22-أغسطس-2020

اتصالات الجزائرأرجعت سبب الانقطاعات إلى الشّبكة الدّوليّة للإنترنت (Getty)

يصادفك من حين لآخر منشور يشكو فيه صاحبه ثقل تّدفّق الإنترنت، حتّى أنّه لا يستطيع أن ينشر صورة أو يرسل رسالة. يحدث هذا يوميًّا في الجزائر؛ مع تفاوت المناطق في ذلك، لكنّ الشّكوى باتت معمّمة هذه الأيّام، على مستوى جميع الأشخاص والجهات.

اتّصالات الجزائر أصدرت بيانًا مقتضبًا تنصّلت فيه من مسؤوليتها عن التذبذب الحاصل

بعد يوم 19 آب/أوت الجاري، بدأ الجزائريّون يلاحظون بطئًا طفيفًا في التّدفّق؛ ثم سرعان ما تحوّل إلى حقيقة ذكّرتهم بالسّنوات التّي كانوا "يصطادون" فيها بؤرة تكون فيها التّغطية قويّة؛ قبل الانتقال إلى الجيل الرّابع.

اقرأ/ي أيضًا: اتصالات الجزائر توضّح بشأن اضطراب الإنترنت

ورغم أنّ "اتّصالات الجزائر" أصدرت بيانًا مقتضبًا تنصّلت فيه من مسؤوليتها عن التذبذب الحاصل؛ "فهو مرتبط بالشّبكة العالميّة لا بالشّبكة الوطنيّة"، إلّا أنّ الجزائريّين حمّلوها المسؤوليّة وذهب البعض منهم إلى المطالبة بإقالة وزير البريد والتّكنولوجيات الحديثة.

هنا، يقول الإعلامي والنّاشط الثّقافي فاروق بن شريف إنّ التّدفّق كان أصلًا ضعيفًا من قبل؛ "فلم يلتفت الجزائريّون إلى القول إنّ التّذبذب الطّارئ مرتبط بالشّبكة الدّوليّة للإنترنت. وراحوا يضعون الوزارة الوصيّة أمام مسؤولياتها".

على الوزارة الوصيّة؛ يقول محدّث "الترا جزائر"، أن تدرك أنّ التّذبذب الحاصل في فترة الحجر الصّحّي، حيث تصبح مواقع التّواصل الاجتماعيّ بديلًا للواقع، يترتّب عنه تذمّر شعبيّ أكبر من ذلك الذّي يحصل في الفترات العادية". يسأل: "أليس من التّلاعب بالعقول أن تقرّر وزارة التّعليم العالي والبحث العلميّ الدّراسة عبر الإنترنت؛ في الوقت الذّي لا تضمن فيه وزارة البريد والتّكنولوجيات الحديثة التّدفّق الكافي؟".

ووجّه الكاتب السّاخر مصطفى بونيف رسالة إلى الوزير المعنيّ جاء فيها: "لو كنت مكانك لقلت للرّئيس عبد المجيد تبّون إنّها مؤامرة عليه؛ مثلما فعلتَ ذلك بخصوص السّيولة النّقديّة، حيث حمّلتم المواطن المسؤوليّة".

"يا بومرار.. إنّ النّقود التّي نحن محرومون منها هي أجورنا ورواتبنا وليست مزيّة، وإنّ الإنترنت نحن ندفع ثمن الاشتراك فيه، وهو أيضًا ليس مزيّة من عندك ولا من عند من عيّنوك رغمًا عنّا".  يختم: "أنا المواطن المادّة الخامّ للشّرعيّة أطالبك بالاستقالة إذا لم تكن مؤهّلًا".

يبدو أنّ السّخريّة باتت سلاحًا يستعمله الجزائريّون للتّعبير عن رفضهم للسّياسات القائمة؛ من ذلك ما ورد في تدوينة فيسبوكيّة في صفحة يشرف عليها طلبة من جامعة المسيلة؛ "لم نستطع أن نرسل رسالة عبر الإنترنت، فكيف تريدون منّا أن نستعملها في الدّراسة؟".

وكتب الإعلاميّ عامر بوقطّاية: " السّلحفاة (كنايةً عن ثقل التّدفّق) تقول لكم إنّني بريئة. إنّه مشكل دوليّ". وفي السّياق صوّر البعض الشّركات المتعاملة في المجال في شكل سلاحف وسألوا: أيّها الأثقل؟.

وتذكيرًا بانقطاع سابق نسبته الوزيرة السّابقة هدى فرعون إلى قرش عضّ الكابل الخاصّ بالإنترنت؛ كتب الطّالب الجامعيّ أكرم سنوسي: "الكابل هو الذّي عضّ القرش هذه المرّة".

وفي السّياق السّاخر نفسه كتب النّاشط عنتر فار: "سرعة الانترنات مذهلة. وبهذه المناسبة نتقدّم بتهانينا الحارّة للقائمين على هذه المؤسّسة السّريعة التي تلبّي احتياجات المواطنين إلى التّدفّق العالي".  وختم تدوينته بوضع الهاشتاغ التّالي: #لا_لاحباط_معنويات_عمال_انقطاعات_الجزائر".

وزارة البريد تحظى بأغلفة مالية ضخمة من طرف الخزينة العامّة

تجدر الإشارة إلى أنّ الحكومات المتعاقبة لم تخلُ من وزارة للبريد والتّكنولوجيات الحديثة؛ وتحظى بأغلفة مالية ضخمة من طرف الخزينة العامّة، بالإضافة إلى ما تجنيه من الطّابع التّجاريّ للمؤسّسات التّابعة لها، مع ذلك بقيت الجزائر متخلّفة عن دول أفريقيّة كثيرة؛ في مجال تدفّق الإنترنت.

 
اقرأ/ي أيضًا: