13-يونيو-2020

المحلل السياسي أكرم خريف (الصورة: راديو كندا أنترناشونال)

بعد إعلان باريس عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الجزائري عبد المالك درودكال، طُرحت تساؤلات عديدة عن مستقبل التنظيم في المنطقة، وماهي انعكاسات العملية على الوضع الأمني في منطقة الساحل، في حوار مع "التر جزائر" الخبير في الشأن العسكري والأمني، أكرم خريف، يجيب على هذه الأسئلة، وقضايا متعلقة بالجماعات المسلّحة في الساحل الأفريقي.

أكرم خريف: لا أعتقد أن مصرع عبد المالك درودكال سينجرّ عنه تفكيك تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي

  • هل القضاء على عبد المالك درودكال المدعو أبو مصعب عبد الودود يعني نهاية  ما يسمّى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي؟

لا أعتقد أن مصرع عبد المالك درودكال المكنّى أبو مصعب عبد الودود، سينعكس عنه القضاء أوتفكيك تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، هنا، تجدر الإشارة أن قوة التنظيم تكمن في اعتماد على استراتيجية اللامركزية، التي تسمح للكتائب وبعض السرايا  بالتحرّك والتموقع في مناطق متعدّدة، دون الحاجة إلى قيادة مركزية أو الرجوع إليها.

اقرأ/ي أيضًا: الجزائر والحرب على الإرهاب.. درودكال يدعم الوجود الفرنسي في الساحل

لكن المؤكّد أن التنظيم تلقى ضربة قاصمة قوية، كون عبد المالك درودكال شخصًا مهمًا في التنظيم، زعيمًا لتنظيم القاعدة في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل الأفريقي، وبالتالي يصعب تعويضه في ظلّ التضييق والحصار الأمني المفروض على الجماعات الإرهابية، إضافة إلى عدم قدرة كتائب وسرايا التنظيم على التواصل، بين عناصرها الموجودة في الشمال، وباقي الجماعات المنتشرة  في الجنوب قصد مبايعة أمير  جديدٍ للتنظيم.

  • عملية القوت الفرنسية سمحت بالقضاء على كوادر أخرى للتنظيم، ما هي انعكاسات هذه العملية على الوضع الأمني في الساحل الافريقي وشمال مالي تحديدا؟

لابدّ من التذكير أنه ليس هناك معطيات كاملة عن باقي المقرّبين من عبد المالك درودكال، الذين قتلوا في شمال مالي الأربعاء الماضي، ماعدا معلومات تتحدّث عن مسؤول الدعاية والإعلام.

أما انعكاسات هذه الضربة على الوضع الأمني في المنطقة، في الحقيقة يمكن القول أنه رغم مكانة أبو مصعب عبد الودود وتنظيمه الرمزية والمعنوية، على اعتبار أنها من  أقدم التنظيمات المرتبطة بالقاعدة، ثم التنظيم الدولي، تبقى هناك جماعات أخرى على غرار جبهة نصرة الاسلام والمسلمين، وهو الجناح الرسمي لـ "تنظيم القاعدة" في شمال مالي، التي تعزّز وجودها في المنطقة بقوة، وتنطوي تحت جبهة نصرة الاسلام تنظيمات إرهابية جد ناشطة في المنطقة.

يجدر الاشارة أيضًا، أن مقتل عبد المالك دوركدال يعني نهاية حقبة قيادة الجزائريين للتنظيمات الإرهابية في الساحل الافريقي بعد مقتل أبو زيد ثم مصرع جمال عكاشة في شمال مالي، وهو ما سيسمح ببروز قادة تنظيمات جديدة على الخريطة الارهابية في المنطقة.

  • ما هي أهم التنظيمات المسلحة في المنطقة؟

في المنطقة هناك تنظيمات تسيطر على منطقة الساحل، لكن أقوى تلك الجماعات التي لها نفوذ  في عمق الصحراء الأفريقية إلى غاية القرن الأفريقي، هي "تنظيم الدولة الاسلامية في الصحراء الكبرى"، حيث ينشط على كامل الحدود من مالي والنيجر وبوركينا فسو، وهي الجماعة التي كانت وراء هجوم في سنة 2015 على القوات الخاصّة الأميركية والنيجيرية، وأسفرت عن مقتل أربعة أمريكيين وخمسة نيجيريين.

هناك أيضًا تنظيم "بوكو حرام"، والاسم الكامل جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد، وهي جماعة تنشط في  شمال الكاميرون والنيجر وتشاد، بايعت "تنظيم الدولة"، وهي تنظيم فرعي على مستوى إقليم غرب أفريقيا. إضاقة إلى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" الموجود في شمال الجزائر والمنطقة المحيطة بمدينة تمبكتو في أقصى شمال مالي، وقد سمحت المنطقة الخارجة عن سيطرة الحكومة المالية، إلى وجودها بقوة عبر ربط تحالفات مع زعماء والسكّان المحليين .

  • هناك ترابط بين النشاط المسلح الذي له دوافع عقائدية متطرفة، ونشاط تهريب المخدّرات وتجارة البشر في منطقة الساحل، هل تحوّلت الجماعات الجهادية في المنطقة إلى شبه عصابات مافيوية؟

تتضمّن منطقة الساحل، دولة مالي وأربع دول مجاورة، وهي ساحة لا تخضع لسيطرة الدول، وهي مفتوحة على جميع أنوع الأنشطة غير الشرعية، وهي مناطق لا تخضع للرقابة، وهناك غياب شامل وكامل لمؤسسات الدولة، وبالتالي هذا الفراغ جعل الجماعات المتطرفة تنشط في المنطقة، وتفرض سيطرتها على كامل الجغرافية، وهذا عبر التحكم في الجريمة المنظمة، وتعتبر المنظمات الإرهابية شبكات إجرامية بالفعل.

انتقلت الجماعات الإرهابية المتطرفة إلى تقديم يد المساعدة للشبكات الإجرامية في المنطقة التي تنشط في تجارة الحشيش

في ظلّ تراجع الأجانب وقلة مصادر التمويل المالي، انتقلت الجماعات الإرهابية المتطرفة إلى تقديم يد المساعدة للشبكات الإجرامية في المنطقة التي تنشط في تجارة الحشيش، والكوكايين، وتجارة البشر وتهريب المواد الغذائية وتبييض الأموال، وبالتالي أضحت التنظيمات الإرهابية تمارس دور المراقب والجمركي في المنطقة، حيث توفر الحماية الأمنية والدعم اللوجسيتكي لكل أنوع الجرائم في المنطقة، بحثًا عن التمويل المالي، وبسط سيطرتها على المنطقة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الجزائر والحرب على الإرهاب.. درودكال يدعم الوجود الفرنسي في الساحل

الجزائر تفعّل أعلى هيئة أمنية للعب دورٍ أكبر في ليبيا ومالي