02-مايو-2020

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (تصوير: بلال بن سالم/Getty)

فريق التحرير - الترا جزائر

لم يمض وقت طويل على تصريحات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال لقائه الدوري بالصحافة الوطنية، حتى أُثير جدلٌ واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب التلميحات التي أيّد بها الرئيس، عقوبات طالت عددًا من الصحافيين، وحجب برامج تلفزيونية بسبب انتقاداتها للسلطة.

يُجمع كثيرون أن الرئيس تبون كان يقصد كريم أملال، صاحب صفحة "شوف شوف" 

رغم أن الرئيس تفادى ذكر الأسماء لدواعي بروتوكولية، إلا أنّ تلميحاته ارتبطت بعدد من الأحداث والقضايا، التي أثارت جدلًا في الساحة الإعلامية والسياسية والدبلوماسية.

اقرأ/ي أيضًا: "العفو الدولية" تطلق حملة للإفراج عن الصحفي درارني

وقال تبون إن هناك صحافيًا ينزل إلى الشارع ويجمع التصريحات من الناس، وحين يعتقل ويطلق سراحه، يفشي بما جرى له من تحقيق لدى سفارة إحدى الدول الأجنبية، واصفًا هذا الصحافي بـ"المخبر".

أجمع كثير من الصحافيين، أن الرئيس تبون تطرّق إلى قضية الصحافي خالد درارني، الذي أودع الجبس المؤقّت بتهمة التحريض على التجمهر غير المسلّح، على خلفية تغطيته للحراك الشعبي.

هنا، علّق الصحافي نجيب بلحيمر على صفتحه بموقع التواصل الاجتماعي قائلًا: "هل وُجهت لخالد درارني تهمة التخابر مع دولة أجنبية؟  حسب القرار الذي وضع بموجبه رهن الحبس المؤقّت، لا وجود لهذه التهمة".

وتساءل بلحيمر، حول سبب هذه الاتهامات التي وجّهها تبون للصحافي خالد درارني (لم يذكره بالاسم) قائلًا: "كيف يمكن لرئيس دولة أن يوجّه اتهامًا صريحًا بالتخابر، لشخص يوجد رهن الحبس، ولم تتم محاكمته ولم ترد هذه التهمة في قرار حبسه مؤقتًا؟".

ويختم كاتب التعليق قوله، إن هذه الإشارات تمثّل تجاوزًا صريحًا لقرينة البراءة، من طرف من يفترض أنه القاضي الأوّل في البلاد، وهو تشجيع صريح لحملات التخوين التي طالت جميع المعتقلين، على حدّ تعبيره.

من جهته، نشر الكاتب علي مغازي تدوينة فيسبوكية، حول تهتمة التخابر التي فهمت على أن الصحافي خالد درارني معنيٌّ بها، يقول فيها " فيما يخص الخابارجي الذي يذهب إلى السفارة لإعطاء تقارير هناك؛ نحن لا نعرف من هو بالضبط، لكننا ـ ومن حيث المبدأ ـ نتفق جميعًا بشأن إدانة أفعاله المنكرة. لكن ماذا عن الذين لا يذهبون لأي سفارة؟ هؤلاء ماذا فعلتم من أجلهم؟ إنهم وطنيون ولا علاقة لهم بالأيادي الخارجية ولا الداخلية".

من جهة أخرى، يتفق كثيرون أيضًا، أن الرئيس تبون كان يقصد كريم أملال، صاحب صفحة "شوف شوف" بقوله خلال اللقاء "أبوه كان مخبرًا وجدّه كان خائنًا، وهو مترشّح في انتخابات  بلدية فرنسية، ويتحدّث عن حرّية التعبير".

وعاد تبون مرّة أخرى خلال اللقاء، إلى قضية "فرانس 24"، بقوله إن قناة تستضيف من يهاجم الجزائر ثمّ تتنصّل من مسؤوليتها، في حين هي من تملي على الضيوف ما يقوله.

وتعود هذه القضية إلى شهر مارس الماضي، حين استدعت الجزائر السفير الفرنسي لتبلغه "احتجاج الجزائر الشديد، على التصريحات الكاذبة والبغيضة وكذا القذف ضدّ الجزائر"، على خلفية استضافة شخص على قناة "فرانس 24" العمومية، قُدم على أساس أنه باحث في العلاقات الدولية بمركز في برشلونة، وقام بتصريحات زعم فيها "عدم تفكير السلطات الجزائرية في شعبها من أجل مواجهة فيروس كورونا، وتخصيصها المساعدات الصينية من أجل كبار المسؤولين، وكذا المستشفى العسكري بعين النعجة".

انتقد الرئيس المسلسل الفكاهي "دار لعجب"، الذي تطرّق في إحدى حلقاته إلى وديعة الجزائر لدولة تونس

وفي سياق آخر انتقد الرئيس المسلسل الفكاهي "دار لعجب"، الذي تطرّق في إحدى حلقاته إلى الوديعة الجزائرية لدولة تونس، حيث صوّر المسلسل مشهدًا يمنح فيه رب العائلة مبلغًا ماليًا معتبرًا لجاره التونسي، متسبّبًا في جوع أفراد عائلته، وهو أشار إليه تبون بقوله "إن برنامجًا فكاهيًا يمكن أن يتسبّب في أزمة دبلوماسية"، رغم أنّ العمل مسلسل كوميدي ساخر ويبثّ على قناة جزائرية تابعة للقطاع الخاص.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مقالب فيروس كورونا.. السخرية في زمن الموت

أحزاب يسارية تدعو لحلّ الأزمة الاجتماعية عبر الديمقراطية