17-ديسمبر-2022
عملية جراحية

(الصورة: Getty)

فريق التحرير ـ الترا جزائر

كشف المحامي والحقوقي عبد الرحمن صالح، عن وقائع قضية محامية طبيبة باستئصال رحمها دون موافقتها، والتي تثير جدلا واسعا منذ أيام على مواقع التواصل الاجتماعي.

القضية أحدثت جدلًا واسعًا وتحولت إلى صدام بين الأطباء والمحامين على منصات التواصل الاجتماعي

وذكر المحامي في تدوينة له على فيسبوك، أن التأويلات التي صاحبت ملف النزاع القضائي بين الضحية (ف.ف) والمتهمة (س.و)، والتي انتهت بصدور قرار الغرفة الجزائية لمجلس قضاء عين الدفلى بإدانة المتهمة يستلزم بعض الشرح من أجل تنوير الرأي العام الذي تحكمه العاطفة أكثر مما يحتكم إلى النصوص.

وأوضح صالح أن الضحية في قضية الحال اتهمت الطبيبة أنها ارتكبت خطأ مهنيًا عندما قامت باستئصال عضو من جسمها بعد التأخر في تقديم يد المساعدة بينما المتهمة تلقي باللوم على الضحية في التأخر للحضور للمستشفى مما أدى إلى تدهور حالتها الصحية وحتمّ اللجوء للاستئصال.

وأبرز المحامي أن "القاضي هنا ليس مختصا بينما النص القانوني المحتكم إليه ينص صراحة على اشتراط الموافقة القبلية للمريض قبل أي عملية استئصال، هذا الأصل، استثناء على ذلك إذا كانت الحالة الصحية للمريض لا تسمح بالتأخير في العلاج، فيمكن للطبيب اللجوء لعملية الاستئصال دون انتظار موافقة المريض".

وفي قضية الحال، يضيف، لجأ القاضي على مرتين للاستعانة بخبرة طبية، تبين من خلالهما أنه كان يمكن علاج المريضة دون اللجوء إلى الاستئصال لو تم اتباع الطرق الطبية الصحيحة وكان التدخل في وقته.

وفي وقائع الملف، يسرد المحامي أن الضحية تم استقبالها من طرف قابلتين بينما تدخل الطبيبة كان متأخرًا. وقد اجتمع، حسبه،  التأخر في التدخل وتقديم العلاج اللازم المناسب مع القرار الخاطئ لنصبح أمام حالة إهمال طبي وليس أمام تدخل طبي استعجالي، وهي القناعة التي توصل إليها قاضي التحقيق و قاضي المحكمة الابتدائية وقضاة الغرفة الجزائية على مستوى الاستئناف.

وانتهى صالح، إلى أنه من النادر أن يقر المتهم بخطئه ودائما يربط إدانته بنفوذ الضحية (وفساد) القضاة، مشيرا إلى أن ادعاء المتهمة امتناع المحامين عن مساعدتها باعتبار تضامنهم مع زميلتهم الضحية ادعاء كاذب يعرضها لملاحقة قضائي أخرى نظرًا لكونها استفادت من تأسيس محاميين اثنين.

وكانت هذه القضية قد أثارت جدلًا كبيرًا، بعد حديث الطبيبة عن تعرضها للظلم لكونها لم تقم سوى بواجبها في إنقاذ حياة المحامية وجلبت حولها تعاطفًا واسعًا من الأطباء، تحوّل في بعض الأحيان إلى صدام بينهم وبين المحامين الذين وقفوا مع زميلتهم.