28-نوفمبر-2019

الشرطة أفرجت عن كلّ الموقوفين (تصوير: كمال صالح/Getty)

تحوّل تجمهر شعبي رافضٌ لزيارة مرشّح الانتخابات الرئاسية، علي بن فليس، إلى ولاية البويرة شرق العاصمة في إطار حمتله الانتخابية، إلى مشادّات مع مصالح الأمن، مخلفًا 17 جريحًا بين متظاهرين ورجال أمن في حصيلة أوّلية، بحسب مصادر طبية.

المصالح الأمنية أفرجت على كلّ الموقوفين في أعمال العنف التي عاشتها ولاية البويرة

واندلعت شرارة الغضب مساء الأربعاء، من أمام دار الثقافة علي زعنون، بوسط البويرة، التي كان سيعقد بها المترشّح بن فليس تجمّعه الشعبي، عقب تدخّل عناصر مكافحة الشغب لتفرقة المتظاهرين، الذين حوّلوا محيط المكان إلى ساحة مواجهات استعملت فيها الحجارة والغاز المسيل للدموع.

واضطر القائمون على تنظيم التجمّع الشعبي، لمترشّح حزب طلائع الحرّيات، إلى تغيير مكان اللقاء من قاعة المحاضرات بدار الثقافة إلى قاعة الاجتماعات بجوار الأولى، خوفًا من تخطي الغاضبين للحاجز الأمني واقتحام المدرّج الذي عرف تعزيزات أمنية مشدّدة من الخارج.

 ووجد علي بن فليس، نفسه أمام كراسٍ شبه فارغة بقاعة الاجتماعات، حيث استهل كلامه بالاعتذار والتحسّر على ما وقع بين المحتجّين ورجال الأمن، قائلًا: "أنا آسف لما وقع من عنف في ولاية البويرة، جئتكم برسالة سلامٍ وجئت إلى مدينتكم بدعوة من المناضلين والمحبين في الولاية".

وعلّق المترشّح لرئاسيات الـ 12 من كانون الأول/ديسمبر القادم بالقول: "مقاطعة الانتخابات حقّ مشروع لكل من أراد ذلك ولكلِّ مقاطعٍ حرّية التعبير والرفض.. ونحن مع هؤلاء، ومن لا يحترمهم ليس ديمقراطيًا"، مستطردًا: "نحن أيضًا لدينا الحقّ في الانتخابات، وأوصيكم أن تحترموا مقاطعي الانتخابات ولا أقبل أن يعاديهم أيّ أحد منكم".

كما وعد المتحدث المعارضين بطاولة جامعة إذا اختاره الشعب رئيسًا، مؤكّدًا: "جئت إلى هذه الولاية جامعًا موحّدًا للشعب الجزائري، وأوّل ما سأقوم به في حال انتخابي جمعُ المعارضة والمقاطعين على طاولة واحدة للحوار".

وبخصوص الوضع الحالي الذي تعيشه البلاد، حاول علي بن فليس أن يقدّم برنامجه للحضور من أنصاره، مؤكّدًا أن الجزائر تمرّ بوضع اقتصادي وسياسي صعب، وأنّ الحلّ موجود في مشروعه الرئاسي الذي سيكون مخرجًا للبلاد وأزمتها، على حدّ تعبيره.

وعقب نهاية تجمّع المترشّح علي بن فليس بالبويرة، قام رجال الأمن بتعزيز وحداتهم من أجل مرافقته إلى الطريق السيار شرق - غرب وتأمين عودته نحو العاصمة، كما خُصّصت حافلاتٍ صغيرةٍ لنقل الوفد المرافق له والصحافيين إلى حافلات كبيرة انتظرت الوفد في الطريق السريع.

للإشارة، فإن المصالح الأمنية أفرجت، ليلة الأربعاء، عن كلّ الموقوفين في أعمال العنف التي عاشتها الولاية، عقب زيارة المترشّح للاستحقاقات الرئاسية علي بن فليس. من جانبهم، أطلق شباب وسكان عاصمة الولاية حملة تظيف واسعة للطرقات والشوارع الرئيسية المحاذية لدار الثقافة، حيث تمّت إزالة زجاج محطات الحافلات المحطمة وكذا الحجارة التي استعملت في غلق الطرقات، إضافة إلى المتاريس والعجلات. ولاقت المبادرة تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد كبير من الناشطين في صفحات فيسبوك عن رفضهم لكل أشكال العنف والتخريب التي طالت مرافق عمومية.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ترجمة الغضب على رؤوس السياسيين.. محاكمات شعبية أم عنف يهدد سلمية الحراك؟

غليان الشارع السياسي.. احتجاجات وإضرابات وقضايا فساد وانشقاقات داخل الأحزاب