20-نوفمبر-2019

رياض محرز، بيب غوارديولا (أفريكا سبور)

أسئلة كثيرة تثار وسط أنصار نادي مانشيستر سيتي الإنكليزي والمشجّعين الجزائريين، حول أسباب عدم اعتماد المدير الفنّي للفريق بيب غوارديولا على لاعبه رياض محرز بشكلٍ كبير في مباريات فريقه، رغم المستوى العالي الذي يقدّمه المرشّح الأكبر للفوز بجائزة أحسن لاعب إفريقي لهذا العام مع النادي أو مع المنتخب الجزائري.

المدرّب السابق لبرشلونة وبايرن ميونيخ واصل سياسته في عدم إقحام محرز حتّى في المباريات القويّة

لم تعد هذه التساؤلات تقتصر على عشّاق صاحب التمريرات الحاسمة فقط، ولكنّها أصبحت متداولة أيضًا من قبل الفنيين والعارفين بخبايا الساحرة المستديرة.

اقرأ/ي أيضًا: فرانس فوتبول: رياض محرز مرشّح لنيل الكرة الذهبية

اهتمام وتهميش

في الـ 10تمّوز/جويلية عام 2018، أعلن مانشستر سيتي تعاقده مع رياض محرز بقيمة 60 مليون جنيه إسترليني، بعقد يمتدّ لـ 5 سنوات.

وصرّح محرز وقتها لموقع النادي أنه "سعيد جدًا للانضمام إلى سيتي، إنه فريق يلعب كرة قدم رائعة تحت قيادة بيب غوارديولا"، مضيفًا إن "أوّل شيء أخبرني به بيب غوارديولا عندما وصلت لمانشيستر سيتي، أنه سعيد بتواجدي رفقة الفريق بعد أن انضممت بشكل مباشر".

يبدو أن هذه السعادة، بدأت تغادر ملامح الدولي الجزائري مع مرور الأيّام، رغم أن مدرّبه غوارديولا هو من أصرّ على خطفه من ليستر نهاية ذلك الموسم، بعد أن فشل في مسعاه خلال فترة الانتقالات الشتوية العام الماضي.

إلحاح غوارديولا لم يُترجم على أرضية الملعب، بسبب عدم إشراك محرز أساسيًا بشكلٍ دائم وحتى احتياطيًا في بعض المباريات في أوّل موسم له مع السيتي، وذلك باعتراف المدرّب الاسباني الذي اضطر في شبّاط/فبراير 2019، إلى تقديم اعتذار للاعبه المميّز في ندوة صحافية.

وقال غوارديولا للصحافيين "أنا السبب في عدم مشاركة محرز، والذنب ليس ذنبه على الإطلاق، أنا حزين لأنه يتدرّب بشكل رائع".

وأضاف: "نملك لاعبين رائعين مثل برناردو ورحيم في المقدّمة، وهذا هو السبب الوحيد لغيابه، ولا يوجد سبب محدّد مثل الانزعاج منه أو شيء من هذا القبيل.. سعداء بهذا اللاعب، لكن لسوء الحظ لست كريمًا معه وفي الواقع لا أمنحه الدقائق التي يستحقها.. أنا آسف.. هذا كلّ ما يمكنني قوله".

كان الجميع يتوقّع أن يتغير هذا الوضع بداية الموسم الجديد، خاصّة بعد أن ظهرت لمسة محرز في المباريات التي شارك فيها سواء بتسجيل الأهداف أو بتقديم تمريرات حاسمة، وكذا عقب الوجه الذي ظهر به قائد الخضر في كأس أمم أفريقيا الأخير، بعد أن كان له دورٌ كبير في تتويج المنتخب باللقب القاري.

غير أن المدرّب السابق لبرشلونة وبايرن ميونيخ، واصل سياسته في عدم إقحام محرز حتّى في المباريات القويّة، مثلما كان الحال في المواجهة الأخيرة التي منّي فيها نديه بخسارة ثقيلة أمام ليفربول.

 

رأي المتخصصين

هذا الوضع الذي يعيشه محرز للعام الثاني على التوالي، جعل حتى التقنيين يتحدّثون عن التهميش الذي يلقاه من قبل مدرّبه في النادي، وعلى رأسهم مدرّب المنتخب الجزائري جمال بلماضي الذي لعب سابقًا لمانشيستر سيتي.

وقال بلماضي "لا أريد مهاجمة بيب غوارديولا، مدرّب محرز في النادي، ولا أرغب في وضع رياض في موقف صعب مع فريقه، ولكن في المباراة أمام ليفربول، أعتقد أنه كان بالإمكان الدفع به وتغيير مجرى المباراة".

وأضاف بلماضي: "محرز لاعب مهاريّ يُريد لعب كل المباريات، خاصّة في فريق مثل السيتي الذي يستطيع الاستحواذ ويسمح له بتحقيق طموحاته المرتفعة".

من جهته، لم يخف نجم الكرة المصرية محمد أبو تريكة، خلال تحليلاته في قنوات "بي إن سبورتس" امتعاضه من عدم منح المدرب الاسباني وقت لعب أكبر لمحرز، وهو الذي يقدم مستويات قويّة هذا الموسم.

وقال أبو تريكة خلال مباراة مانشستر سيتي وأستون فيلا، "إنّ غوارديولا مطالب بأن يُعامل محرز معاملة أفضل بكثير، عليه أن يمنحه فرصًا أكثر للعب وأن يُشركه أساسيًا مع الفريق في المباريات القادمة وبشكلٍ مستمرٍّ، أكثر من المرّات السابقة".

غضب جماهيري

لطالما قوبل التجاهل الذي يتعرّض له محرز من قبل مدرّبه غوارديولا، غضبًا من طرف عشاق بطل الدوري الانجليزي ومن الجماهير الجزائرية، خاصّة خلال المباراة الأخيرة أمام ليفربول، حينما كان الجميع ينتظر إدخال الدولي الجزائري في الشوط الثاني لتدارك النتيجة إلا أنّ المدرّب الاسباني خالف هذه التكهّنات.

وذهب البعض في تعصبهم لنصرة محرز حتى تصنيف ما يقوم به المدرّب الإنجليزي في خانة عنصرية يتعرّض لها اللاعب الجزائري.

وحسب بعض الجماهير، فإن محرز يملك من المهارات التي كان بإمكانها أن تقلّب الكفّة لصالح مانشستر سيتي في مباراته الأخيرة أمام ليفربول، إلا أنّ بيب غوارديولا فضّل إسعاد مشجّعي الفريق الخصم على أنصار ناديه.

وإن كانت مشاركة محرز في المباراة القادمة لناديه أمام تشيلسي تبدو شبه مؤكّدة بسبب معاقبة زميله برناردو سيلفا بالإيقاف لمباراة واحدة (يوم 23 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري)، فإن لعبه باقي المباريات المقبلة تبقى مرهونة بتغير مزاجية الفيلسوف الإسباني، أو رحيله قريبً إلى ناديه السابق بايرن ميونيخ مثلما أشارت إليه صحيفة بيلد الألمانية، بالنظر إلى أن الأجواء داخل الفريق السماوي، تشير إلى أن هذا الموسم سيكون الأخير لغوارديولا في حال لم يحقق ألقابًا جديدة تقنع إدارة النادي، لذلك فإن قائد "محاربي الصحراء" مطالبٌ بمزيد من الصبر مع قرارات المدرّب، أو تغيير الأجواء إذا بقي الحال على حاله.

 

اقرأ/ي أيضًا:

القصص السريّة لأبطال أفريقيا.. أدب كرة القدم

الجزائر بعد التعادل الأول.. محرز وحده لا يكفي