21-يناير-2024
 (الصورة: Getty) مشجعون جزائريون في مونديال جنوب أفريقيا 2010

(الصورة: Getty) مشجعون جزائريون في مونديال جنوب أفريقيا 2010

بعد تحقيق نتيجة التعادل في مقابلتي أنغولا وبوركينافاسو، لا تزال حظوظ المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم قائمة في التأهل إلى الدور الثاني، ضمن كأس أمم إفريقيا نسخة 2023 بكوت ديفوار.. وتبقى كذلك الجماهير الجزائرية وفية  لـ "الخضر" مهما كانت النتائج بأهازيج وأغاني التي تعود لعقود طويلة.

الشاب خالد غنى للمنتخب الجزائري دعمًا لمشاركته في مونديال المكسيك سنة 1986

أغاني المشجعين الجزائريين لمحاربي الصحراء لا تقتصر على مناسبة معينة، وليست وليدة اليوم، بل تعود لفترة الثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي من خلال فريق جيش التحرير الوطني (تشكّل عام 1956)، وبعده فريق جبهة التحرير الوطني (تأسس عام 1958) الذي مثّل الجزائر وساهم في التعريف بالقضية الجزائرية في المناسبات الكروية الدولية، لذلك الأكيد أنّ هذا الفريق ناصره الجزائريون في تلك الحقبة من الزمن، بالرغم من أنّ الشعارات والهتافات حملت طابعًا ثوريًا وتحرريًا يدعو إلى الاستقلال في شاكلة الهتاف الشهير "وان تو ثري فيفا لالجيري" الذي كان أصله "نريد أن نكون أحرار" (we want to be free)،واستمر ويستمر استخدام هذا الشعار إلى اليوم، في جميع التظاهرات والفعاليات الرياضية الدولية.

بعد استقلال الجزائر في العام 1962، تحسّنت وتطورت أوضاع المجتمع، وظهرت أندية رياضية، إضافة إلى الأندية الجزائرية التي تأسست إبّان الاستعمار الفرنسي، وأصبح المنتخب الجزائري يشارك في المنافسات القارية والدولية وبالأخص بطولة كأس أمم إفريقيا وبطولة كأس العالم.

ومقابل ذلك، تطورت الأغاني الرياضية وازدهرت وبرزت عديد الأغاني التي تشجع الفريق الوطني وترافقه أينما حلّ وارتحل، وتشيد بلاعبيه، بدأت قصتها من مونديال إسبانيا عام 1982، وكانت من توقيع فنانين كبار نستعرضها في هذه الأسطر.

جيبوها يا لولاد

عام 1982، تأهل المنتخب الجزائري إلى كأس العالم التي جرت بإسبانيا، لأول مرّة في تاريخه منذ تأسيس هذه البطولة العالمية، ولمرافقته أصدرت فرقة "البحارة" التي أسسها الفنان صادق جمعاوي أغنية بعنوان "جيبوها يا لولاد" التي حقتت انتشارًا منقطع النظير في تلك السنوات، ولا تزال إلى اليوم، حيث يرددها مشجعو الخضر فوق المدرجات خلال منافسات كروية يكون الفريق الوطني مشاركا فيها.

هذي البداية ومزال مزال

في مونديال إسبانيا 1982 أيضًا، وقع الفنان الراحل رابح درياسة واحدة من أجمل الأغاني الرياضية التي رافقت ولا تزال إلى اليوم كتيبة المحاربين في تاريخ المنافسات الكروية التي دخلوها، ورغم اختلاف الأجيال إلّا أنّ الأغنية حاضرة على ألسن الجماهير الجزائرية حبا في المنتخب الوطني، وتشجيعًا له.

 أغنية درياسة جاءت مباشرة بعد الفوز التاريخي للجزائر على العملاق آنذاك المنتخب الألماني بنتيجة هدفين لواحد، حملا توقيع الدوليين السابقين رابح ماجر ولخضر بلومي.

مكسيكو حنا جينا

للمرة الثانية على التوالي، يتأهّل المنتخب الجزائري لكرة القدم إلى نهائيات كاس العالم الذي استضافته المكسيك عام 1986، فإضافة إلى أغنتي رابح درياسة و"البحّارة"، أطلق الأخوان رشيد وفتحي أغنية جميلة بعنوان "مكسيكو مكسيكو".. وقد حققت هذه الأغنية نجاحات كبيرة وأفرحت الجزائريين في تلك الفترة.

من كلمات الأغنية:"مكسيكو مكسيكو، حنا جينا، فريق مشهور معروف من زمان، في إسبانيا ورى (أظهر) البرهان، ... فرحونا، زهونا، إن شاء الله جيبوها..."

خرجوا قدّامنا.. لابسين علامنا

هذه الأغنية صدرت بمناسبة تأهل الجزائر لكاس العالم بالمكسيك عام 1986 للمرة الثانية على التوالي، وأدّاها الشاب خالد ملك الراي، دعمًا للفريق الوطني في مشواره بالمونديال، ويقول فيها "راهم خرجوا قدّامنا، لابسين ألوان علامنا (علمنا)، يا فرحي بدوك الأبطال، طالعين للمونديال، بيهم يزهاو أيامنا، يا فرحي بدوك (هؤلاء) الأبطال.. يطلع بيهم نهارنا، نفرحو ويدوم سعدنا..."

واشنو هذا يا عجابة

الأغاني الرياضية لا تقتصر على منتخب كرة القدم، بل لكرة اليد نصيبها في ذلك، بحيث صدرت أغنية عام 1989 بمناسبة تتويج خضر "الكرة الصغيرة" بالبطولة الأفريقية، بعد تغلبهم على منتخب مصر في النهائي، وكان عنوان الأغنية "واشنو هذا يا عجابة الجزائر زهات اليوم..".

الأغنية أصدرتها وأنتجتها فرقة "ناس الدوّار" وتقول في كلماتها: "واشنو هذا يا عجابة، جزاير زهات اليوم، شبّان جابوها بالكرة، فريقنا ولى (أصبح) مشهور، واشنو هذا يا لحباب، فريقنا حاضر اليوم، فرحة جمعت الشباب وكلامنا راهو مفهوم، هاذوا سبعة في الميدان كلهم دفاع وهجوم،.. الكأس جابوها، في بلادنا نخلوها وإفريقيا نحبوها وفي العالم نمثلوها..".

وفي ظل الأزمة الأمنية التي استمرت عشرية كاملة (1990-2000)،بالجزائر،  بدت أغاني دعم الفريق الوطني الجزائري، شبه منعدمة، في تلك الفترة، بينما رددت الجماهير عام 1990 بعد فوز الجزائر بأول لقب إفريقي، أغاني مونديالي 82 و 86، وبالأخص "جيبوها يا لولاد و"مبروك علينا .. هاذي البداية ومزال مزال".

وكحدث يبقى عالقًا في ذاكرة الجزائريين، بتأهل الجزائر إلى مونديال 2010 بجنوب أفريقيا بعد تصفيات ماراتونية كانت خاتمتها الفوز على مصر في مباراة السد بأم درمان الشهيرة بقدم عنتر يحيى.. عادت الروح للفنانين وأنصار المنتخب الجزائري وأطلقوا العنان لأصواتهم وأنتجوا أغاني توثق الحدث وتشجع "الأفناك" في بلاد الرئيس الراحل نيلسون مانديلا.

بلادي ساكنة في قلبي

أطلقت فرقتي "ميلانو" و"تورينو" ويشكلها شباب من أبناء العاصمة، أغنية "بلادي ساكنة في قلبي" عام 2009، وشعارها "الجزائريون ضد العنف"، وفيها يتغنون فيها بالمدرب آنذاك رابح سعدان وبأداء اللاعبين، كما يتذكرون نجوم الجزائر وتاريخهم في كأس العالم 1982 و1986. كما يتمنون عبرها التأهل لمونديال 2010 بعد ما حدث مع المنتخب المصري.

وقد لاقت هذه الأغنية النجاح والرواج في ظل "الأجواء المشحونة" التي تسبب فيها بعض الإعلاميين المصريين وبعض وسائل الإعلام في مصر، وثلة من الفنانين... وأطلقت الفرقتين "تورينو" و"ميلانو" أغنية "زوج بزود دخلو" وأغاني أخرى أخرجت الجزائريين إلى الشوارع ورقصوا على أنغامها.

وبعد مونديال 2010، وتحقيق الجزائر لـتأهل رابع في تاريخها بمشاركتها في كأس العالم بالبرازيل، إلى غاية تتويج الجزائر باللقب الثاني لكأس أمم إفريقيا بمصر، انتعشت سوق الأغاني الرياضية وتعددت أسماء الفنانين المؤدين لها فعجّت الساحة بالأغاني المشجعة للفريق الوطني.

برازيليا.. رانا جينا

هذه الأغنية أنتجت بمناسبة تأهل المنتخب الجزائري لمونديال البرازيل عام 2014، بقيادة المدرب البوسني وحيد حليلوزيتش، بحيث كانت المشاركة تاريخية بصعود الجزائر إلى الدور الثاني وتألقها أمام ألمانيا. والأغنية من أداء الشاب وحيد وفرقة "ميلانو".

 

بين سنتي 2010 و2019 صدرت عديد الأغاني الجميلة المخلدة لتاريخ "محاربي الصحراء"

وبين 2010 و2019 صدرت عديد الأغاني الجميلة المخلدة لتاريخ "محاربي الصحراء"، وتتغنى بحب الجزائر وبالراية الوطنية والنشيد الوطني مثل "كي نسمع قسمًا الدمعة في عينيا" لفرقة "ميلانو" و"1.2.3 فيفا لالجيري" للشابة صونيا والشاب محفوظ، "دزاير بلادنا وحنا ولادها" لمغني الراي كادار الجابوني، وأطلقها بمناسبة كأس إفريقيا بمصر 2019، "الجزائر يا لميمة" للشابة صونيا مع محمد الصغير، إضافة إلى "ماما أفريكا" لموح ميلادنو وزنغا كرايزي، بمشاركة عدد من الفنانين ونشطاء منصات التواصل.