10-فبراير-2023
الحماية المدنية سوريا

رجال الحماية المدنية خلال عملية تدخل في حلب السورية (الصورة: فيسبوك)

تواجُد فرق للحماية المدنية الجزائرية في سوريا وتركيا من أجل عمليات الإنقاذ والإغاثة جرّاء الزلزال الذي ضرب الدولتين، فجر الإثنين الماضي، حظي بتفاعل كبير من قبل الجزائريين الذين أشادوا بـ"ملائكة الأرض" كما يلقبون، وجهودهم في مساعدة المتضررين من هذه الكارثة.

منذ مغادرتهم مطار بوفاريك العسكري، بولاية البليدة، ليلة الإثنين إلى الثلاثاء الماضيين، على متن طائرات عسكرية محمّلة بمساعدات إنسانية من أغطية وأفرشة ومياه ومواد صيدلانية.. وغيرها، تتابع شريحة واسعة من الجزائريين باهتمام بالغ جهود الإغاثة التي يقوم بها رجال الحماية المدنية الجزائرية بكل من سوريا وتركيا اللتين تعرضتا لزلزال عنيف خلّف آلاف الضحايا والجرحى وخسائر مادية جسيمة.

إشادة واسعة.. وصدارة

وبحسب إحصاء منصة تنسيق وإدارة العمليات الميدانية التابعة للمجموعة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ، نشرته الحماية المدنية الجزائرية على حسابيها في تويتر وفيسبوك جاءت الجزائر في المرتبة الأولى، حسب إحصائيات المنصة من حيث الأشخاص الذين تم العثور عليهم، والأشخاص المنقذين على قيد الحياة في جميع العمليات الجارية إلى حد الآن.

 

ومقابل ذلك، إشادة واسعة بمنصات التواصل الاجتماعي بفريق الإنقاذ الجزائري الذي حلّ بتركيا وسوريا مباشرة بعد وقوع الكارثة، استجابة لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي أمر أيضا بتقديم المساعدات الإنسانية والطبية اللازمة للبلدين. حيث تفاعل نشاء جزائريون وكذلك عرب بالصور والفيديوهات والتعليقات مع تقوم به الحماية المدنية الجزائرية على أرض الواقع، من أجل إنقاذ العالقين تحت الأنقاض وانتشال جثث الضحايا.

 وكتبت الصحفية نايلة بن رحال على حسابها بفيسبوك: "ما تقوم به فرق الحماية المدنية في المناطق المتضررة من الزلزال في تركيا وسوريا يجعلنا كجزائريين نرفع رؤوسنا عاليًا فخرًا وافتخارًا بهذا الجهاز وأفراده باختلاف رتبهم، المجندين بصدق في ظروف صعبة وقاسية وسط ارتدادات شديدة وصعوبات كبيرة لكنهم يعملون دون انقطاع منذ وصولهم هناك..".

 وأضافت بن رحال: "تابعت التغطيات الإعلامية لوسائل الإعلام العالمية ما يستوجب علينا اليوم كإعلاميين أن نتجند لإبراز جهود حمايتنا وكمواطنين أيضا ندعمهم معنويا مثلا بإطلاق هاشتاغ حمايتنا فخرنا بكل اللغات."

بدورها، قالت الصحفية زهية لكال: "شهادة لله عمّا رأيته يوم انطلاق فريق الحماية المدنية نحو سوريا وتركيا، نظرتهم وتركيزهم بدا حتى قبل إقلاع الطائرة، همّة وعزم يفوقان كل تصور، الإحساس الغالب كان طاغيًا على الكل دون أن يعبر عن ذلك أحد بأي كلمة."

وواصلت سردها عن "ملائكة الأرض": "ذاهبون في مهمة لإنقاذ الأرواح، نحو المجهول سائرون، لا أحد يعلم من منا لن يعود، قد يقول البعض إني أبالغ، لكن صدقوني حتى ألوان الراية الوطنية التي حملوها وهم يضبطون صفوفهم لم تكن عادية، ألوان العلم كانت زاهية في ظلمة تلك الليلة تنير وجوه حامليها وهبة أفراد الجيش الوطني الشعبي وهم يحملون المؤونة إلى الطائرات لم تكن أيضا عادية، لا شيء عادي، لما لأنها الجزائر، لأنها إنسانية الجزائري وشهامته، حفظ الله أبطالنا وإن شاء الله العودة لأرض الوطن سالمين مظفرين غير مفقودين."

رفعتم الرأس.. شكرًا

وكتب الإعلامي مراد بوقرة معلّقًا على فيديو لرجال الحماية المدنية وهم ينقذون طفلًا رضيعًا من تحت الأنقاض: "يعملون ولا ينامون وينقذون الأطفال ثم يبكون مع ذويهم وبعدها يفرحون ثم يواصلون، الحماية المدنية الجزائرية ترفع الرأس في تركيا وسوريا."

وأشاد الصحفي بلال يوسفي بفريقي الحماية المدنية قائلا: "رجال الحماية المدنية (الدفاع المدني) دون نوم لـ72 ساعة منذ وصولهم إلى الأراضي السورية والتركية."

وأضاف: "رغم ذلك يقدمون مجهودات جبّارة لإنقاذ أحياء وانتشال جثث موتى (رحمهم الله) من تحت الركام، ألف شكر لكم."

في السياق تداول نشطاء وصفحات بمواقع التواصل، فيديو لطلبة سوريين يشكرون رجال الحماية المدنية الجزائرية على ما يبذلونه في سبيل مساعدة الشعب السوري في هذه المهنة، وعبرّوا عن ذلك بلافتات كتب عليها "شكرا الجزائر"، ومنح باقات ورد لكل عنصر من طاقم الحماية المدنية المتواجدة في مدينة حلب.

كما وجه أطفال سوريا شكرهم لأفراد الحماية المدنية الجزائرية، بطريقتهم الخاصة، من خلال إهدائهم باقة ولافتة دونوا عليها "شكرا الجزائر"، وهي الصورة التي نشرتها الحماية المدنية الجزائرية على صفحتها الرسمية بفيسبوك وعلّقت عليها: "في وسط الكارثة تظهر البراءة هدية أطفال سوريين لأعوان الحماية المدنية بقاعدة الحياة.."

تركي: الجزائريون يعملون ليل نهار

وفي السياق انتشر فيديو قصير لمواطن تركي، نقلته عدة صفحات تركية وعربية، يُشيد عبره بأداء وعمل فريق الإنقاذ الجزائري.

وقال هذا الرجل من موقع تدخل عناصر الحماية المدنية الجزائرية: "جاء إلينا فريق الحماية المدني الجزائري، ومنذ قدومهم قاموا بكل ما بوسعهم، وأخرجوا المصابين سالمين من تحت الأنقاض، شكرًا جزيلًا لهم، يعملون ليل نهار، وإلى الآن ما يزالوا يعملون، ويقومون في هذه الأثناء بإخراج ابن أختي سالمًا."

كما نقلت صفحة "إسطنبولي" على إنستغرام فيديو حول إنقاذ عناصر الدفاع المدني الجزائري، لشابة بقيت قرابة 3 أيام تحت الأنقاض، وأرفقته بتعليق جاء فيه: "أنقذها الجزائريون، نجاة شابة بعد 63 ساعة من بقائها تحت الأنقاض."

للإشارة أرسلت الجزائر، إلى تركيا فريق من الحماية المدنية متكون من 89 عونًا من مختلف الرتب بينهم أطباء وفريق سينوتقني، في حين توجه إلى سوريا فريق الحماية المدنية الخاص بالبحث والإنقاذ في الأماكن الحضرية، ويتشكل من 86 عونا من مختلف الرتب للمشاركة في عمليات الإغاثة.

وإلى غاية اليوم الجمعة، تمكنت الحماية المدنية الجزائرية بحسب الحصيلة الأخيرة التي نشرتها على صفحتها الرسمية بـ"فيسبوك" من إنقاذ 12 شخصا وانتشال 69 متوفيا بتركيا، وإنقاذ شخص واحد وانتشال 33 متوفيا في سوريا.