05-يونيو-2022
حقول النفط بمنطقة حاسي مسعود بورقلة (الصورة: Getty)

حقول النفط بمنطقة حاسي مسعود بورقلة (الصورة: Getty)

قرّرت منظمة الدول المصدرة للبترول وشركائها من الخارج بقيادة روسيا، يٌعرف بـ "أوبك+" رفع الإنتاج الإجمالي للنفط المقدار بـ 648 ألف برميل يوميًا، وجاء القرار مخالفًا لكل التوقعات،  حيث التزمت"أوبك+" بزيادة إنتاج النفط بمقدار 432 ألف برميل يوميًا، خلال الأشهر القادمة.

شركة سوناطراك ستستثمر نحو 40 مليار دولار في مجالي النفط والغاز بين عامي 2022 و2026

وعلى ضوء قرار تعديل الإنتاج الإجمالي، وإعادة توزيع وزيادة الإنتاج، سيرتفع إنتاج النفط الجزائري خلال الأشهر القادمة إلى 1.039 مليون برميل يوميًا أي بزيادة 17 ألف برميل في اليوم، ويحدث هذا لأول مرّة منذ سنة 2020 ، في آخر مرّة تجاوز النفط الجزائري فيها سقف مليون برميل يوميًا.

وتأتي الزيادة المتوقّعة في إنتاج النفط في الجزائر ودول "أوبك+"، تزامنًا مع توقعات بانخفاض إنتاج روسيا إلى ما بين 2 إلى 3 ملايين برميل يوميًا، وارتفاع الطلب العالمي، حيث تمكن خطوة روسيا من الحصول على سعر أفضل للخام، وتجنّب انعكاسات عقوبات الدول الأوروبية.

اكتشافات وحقول انتاج جديدة

في هذا السياق، وخلال شهر آذار/مارس الماضي، أعلنت شركة النفط والغاز الجزائرية "سوناطراك" اكتشافين جديدين للنفط في كل من حوض بركين وبئر ترسيم بمقدار سبعة ألف برميل يوميًا لحوض بركين و5.094 ألف برميل في اليوم بالنسبة إلى بئر ترسيم.

وأعلنت "سوناطراك" في الفاتح حزيران/جوان الجاري، عن شروع في انتاج أول الشحنات من النفط الخام من الرقعة التقاعدية بئر ركايز الواقعة في حوض بركين، وسيبلغ مستوى الإنتاج المتوقع في المرحلة الأولى حوالي 13 ألف برميل يوميًا، أما المرحلة الثانية ستمكن من إنتاج مقدار 60 ألف برميل يوميًا.

كما وقعت "سوناطراك" مع الشريك الصيني "سينوباك" عقد شراكة بمبلغ 490 مليون دولار أميركي، ستسمح باسترجاع ما يقرب 95 مليون برميل من النفط بحوض إليزي جنوبي البلاد.ذ

وتصدرت الجزائر مؤشّرات الاستثمار في عمليات اكتشاف النفط والغاز على المستوى العربي، خلال الربع الأول من عام 2022 وفق بيان منظمة الأقطار العربية للمصدرة للبترول، حيث أفاد بيان المنظمة أن "سوناطراك" حققت ثلاثى اكتشافات نفطية جديدة، الأولى على مستوى حوض بركين بتقديرات أولية تبلغ 140 مليون برميل، والثاني قرب ولاية تقرت معدل الإنتاج 961 مليون برميل، أما الاكتشاف الثالث يقع بولاية البيض بإنتاج معدلات تدفق 925 برميل يوميًا.

وقبيل انعقاد اجتماع منظمة "أوبك +" استقبل رئيس الجمهورية،  عبد المجيد تبون، يوم 22 آيار/ماي وزير المحروقات لجمهورية الكونغو والرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"،برونو جون ريتشارد ايتوا.

في هذا النحو، تداولت مصادر إعلامية مختصة في الشأن الطاقوي إلى تعرض منظمة "أوبك +" إلى ضغوطات من أجل رفع وزيادة إنتاج النفط، خاصة من طرف الولايات المتحدة الأميركية ومجموعة السبع. الضغوط أملتها قرارات الدول الأوروبية بعدم الاعتماد على مصادر الطاقة من روسيا، والعقوبات المفروضة على موسكو، والبحث عن مصادر التمويل الغازي والنفطي من الدول المصدرة للبترول والمصنعة للغاز.

يشار هنا، إلى أن  المخزون الاستراتيجي الأميركي سجّل تراجعًا في الفترات الأخيرة، وتَعطلت إمدادات النفط في ليبيا، إضافة إلى انهيار الاتفاق النووي الإيراني، وكانت السعودية رفضت في شبّاط/فيفري الماضي دعوة واشنطن لرفع الإنتاج النفطي وأكدت التزاماها باتفاق "أوبك + "، ويتوقّع خبراء أن أسعار النفط ستتراوح ما بين 110 دولارات و130 دولارًا للبرميل خلال الأشهر القادمة، مدفوعة بارتفاع الطلب العالمي وزيادة نمو الاقتصادي الصيني والعالمي.

ما هي المكاسب؟

في السياق، تعتمد الجزائر على عائدات النفط التي تمثل قرابة 90 بالمئة من مداخيلها بالعملة الصعبة،  إذ تنتج قرابة مليون برميل يوميًا من النفط، وقد حققت إيرادات بلغت 35 مليار دولار خلال سنة 2021، وتعتبر الجزائر بلدًا غازيًا بامتياز، حيث تصدر أكثر من 42 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز الطبيعي والغاز المسال.

ويرى مختصّون أن ارتفاع أسعار المحروقات ستوجه أولًا إلى تغطية العجز في الموازنة المقدرة بـ 38 مليار دولار نتيجة ارتفاع النفقات وتراجع الإيرادات في قانون المالية 2022، ومن شأنه أيضًا عم احتياطي الصرف أو تمويل صندوق ضبط الإيرادات، ثالثا حسن استغلال الموارد المالية الإضافية في دعم الاستثمارات والهياكل القاعدة والنية التحتية.

الصعوبات

في هذا الاتجاه، يرى محلّلون أن الجزائر غير قادرة على زيادة الإنتاج وتوقّعوا احتفاظها بإنتاجها الحالي وعدم تجاوزها عتبة مليون برميل يوميًا، سواء على المدى القريب أو المتوسط، ويعود السبب إلى تراجع الاستثمارات في مجال المحروقات منذ سنة 2013 سواءً على المستوى الدولي أو الوطني، وهذا نتيجة الصدمات التي شهدها السوق النفطي والتوجه كبرى الشركات إلى الاستثمار في الطاقات الجديدة والمستدامة في ظلّ التغييرات المناخية.

منظمة "أوبك +" تعرّضت إلى ضغوطات من أجل رفع وزيادة إنتاج النفط خاصة من طرف الولايات المتحدة الأميركية ومجموعة السبع

يُشار أن توفيق حكار، المدير التنفيذي لشركة النفط والغاز كشف أن شركة "سوناطراك" ستستثمر نحو 40 مليار دولار في مجالي النفط والغاز بين العامين 2022 و2026، وأن سنة 2022 الاستثمارات ستكون في حدود ثمانية مليارات دولار، وأن ثلث الاستثمارات ستكون مع شركاء أجانب، كما أن "سوناطراك" وخلال سنة 2021 حقّقت رقم أعمال يُقدّر بـ 34.5 مليارات دولار مع زيادة في الإنتاج مقدرة بـخمسة في المئة وارتفاع صادراتها بـ 18 بالمئة.