت وجريت لمسافة 20 مترًا، رجال الشرطة كانوا يجرون ورائي، سمعت أحدهم يناديني: توقّف، سأقتلك".

وأردف: "لحق أفراد الشرطة بي، فقدت وعيي، سقطت، وكنت أظن أنني متت في تلك اللحظة".

ومنذ ذلك الحين، فقد الفتى عينه اليسرى وتأتي الممرضات إلى منزله كل يوم لعلاج جروحه، يقول جليل، الذي احتفل للتو بعيد ميلاده السادس عشر، إنه ينام قليلاً ويعاني من الصداع النصفي العنيف.

ويضيف الشاب: "ينظر الناس إليّ وكأنني لم أعد إنسانًا، لم يعد الأمر كما كان من قبل، لقد تغير كل شيء".

بعد ساعات قليلة من الحادثة ، قدم جليل شكوى، حيث فتح مكتب المدعي العام في إيفري تحقيقًا أوليًا في "العنف المتعمد الذي ارتكبه شخص له سلطة عامة باستخدام سلاح".