أكد حسني عبيدي مدير مركز الدراسات حول العالم العربي والمتوسط في جنيف، أن الجزائر مفروض عليها المساهمة في بناء نظام عالمي جديد بدأت معالمه تتشكل على الساحة الدولية.
أستاذ العلوم السياسية بجامعة حنيف: كل الدول بما فيها الجزائر مطالبة بجرد مقوماتها ووسائل القوة التي يمكن أن تتمتع بها لبناء النظام العام الجديد
وأوضح عبيدي في محاضرة ألقاها بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية بالجزائر العاصمة، تحت عنوان "نحو نظام دولي جديد: أي دور العالم الجنوب"، أن "دور الجزائر ليس ترفًا بل حتمية تفرضها عليها التحديات الإقليمية والأمنية".
وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة حنيف، أن كل الدول بما فيها الجزائر مطالبة بجرد مقوماتها ووسائل القوة التي يمكن أن تتمتع بها قبل تحديد الأهداف التي هي ترجمة للوسائل".
وشدد على أنه "لابد من توفر السياسة التي تكفل لها تحقيق الأهداف سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي وهذا يفيد في عملية تحديد الأولويات ة والمعارك التي يمكن أن تخرج منها سالمة".
ولتحقيق هذه الغاية، أكد المحاضر ضرورة تحيين السياسة الخارجية الجزائرية ومواءمتها مع الواقع الدولي الجديد، وتجنب الدخول في صراعات خاصة في الجوار الجزائري القريب.
وذكر في هذا السياق أنه يجب إبقاء علاقات الجزائر مع النخب العسكرية الجديدة التي وصلت إلى الحكم في دول منطقة الساحل لضمان الحوار كأساس لاستقرار المنطقة وحل أزماتها.
ولفت إلى أن السياسة الخارجية الجزائرية بحاجة إلى مراجعة كاملة على ضوء ما يحدث في العالم من تحولات في إطار تشكيل النظام الدولي الجديد، حيث لا يمكن للدولة أن تناضل، حسبه، لوحدها من أجل قضايا أو مواقف معينة قد تسبب لها حساسيات وصراعات دولية.
وأبدى الباحث ثقته في قدرة الكفاءات الجزائرية من خبراء وسفراء ودبلوماسيين يمكنهم لعب دور فعال في هذا التطور.
وفي اعتقاد عبيدي، فإن العالم يتجه نحو نظام دولي جديد لا يمكن التكهن بشكله أو معالمه وعلى الدول التي تريد أن تلعب أي دور فيه أن تقوم بتقييم مكتسباتها ومقوماتها المعرفة أهدافها وتحدياتها ولمعرفة أي دور محتمل لها في صناعته".
ومن مؤشرات ذلك، حسب الباحث، التطورات الحاصلة في فلسطين وأوكرانيا وإجماع قادة وساسة عبر العالم حول حتمية التوجه نحو نظام عالمي، مستدلًا بتصريح كبار قادة العالم ومنهم الرئيس الأميركي الذي قال بأن البشرية بحاجة إلى نظام دولي جديد.
