20-مايو-2024
ذويبي

محمد ذويبي (صورة: فيسبوك)

يرى محمد ذويبي رئيس حركة النهضة، أن اللقاء المعلن للرئيس عبد المجيد تبون بالأحزاب السياسية، من شأنه أن يبني توافقا وطنيا حول الأولويات الوطنية في ظل هذا السياق الدولي الصعب.

رئيس النهضة:  لا سبيل عن بناء المؤسسات السياسية إلا الانتخابات الحرة والنزيهة

وقال ذويبي في حديث مع "الترا جزائر"، إن هذا اللقاء المعلن يوم الثلاثاء، بين المسؤول الأول في البلاد والأحزاب السياسية، يعدّ بمثابة خطوة جيدة تعيد الاعتبار للعملية السياسية، إذ يمكن حسبه للجميع "الاتفاق والتوافق على تحديد الأولويات الوطنية ضمن مشهد إقليمي ودولي يتسم بمزيد من الصعوبة والتعقيد".

وأوضح رئيس النهضة أن المنتظر من اللقاء هو "رسم المسارات التي من شأنها المحافظة على المكتسبات ومنها استقلال البلاد وسيادة مؤسساتها وإرساء دولة القانون التي تضمن الحريات الفردية والجماعية وحق الملكية المادية والمعنوية وبناء المؤسسات السيادية بالشرعية الشعبية الواسعة وبناء اقتصاد وطني قوي ومتنوع".

ورغم أن حركة النهضة حزب سياسي ينشط منذ بداية التعددية السياسية مطلع التسعينات، إلا أنه لن يكون وفق رئيسه ممثلا في هذا اللقاء، بسبب المعيار الذي اعتمدته الرئاسة في دعوة الأحزاب.

والإشكال أن حركة النهضة بسبب مواقفها منذ فترة الحراك الشعبي وامتناعها عن دخول الانتخابات، حرمت من وجود ممثلين لها سواء في البرلمان بغرفتيه أو في المجالس المحلية المنتخبة.

وذكر ذويبي في هذا الشأن: "في حدود علمنا أن الدعوى قد وجهت للأحزاب وفق التمثيل الانتخابي وحده دون مراعاة الاعتبارات الأخرى جعلت الحركة تستثنى من هذه المشاورات، ولعلم الجميع أن حركة النهضة ليست حزبا جديدا فهي حركة لها تاريخ معروف بمساهماتها ومواقفها الوطنية في كل المحطات التي مرت بها الجزائر منذ إقرار التعددية الحزبية، ومع ذلك نتمنى لهذا الحوار التشاوري النجاح بمخرجات تكرس الحريات والعمل الديمقراطي ويُفضي إلى انتخابات حرة ونزيهة ذات مصداقية".

استعادة ثقة الجزائريين

ولن يكون تعذّر حضور اللقاء، وفق ذويبي، عائقا أمام حركة النهضة للتحضير الجيد للانتخابات الرئاسية، والذي بدأته منذ شهر آذار/مارس الماضي بمناسبة تنظيم مجلس الشورى الوطني للحزب.

وقد اعتمد المكتب الوطني التحضير لكيفية حضور الحركة من خلال برنامج للمشاورات مع إطارات الحزب ومناضليها عبر الولايات، حيث تشارف العملية حسب المسؤول الأول للنهضة على نهايتها.

وينتظر أن يتم تقديم مجموعة من المقترحات أمام مجلس الشورى الوطني المؤهل قانونا وفق مواثيق الحركة وفي مقدمتها القانون الأساسي للفصل في الصيغة التي تدخل بها الحركة هذه الاستحقاقات الرئاسية.

وفي ظل تأكيد ذويبي أنه "لا سبيل عن بناء المؤسسات السياسية إلا الانتخابات الحرة والنزيهة"، يبقى النقاش داخل الحزب عن كيفيات المشاركة إن كان بمرشح عنها أو دعم آخر. 

غير أن دخول الانتخابات يتطلب شروطا حسب النهضة، يجب أن تتوفر حتى يمكن الوصول إلى انتخابات نزيهة تستعيد ثقة الجزائريين في العملية الانتخابية برمتها.

وقال رئيس النهضة إن قرار تسبيق الانتخابات الذي أقره الرئيس تبون يبقى أفضل من تأجيلها، مبرزا أن المطلوب اليوم هو مراجعة القانون العضوي للانتخابات وذلك بالنظر للنقائص والاختلالات التي ظهرت بعد محطة انتخابات سنة 2021 وكذلك مراجعة القانون العضوي للسلطة الوطنية للانتخابات.

وبقدر حرص النهضة، يتابع ذويبي، على تنظيم هذه الانتخابات فهي حريصة أيضا أن تُجرى في جو من المنافسة الشريفة وتكافؤ الفرص أمام كل المترشحين حتى يختار الشعب الجزائري رئيسا يتمتع بالشرعية القوية ويكون قادرا على تمثيل الجزائر بمواقفها وتاريخها وحسن صيانة مصالحها على أحسن وجه.

العهدة الثانية

أما عن احتمال ترشح الرئيس تبون لعهدة ثانية وإن كان مشواره في قصر المرادية يؤهله لذلك، أجاب المسؤول الحزبي، أن "تقييم حصيلة الرئيس بعد دخول أجواء الانتخابات، يقوم بها الشعب الجزائري وحده من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة عبر الصندوق الشفاف، والدستور يكفل له حق الترشح لعهدة ثانية".

وتبقى حركة النهضة محسوبة على التيار الإسلامي الذي عادة ما تطرح أفكار تتعلق بالتكتل بين أحزابه خلال المواعيد الانتخابية. وقد سبق في أجواء الربيع العربي تشكيل ما عرف وقتها بـ"التحالف الأخضر" الذي جمع حركة مجتمع السلم والنهضة والإصلاح لدخول الانتخابات التشريعية سنة 2012.

وسئل ذويبي إن كان في وارد حزبه التكتل هذه المرة وفق منظور أيديولوجي، فقال إنه "بغض النظر عن الخلفيات والاعتبارات الأيديولوجية فإن التحالفات السياسية والتنسيقات الانتخابية تعتبر من بديهيات الممارسة السياسية، غير أنها ليست مرتبطة بجهة واحدة وإنما بجهات متعددة لها أهدافها وحساباتها الحزبية المرحلية".

وأضاف قائلا: "أملنا أن نعمل جميعا في المستقبل على ترقية معاني التعاون والتنسيق والتحالف بما يؤهل الطبقة السياسية لتتحمل مسؤولية الحفاظ على الجزائر ومكتسباتها والعمل على ازدهارها وحفظ أمنها واستقرارها وفق الأولويات والقواسم المشتركة".

ذويبي وفلسطين

وخارج الهمّ السياسي الوطني، تمثل فلسطين أبرز ملف يتعاطى معه الحزب في القضايا الخارجية من منظور داعم للمقاومة ومقاربتها في مواجهة العدوان الصهيوني.

محمد دويبي للشروق :قيدوني وضربوني و منعوا عني الدواء 18 ساعة – الشروق  أونلاين

ويمثل ذويبي في ذلك، أحد الرموز السياسيين الذين دفعوا من أجل فلسطين الثمن، فقد خسر عينه بعد أن أصابته رصاصة مطاطية أطلقها جنود الاحتلال على سفينة أسطول الحرية التي حاولت كسر الحصار على غزة في أعقاب عدوان 2010.

وقد حدث كل ذلك، مثلما يروي النائب في ذلك الوقت، عند صلاة الفجر، حيث بدأ الهجوم على قافلة الحرية، ما أدى لإصابته برصاصة مطاطية في عينه اليمنى تطلبت نقله للعلاج في عمان، في مشهد يؤكد أن وحشية الاحتلال الصهيوني كانت صفة ملازمة له على الدوام ولم تبدأ بعد هجوم تشرين الأول/أكتوبر 2023.