03-أبريل-2020

التقرير توقّع إصابة مليون و200 ألف جزائري بفيروس كورونا (تصوير: رياض كرامدي/أ.ف.ب)

 

نشر خبراء مختصّون في علم الأوبئة بالجزائر، تقرير صادمًا حول إمكانية تطوّر الأزمة الوبائية في الجزائر، إلى " كارثة حقيقية" وحذروا من التساهل الرسمي والشعبي في التعاطي مع وباء فيروس كورونا، خاصّة خلال الأسابيع المقبلة.

حذّر التقرير من نتائج كارثية في حالة ما إذا بقيت عملية مواجهة الوباء متواضعة

ويتضمّن التقرير معطيات استباقية عن وضع فيروس كورونا في الجزائر، في حالة استمرّ منحى الأزمة الوبائية في الارتفاع بالشكل الحالي، والتعامل الرسمي والشعبي بالطريقة المعتمدة في الوقت الراهن.

اقرأ/ي أيضًا: جائحة كورونا.. 83 وفاة واقتراب الإصابات من الألف حالة مؤكدة

وأطلق التقرير، الذي أعدّه أربعة من كبار الأطبّاء في علم الأوبئة في الجزائر،  تحذيرات جدّية من إمكانية ارتفاع عدد المصابين والوفيات بسبب فيروس كورونا، إلى مستويات قياسية بحلول ما يصفه التقرير بـ "زمن ذروة انتشار الفيروس في نيسان/أفريل الجاري".

وأفاد التقرير، الذي شارك في إعداده كل من البروفيسور بوعمارة، والبروفيسور بزاوشة، والدكتور الكبوب، والدكتور عميمير، من المركز الاستشفائي الجامعي بالبليدة، من مصلحة الطبّ الوقائي والأوبئة، أن تطوّر وباء كورونا في الصين "يُشير إلى أن مدّة الوباء هو 10 أسابيع، ويتمّ الوصول إلى الذروة بعد ستة أسابيع".

ولفت المصدر إلى عدّة ملاحظات مفادها:" أنه إذا بدأ الوباء في بلد ما يوم 1 آذار/مارس 2020، فإن تاريخ الذروة سيكون في 12 نيسان/أفريل، وتاريخ نهاية الوباء ستكون في 10 أيّار/ماي في هذا البلد".

ونبّه التقرير إلى أنه "إذا افترضنا أن الوباء في الجزائر ظهر في 15 آذار/مارس 2020 ؛ فإنّ تاريخ الذروة سيكون في 26 نيسان/أفريل، وتاريخ نهاية الوباء سيكون 24 أيّار/ماي المقبل في الجزائر، وربط ذلك بـ "ألا يتطوّر الوباء على عدّة موجات"، بالقول "إذا افترضنا سيناريو معتدل وليس كارثيًا، فإن معدّل هجوم فيروس كورونا على السكان هو 30 في المائة" كما ذكر المصدر.

كما افترض معدّو التقرير، من مصلحة الطبّ الوقائي والأوبئة من مستشفى الجامعي بالبليدة، أن الأعراض " تظهر على 10 في المائة فقط من المصابين، مقسّمة  إلى 80 في المائة أعراض خفيفة، 15 في المائة أعراض حادّة، و5 في المائة أعراض حادّة تتطلب مساعدة في التنفس (أجهزة تنفس)، منها 80 في المائة ينتج عنها موت المصابين.

وحذّر التقرير من نتائج " كارثية" في حالة ما إذا بقيت عملية مواجهة الوباء "متواضعة"، معلنًا عن أرقام "مريبة"، تتعلّق بإصابة مليون و200 ألف جزائري بأعراض متفاوتة الخطورة، من مجموع 40 مليون جزائري، مقسّمة إلى  أكثر من 900 ألف شخص مصابون بأعراض خفيفة، و 180 ألف شخص بأعراض حادة، و60 ألف شخص بأعراض خطيرة بحاجة للعناية، إذ ستؤدي إلى وفاة 48 ألف شخص.

وبخصوص البليدة، التي سُجّلت فيها أولى حالات الفيروس، كشف التقرير أنه من بين مليون نسمة في هذه الولاية، وبعملية حسابية، يتوقّع أن تسجّل أزيد من 24 ألف حالة أعراض خفيفة، و4500 حالة أعراض حادّة، و1500 حالة تحمل أعراضًا خطيرة وبحاجة للعناية، مع توقّع 1200 حالة وفاة.

ودقّ التقرير ناقوس الخطر، إلى أن هذه النتائج ستكون وخيمة إن بقي التعامل مع مكافحة الوباء بطريقة "السيناريو المعتدل، والحجر الصحّي والإمكانيات الضعيفة، مع استمرار الاستهتار من قبل المواطن"، متوقّعين "حصيلة ثقيلة" في الجزائر.

دوليًا، دوّنَ التقرير أنه حتّى 18 آذار/مارس الجاري، أُصِيب أزيد من 200 ألف شخص في العالم مع تسجيل أكثر من 8 آلاف حالة وفاة، أي بنسبة 4 في المائة، معتبرًا النسبة الأخيرة كمؤشّر حقيقي لقياس مدى انتشار الوباء، مع اختلاف خصوصيات كلّ بلد عن الآخر.

وفي سياق منفصل، أعلن وزير الصحة وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، أن الجزائر دخلت المستوى الثالث لتفشي الوباء، بناء على تقارير ولائية، تتكفّل بجمعها وتحيينها اللجنة الوطنية لرصد ومتابعة انتشار فيروس كورونا في الجزائر.

التقرير توقّع إصابة مليون و200 ألف جزائري بأعراض متفاوتة الخطورة

وكانت وزارة الصحّة، أعلنت يوم الخميس الماضي، عن تسجيل 25 وفاة و139 إصابة بفيروس كورونا، ما يرفع إجمالي الإصابات إلى 986، بينهم 83 قضوا بالفيروس.

 

اقرأ/ي أيضًا:

وزير الصحة: البعثة الصينيّة تعالج رعاياها في الجزائر

أحدث جدلًا واسعًا.. وزير الصحة يستقبل بوناطيرو بخصوص "دواء" كورونا