تعج السوق الجزائرية اليوم بمختلف العلامات التجارية في مجال الألبسة المستوردة، والتي تأتي في مقدمتها ماركات معروفة، إلا أنه في السنوات الأخيرة، بدأت تدخل السوق الوطنية على استحياء ألبسة لعلامات محلية تحاول أن تجد لها مكانا في خزانة الجزائري التي امتلأت مع بداية الألفية الحالية بالمنتجات التركية والصينية.
لا تتوفر إحصاءات حديثة بخصوص مساهمة الإنتاج المحلي للنسيج في السوق الوطنية رغم تطورها في السنوات الأخيرة
وإذا كانت مختلف الأزياء التقليدية معروفة للعام والخاص، وبأثمانها وبالمنطقة التي تنتمي إليها، وتعرف حضورًا في الأعراس والمناسبات الدينية، فإن ألبسة الاستعمال اليومي لماركات جزائرية مصنوعة محليًا لا تلقى ذلك الانتشار الكبير، وتظل معروفة على نطاق ضيق.
مغامرة استثمارية
بالنسبة لإدريس خدادي مسير علامة "شبانة" للألبسة الجلدية بولاية وهران، فان العلامات الجزائرية قادرة تايوم على المنافسة في السوق المحلية ،ويمكنها أن تلقى إقبالا من طرف الجزائريين استنادا لتجارب مثبتة.
وقال خدادي لـ"الترا جزائر" إن مؤسسته العائلية التي تنشط في مجال بيع الألبسة الجلدية منذ 1970 أصبحت اليوم علامة مسجلة لدى الجزائريين المحبين لهذا النوع من اللباس، رغم غلاء سعرها الذي لا يقل في محلات التجزئة عن 12 ألف دينار، مضيفا أن تصنيع الألبسة الجلدية الجاهزة ينفذ في وهران من قبل شركات أخرى أيضًا، ومعلوم أن ولايتي وهران والمدية مشهورتان بهذا النوع من الألبسة.
#VESTE_CUIR 🧥100% Cuir Véritable👌🏻Livraison 🚚 à la porte de la maison 🏡 La livraison est gratuite jusqu'au 28/03/2022...
Posted by Chibana on Thursday, March 3, 2022
وبدوره يعتقد بناني هشام مدير علامة "كوسموس" للأحذية التي انطلقت في التصنيع المحلي منذ ثمانية أشهر أن مغامرته الاستثمارية الجديدة تسير في الطريق الصحيح، رغم أنه من السابق لأوانه إصدار حكم كهذا بالنظر إلى قصر عمر هذه التجربة، وفق ما قال لـ"الترا جزائر".
وأوضح هشام بناني أن ما شجعه على خوض هذه الخطوة، هو نجاح استثماره في شركة "أغات" المتخصّصة في بيع الحلي المطلي بالذهب وإكسسوارات بالأحجار الكريمة، والتي استطاعت أن تحقق أرباحًا مقبولة في السوق الجزائرية، وتصنع اسمًا لدى الزبائن.
أسرار النجاح
مثل كثير من المؤسسات الخاصة في الجزائر التي تأسست على أساس عائلي، بنت شركة شبانة للألبسة الجلدية نجاحاتها في هذا المجال، وهو ما جعل هذه "الصنعة" تتوارث من جيل لآخر، الأمر الذي مكن من أن تكون مختلف القطع التي تنتجها مطلوبة في مختلف ولايات الجزائر، وحتى في الدول الأوروبية ممثلة في فرنسا على وجه الخصوص، وفق ما أوضح إدريس خدادي.
والأمر لا يختلف أيضًا بالنسبة لمؤسسة" كوسموس" للأحذية التي أسسها شقيقان مع ابن عمهما، بالاعتماد على رأسمالهم الخاص دون الحاجة إلى مساعدات مالية من الحكومة، رغم أن أصحابها الثلاثة كلهم شباب.
ويوضح هشام بناني لـ"الترا جزائر" أن الاعتماد على التجارة الإلكترونية هو من سهل بيع 1200 حذاء في تجربتهم الفتية التي لا تتعدى ثمانية أشهر، مبينا أن وسائل التواصل الاجتماعي فضاء مناسب لتسويق منتجاتهم التي تقتصر حاليًا على موديل واحد موجه للطبقة المتوسطة، لكنه سيوسع مستقبلًا إلى فئات أخرى، بإنتاج أحذية من الطراز الرفيع الذي سيشكل مستهلكًا جديدًا لهذه المؤسسة الفتية.
وبدوره، يشير إدريس خدادي إلى أن الإعلان الإلكتروني فتح أسواقًا جديدة للشركة التي مكن وجودها بمواقع التواصل الاجتماعي في المدة الأخيرة من رفع عدد زبائنها.
رهان على الأتراك
من المؤكّد أن العديد من الشركات الجزائرية الناشئة في مجال الألبسة التي بدأت تأخذ حصتها في السوق الجزائرية، مثل شركة "صبي زين" بغرداية المختصة في صناعة الألبسة الداخلية للأطفال، والتي استطاعت اليوم بحق فرض نفسها في السوق الجزائرية بالنظر لجودة منتجاتها على الرغم من حاجاتها لإضافات في التصميم والألوان، إلا أن الرهان الأكبر يبقى معلق على شركة " تيال" بغليزان الذي هي نتيجة شراكة جزائرية تركية.
وبدأت "تيال" اليوم طرح منتجاتها في السوق الجزائرية مثل سراويل الجينز الرجالية التي تباع في السوق في تسع موديلات، إضافة إلى منتجات من الأقمصة الرجالية، وتقوم بتوفير المنتجات الصوفية والأقمشة.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع "تايال " بغليزان الذي أنشأ بشراكة مع مجمع العمومي للنسيج "جيتاكس" تسعة آلاف طن سنويًا، وهو يتوفر على ثمانية مصانع مدمجة مملوكة لـ"تيال".
ولا تتوفر إحصاءات حديثة بشأن مساهمة الإنتاج المحلي للنسيج في السوق الوطنية، بالرغم من انتعاش الإنتاج في السنوات الماضية بفضل الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا، وتوقف الاستيراد، إضافة إلى الإجراءات المشددة التي اتخذتها الحكومة لتقليص الواردات إلى الجزائر، وذلك بتقليل عدد الرخص الممنوحة.
Hey 👋😄 Les pointures féminines (36/37/38/39) Bientôt disponible (fin de semaine) vous pouvez précommander dès maintenant...
Posted by Cosmos Algerie on Saturday, July 23, 2022
وكان رئيس المدير العام للمجمع العمومي للنسيج "جيتاكس" مقران زروقي قد قال في 2019 أن مستوى العرض من الملابس المحلية لفائدة عموم المستهلكين قد تحسن بالمقارنة مع السنوات الماضية، حيث انتقلت حصة الألبسة المحلية بالسوق الوطني من 4 بالمائة سنة 2016 إلى 20 بالمائة في 2018، وهو الرقم الذي يعتقد أنه ارتفع اليوم بفعل الأسباب المذكورة آنفا، إلا أن هذا الارتفاع ورغم غياب إحصاءات تحدد مستواه يبقى غير كاف في الوقت الحالي.
تموقع الصناعات النسيجية المحلية في السوق الوطنية ليس أمرًا سهلًا في ظل وجود منافسة صينية وتركية
من المؤكّد أن أخذ الصناعات النسيجية المحلية مكانًا في السوق الوطنية ليس بالأمر السهل، خاصّة إذا تعلق الأمر بمنافسة المنتجات التركية والصينية من حيث السعر وحتى الكم، إلا أن تقليص الاستيراد في هذا المجال وبعث صناعة محلية متطورة قد يكون ممكنًا في حال ما رفعت الحكومة المشاكل المتعلقة بتوفير المواد الأولية ووقف التهريب وتشجيع الشركات الناشئة في مجال الألبسة لتجسن الجودة.