10-يناير-2020

عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (المركز العربي للأبحاث)

يطرح المفكّر العربي عزمي بشارة، في حوار له، أجرته الجريدة الفرنسية اليومية "ليبيراسيون"، وجهة نظره حول الحراك الشعبي في الجزائر، وعدد من القضايا العربية الراهنة.

 يرى المفكّر العربي، أنّ الجزائر تمتلك فرصًا كبيرة للنجاح، لأنّ هناك توافقًا حول الدولة

وفي خضم حديثه عن سياقات عربية عديدة، أكد المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أن الحلّ الوحيد هو التحرّك نحو تمثيل الحراك الشعبي في الجزائر، مضيفًا أنه "لو كان الحراك في الجزائر، يمتلك واجهةً أو لديه ممثّلين، كان ليقدّمهم خلال الانتخابات الرئاسية، التي كان من الممكن الخروج منها ببرنامج لتنظيم انتقال ديمقراطي".

اقرأ/ي أيضًا :عزمي بشارة مشخصًا حال الخيار الديمقراطي العربي

في هذا السياق، رأى المفكّر العربي أنّ الجزائر تمتلك فرصًا كبيرة للنجاح، لأنّ هناك توافقًا حول الدولة، مضيفًا أن البلاد قادرة على تحمّل فترة انتقالية على عكس تونس ومصر؛ لأنّها بلد غنيّ هذا من جهة، وبفضل المستوى التعليمي للجزائريين، من حاملي الشهادات العليا من جهة ثانية.

يعتقد المتحدّث أن الملاحظ في الوضع الجزائري، هو وجود رغبة من الطرفين، سواءً من النظام أو من الشعب للتعلّم من دروس الماضي، وتفادي الوقوع في سنوات سوداء أخرى، حيث أصبح هذا عنصرًا مؤسّسًا في الهوية الوطنية، على حدّ قوله.

هنا، يتساءل بشارة: " يقف الجيش في الجزائر اليوم، في موضع قوّة، ويبقى علينا أن نعرف ما إذا كان سيسلّم السلطة للمدنيين أم سيحتفظ بها؟".

وبالنسبة لبشارة فإنّ الجيش ادعى أنه بتنظيمه للانتخابات، يبحث عن سبل ملء الفراغ الدستوري؛ "لأنّه لا يُريد أن يمسك زمام الحكم، لكن لا يمكن التأكّد من صدق هذا الخطاب، والشعب الجزائري غير مقتنعٍ على كل حال". يعلّق المتحدّث قائلًا: " الجيش في الجزائر لم يقم بأيّة مبادرة لطمأنة الشعب حول نواياه، ولم يقترح فتح باب الحوار".

ويقدم بشارة في هذا الحوار الذي أجرته معه صحيفة "ليبيراسيون"، قراءة حول فترة حكم الرئيس السابق بوتفليقة، إذ يرى هنا أنه رغم ما تميّز به نظام بوتفليقة من فساد، "إلا أنّه نجح في تهميش الجيش، وإخضاعه للجسد السياسي، غير أنّه في مقابل ذلك، ترك اللجام في يد رجال الأعمال، بما فيهم الفاسدون".

عزمي بشارة: "الجيش في الجزائر، لم يقم بأيّة مبادرة لطمأنة الشعب حول نواياه، ولم يقترح فتح باب الحوار"

يبدو المفكّر العربي عزمي بشارة متفائلًا بخصوص الوضع في الجزائر، موضّحًا أن كلّ الشروط مجتمعة في هذا البلد، "وإذا انتهجت الجزائر سكّة الديمقراطية، ستكون قد منحت خطوة مشّجعة لكافة دول العالم العربي".

 

اقرأ/ي أيضًا :

عزمي بشارة: الحراك الجزائري رفع رؤوسنا بسلميته وحضاريته

عزمي بشارة: الجزائر تعيد كتابة التاريخ وما يحدث هو ثورة إصلاحية