17-أبريل-2022
حفل البويرة

(الصورة: فيسبوك)

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يظهر تدخل إمام مسجد عبر مكبرات الصوت لإيقاف حفل غنائي أحيته المطربة طاوس أرحاب بإحدى الساحات العمومية المحاذية لمسجد الهداية ببلدية مشدالة بولاية البويرة.

تباينت ردود الأفعال من هذه الحادثة بين مدافع عن تدخّل الإمام لمنع الاحتفال وبين منتقد لسلوكه والأوصاف التي أطلقها على المحتفلين

ويظهر الفيديو جموعًا من الناس أمام مدخل المسجد بعد أن تدخل الأمام عبر مكبر الصوت، ليدعو القائمين على تنظيم الحفل من أجل إيقافه معتبرًا أن إقامته "انتهاك" لشهر رمضان، ما أثار غضب المتواجدين في عين المكان حسب ما تظهر عديد الفيديوهات المنتشرة على فيسبوك.

انتهاك

في هذا السياق، تباينت ردود الأفعال من هذه الحادثة، بين من يرى أن الإمام هاجم الجمهور الذي حضر إلى الحفل بشتائم لا تليق بمكانته، حيث وصفهم بالرعاع والسفلة وعديمي الأخلاق، وبين من استنكر  إقامة حفل غنائي في شهر رمضان بجوار مسجد، معتبرين ذلك "إهانة لحرمة المسجد من جهة، ولقداسة شهر رمضان من جهة أخرى، مثمّنين في السياق تصرف الإمام بتدخله لتوقيف ما أسموه بالمهزلة".

 

حفلة غناء وشطيح على عتبة الجامع في احدى بلديات البويرة في اطار "احياء ليالي سهرات شهر رمضان المبارك" !!! إمام المسجد ...

Posted by Salah-Eddine Makri on Saturday, April 16, 2022

هنا، يرى المدوّن والناشط صلاح الدين مقري أن "إمام المسجد  جزاه الله خيرًا تدخل عبر مكبر الصوت لينكر هذا المنكر العظيم  وهذ الدوس المتعمد على حرمة الزمان وحرمة المكان".

ويتابع "يتدخل  رئيس البلدية المغوار "سوبر مان" عبر منشور يعلن فيه توقيف الإمام قبل أن يحذف المنشور لاحقًا".

وفي الصدد، يتساءل الإعلامي ياسين كنطاش قائلًا "السؤال المطروح من أعطى الترخيص وسمح بإقامة حفل ومن اختار المكان ليكون محاذي لبيت الله".

وشارك محمد الفاتح خوخي التساؤل ذاته، "من أعطى الترخيص وسمح بإقامة حفل طاوس أرحاب على عتبة المسجد".

 

#مشدالة #البويرة حفل فني أمام المسجد والمستشفى في عز #رمضان ومباشرة بعد صلاة التراويح الامام استنكر الأمر وقال كلمة حق...

Posted by Mohamed El Fateh Khoukhi on Saturday, April 16, 2022

وقال بنكران حسام " بارك الله في إمام مسجد مشدالة،  لقد صدع بالحق وأنكر المنكر علانية كما انتهكت حرمات الله علانية ولم تأخذه في دين الله لومة لائم، وقد أعذر إلى الله وأبرأ ذمته، وكل ما قاله من الكلام صواب بل هو قليل في حق تلك الفعلة الشنيعة، فلا يستخفنكم أحد بأن هذا ليس أسلوبا .

 

يا راجل تهز المكروفون وتقلهم: "تبا لكم وسحقا، لا أخلاق ولا قيم ولا مبادئ"؟ من نيتك؟ 😂😂 إيماجيني دخلو عليه، ماو يولو...

Posted by DhiaEddine Bourezg on Sunday, April 17, 2022

رأي آخر

عكس ذلك، يرى ضياء الدين بورزق أن " منظمي حفل مشدالة كانوا أذكياء في اختيار التوقيت،حيث تركوا بداية الحفل لما بعد صلاة التراويح بأكثر من نصف ساعة  حسب ما تم تداوله".

 مضيفا "الفيديوهات التي رأيتها ليس فيها رذيلة ولا خمور ولا مخدرات ولا تحرش".

هنا، دعا البعض إلى ضرورة الحذر من استغلال بعض الأطراف للحادثة لأغراض مشبوهة، حيث يكتب حمزة عقيل معلّقًا "حذار من الانسياق وراء الفتنة فالكثير من صفحات الشر الآن تصطاد في المياه ، ناس مشدالة أشرف مما تظنون يا أبواق الفتنة فيها زوايا ومساجد من الأشهر في الجزائر ، ما حدث مجرد غلطة تنظيمية ومشاحنة مفتعلة".

من جهته، قال الناشط السياسي عزالدين تومي " أنا من مشدالة و أفتخر بذالك و أعتز بأهلها الشرفاء. حذار ممن يريدون تشويه سمعة سكانها من أجل أي غرض كان، هذه المنطقة معروفة بقيمها و أخلاقها ولا تحتاج لدروس من أي أحد و خاصة ممن يمتهنون زرع الفتن و المناورة".

 

أنا من امشداله و أفتخر بذالك و أعتز بأهلها الشرفاء. حذاري ممن يريدون تشويه سمعة سكانها من أجل أي غرض كان. هذه المنطقة معروفة بقيمها و أخلاقها ولا تحتاج لدروس من أي أحد و خاصة ممن يمتهنون زرع الفتن و المناورة.

Posted by Azzedine Toumi on Sunday, April 17, 2022

حديث السلطات

بدوره، أكد نائب رئيس بلدية مشدالة فوزي ميدون في تصريحات إعلامية أن "الحفل الفني كان مرخصًا من طرف الجهات الوصية".

وأردف "الساحة التي جرت فيها هذه التظاهرة الثقافية تسمى ساحة الشهداء مركز، وهي ساحة عمومية تنظم فيها كافة الحفلات منذ مدة وحتى أيام العشرية السوداء".

وأوضح "صلاة صلاة التراويح انتهت في حدود الساعة 21سا و45 دقيقة، وانتظرنا إلى غاية الساعة الـ22 سا و30 لبداية الحفل".

فوزي ميدون: الساحة العمومية كانت تنظم فيها كافة الحفلات منذ مدة وحتى أيام العشرية السوداء

وعن ما حدث بالضبط ليلة البارح قال المتحدث "كل الأمور سارت على ما يرام إلى غاية منتصف الليل حيث سمعنا بعد الأصوات المنبعثة من المسجد، وحينها بدأت الأصوات تتعالى فقررنا الالتحاق بالمسجد كوننا اعتقدنا أن الإمام نسي مكبر الصور مفتوحًا أو شيئًا من هذا القبيل، ولكن كل الأبواب كانت مغلقة، فقررنا حينها التواصل مع اللجنة الدينية لمشدالة فأكدوا لنا أن هذا خارج نطاقهم".