قد يبدو لنا للوهلة الأولى أن حملات مقاطعة المنتجات والشركات الداعمة للاحتلال في الجزائر لم تكن فعالة بما يكفي، مقارنة ببعض الدول العربية التي عرفت حملات واسعة وتجاوبًا منقطع النظير، ما أثر سلبًا على عدة علامات تجارية وفروع لعدة أسماء عالمية معروفة في مختلف المناطق.
كانت هنالك عدة مبادرات لقطع الطريق أمام تقدم نشاط عدة ماركات للملابس الرياضية والأغذية تحت هاشتاغ "الجزائري يقاطع"
مع ذلك، وبالرجوع إلى مواقع التواصل التي أصبحت جبهة لا يستهان بها في دعم غزة والتعريف بالقضية الفلسطينية، نجد أن هنالك العديد من الصفحات البارزة والحسابات الشخصية لعدة مؤثرين جزائريين قد تبنت حملات المقاطعة في الجزائر، إذ يتم ذلك من خلال التعريف بعدة علامات تجارية ومؤسسات لم يكن الشعب الجزائري على دراية بماهية ملاكها وداعميها ومؤسسيها، ولا إلى أي شركة أمّ قد تنتمي بالضّبط.
هذه الصفحات التي تنتشر كثيرًا على موقعي فيسبوك وأنستاغرام، نجحت في الكشف عن العديد من السلع التي لم تكن من قبل ذات "هوية" صريحة، إضافة إلى أنها تمكنت في وقت وجيز من الإعلان عن رصد مختلف الماركات الأجنبية التي تدعم الاحتلال ماديًا ومعنويًا، و"تمول بطريقة أو بأخرى جيش الاحتلال" الذي لا يتوقف عن قصف أهل غزة.
من بين الشخصيات التي تبنت هذه الحملة، نجد صانع المحتوى ابراهيم إربان، حيث تكفل بتقديم محتوى غني عبر فيديوهات اتسمت بالهزلية، لكنها كانت في المقام الأول ذات فائدة كبيرة على المتابعين والمهتمين بهذه الحملة، حيث خصصها لرصد العديد من المنتوجات التي تغزو الأسواق الجزائرية وتعرف استهلاكًا واسعًا، إلا أنها تنتمي بالأصل إلى شركات أجنبية أظهرت مواقف داعمة وغير مشروطة للكيان المحتل رغم كل الجرائم التي قام بها لما يقارب الخمسين يوما منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وقبل ذلك بكثير أيضًا عبر عدة مراحل تاريخية..
كشف ابراهيم أيضا عن بعض الشخصيات التي تقف خلف هذه العلامات التجارية، والتي تقدم للأسف دعما للكيان أيضا، وقد استعرض تاريخها وأصولها، ما جعل العديد من المتابعين في دهشة لأنهم لم يعلموا بذلك من قبل، وقد دفع هذا المحتوى العديد من المتابعين إلى تغيير سلوكهم الاستهلاكي والبحث عن المعلومة الصحيحة لمختلف المنتوجات التي تعج بها الأسواق الجزائرية.
من جهة أخرى تبنت صفحة (Algerian positive vibes) حملة المقاطعة بأسلوبها الخاص، حيث خصصت العديد من المنشورات المفصلة على صفحتها في انستاغرام تحت هاشتاغ "الجزائري يقاطع"، وقد كانت هنالك عدة مبادرات لقطع الطريق أمام تقدم نشاط عدة ماركات للملابس الرياضية والأغذية في الجزائر، فأثارت مثلا عبارة "تحت غطاء الملابس الفاخرة، تُراق دماء غزة" تفاعلا كبيرا مع هذه الصفحة، وقد لمسنا توجه العديد من المتابعين إلى البحث عن بدائل محلية تشجيعا منهم للمنتوج المحلي واتقاء للمشاركة في دعم قتل إخوتهم في غزة.
تعمل هذه الصفحة أيضا على كشف الأرقام المهولة للأموال التي تدعم بها بعض الشخصيات وأصحاب الشركات الكبرى هذا الكيان وجيشه، ما يشجعه في الاستمرار على ارتكاب مجازره بتزكية منهم وبأموال مستهلكي منتجاتهم التي تعج بها بيوتنا.
في المقابل أيضا، امتدت حملات المقاطعة إلى البحث عن منصات عربية بديلة للتواصل، حيث تناولت بعض المجموعات على فيسبوك بدائل لمواقع تواصل ميتا التي تفرض العديد من القيود على المحتوى الداعم لغزة وترفض العدوان والقتل، كما يتم اقتراح العديد من التطبيقات التي يتم تقديمها من طرف نشطاء عرب سئموا من الحجب والمنع لكل ما يخص منشورات الدعم لأهل غزة ودلائل الجرائم المرتكبة التي لا يراها العالم.
فضل المواطن الجزائري أيضًا التوجه إلى دعم المنتوج المحلي، حيث نجد أن الشركات المحلية أصبحت تلقى دعمًا كبيرًا
من خلال حملات المقاطعة التي كشفت النقاب عن العديد من الشركات والعلامات التجارية التي تدعم الكيان، فضل المواطن الجزائري أيضًا التوجه إلى دعم المنتوج المحلي، حيث نجد أن الشركات المحلية أصبحت تلقى دعمًا كبيرًا من المواطن رغبة منه في تشجيعها وتشجيع الإنتاج، بغية التخلي عن التبعية للمنتج المستورد الذي قد يدخل في دائرة دعم الجرائم المرتكبة في غزة، كما يطالب المواطنون في مناسبات عديدة، بتحسين الجودة لكي لا يضطر أحد إلى الرجوع إلى تلك السلع بحثا عن جودة أحسن، وحتى يكف المواطن الجزائري عن المشاركة في قتل الأبرياء عن قصد أو عن غير قصد، ولا حتى أن يكون سببا في تمديد عمر الاحتلال في فلسطين.