بعد يومين سيدخل أشبال الناخب الوطني، مجيد بوقرة، أرضية ميدان نيلسون مانديلا ببراقي، لتبدأ رحلة محليي "الخضر" مع المنافسة الأفريقية الـ"شان"، التي ستنطلق هذا الجمعة 13 كانون الثاني/جانفي الجاري إلى 4 شباط/فيفري المقبل.
"المحاربون" قاطعوا 3 دورات من البطولة الأفريقية وحُرموا من واحدة بسبب العقوبة
ومن أصل سبع دورات كاملة، شاركت الجزائر في دورة واحدة فقط، أُقيمت بالسودن، سنة 2011، وهي الدورة التي ظهر فيها أشبال "الجنرال" عبد الحق بن شيخة بمستوى رائع جدًا.
إخفاق في التأهل لأوّل دورة
تعود أوّل مشاركات المنتخب المحلي في تصفيات الـ"شان" إلى الدورة الأولى، التي أقيمت في كوت ديفوار سنة 2009، حيث أوقعت القرعة "الخضر" في مواجهة "أسود الأطلس" في الدور التصفوي الأخير.
ولُعب لقاء الذهاب بالجزائر يوم الثالث أيار/ماي 2008، بملعب القليعة، وانتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي هدف في كل شبكة، وهي نفس النتيجة التي انتهى عليها لقاء العودة الذي جرى في مدينة فاس، لتحسم ركلات الحظ الترجيحية أمر التأهل لصالح المنتخب المغربي، بعد أن ضيّع كل من ربيع مفتاح ومهدي بودار وحمزة كودري ضربات الجزاء، ليغيب "المحاربون" عن أول نسخة لكأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين.
عودة إلى أم درمان
بعد عامين من نسخة أنغولا، حطت بطولة الـ "شان" رحالها في أرض السودان، وهذه المرّة تأهل "الخضر" إلى المنافسة النهائية، بعد الفوز على ليبيا في الدور التصفوي، بل كانوا قريبين من التتويج بها، حيث أظهر "الخضر" مستوى رائعًا بقيادة "الجنرال" عبد الحق بن شيخة، الذي قدّم للعالم تشكيلة شابة كانت من بين أفضل أجيال اللاعبين المحليين.
ووقتها، وصل معظم لاعبي تلك التشكيلة إلى فرض أنفسهم في المنتخب الأول على شاكلة هلال العربي سوداني، مومن جابو، أمين زماموش، سعيد بلكالام، دوخة وأخرون.
مغامرة "الخضر" في السودان بدأت ضمن المجموعة الثانية رفقة البلد المضيف (السودان) وأوغندا والغابون، وتمكن "المحاربون" من الفوز على أوغندا (2-0) بفضل عبد المؤمن جابو وهلال العربي سوداني، قبل أن يتعادلوا مع الغابون (2-2) بثنائية سوداني، ثم السودان (0-0).
وفي الدور ربع النهائي، واجه المنتخب الجزائري منتخب جنوب أفريقيا الذي فاز عليه (2-0) بهدفي عادل معيزة وحسين مترف، قبل أن يُقصى أمام تونس في الدور نصف النهائي بضربات الترجيح.
قرار بالانسحاب
كان الجميع في الجزائر يعوّل على ذلك الجيل الذهبي في التتويج بلقب "شان" جنوب أفريقيا 2014، وأوقعت القرعة الجزائر في مواجهة ليبيا ذهابًا وإيابًا، قبل أن يقرّر الاتحاد الجزائري لكرة القدم الانسحاب من المواجهتين رغم أن "الخضر" دخلوا في تربص تحضيري بقيادة توفيق قريشي.
الهيئة الكروية برّرت قرارها بكثرة الإصابات ونقص التعداد، لكن السبب الحقيقي للانسحاب هو الخوف من الوضع الأمني المتردي في ليبيا آنذاك، بعد رفض "كاف" نقل المباراة خارج ليبيا، وهو ما انجر عنه حرمان المنتخب الوطني من المشاركة في دورة رواندا 2016 .
غياب الجزائر عن المحفل القاري، تواصل أيضًا في نسختي "المغرب 2018" و"الكاميرون 2021"، وهما الدورتان اللتان شهدتا حضور كل من ليبيا والمغرب عن منطقة شمال أفريقيا، ليعود "الخضر" للمشاركة هذه المرّة داخل الديار وهم في ثوب المرشّح الأبرز للتتويج.
سوداني هدّافًا
كانت دورة كأس أفريقيا للمحليين نقطة فارقة في مسيرة الكثير من لاعبي القارة السمراء، الذين ظفروا بعقود احترافية في النوادي الأوروبية.
وعلى نفس المسار تمكّن لاعب أولمبي الشلف، العربي هلال سوداني، الذي خطف أنظار كشافي المواهب في دورة السودان، التي سجّل فيها ثلاثة أهداف منصّبا نفسه كأفضل هداف جزائري في تاريخ المنافسة، وهي الأهداف التي كانت بمثابة بساط أحمر مشى فوقه نحو محطة نادي فيتوريا غيماراش البرتغالي، ومنها إلى دوريات أخرى.
