04-أكتوبر-2023
فرقة موسيقية

(تركيب: الترا جزائر)

في الآونة الأخيرة، فرقة موسيقية شبابية من الجزائر، استطاعت لفت الأنظار إليها على منصات التواصل الاجتماعي بفعل ما تصنعه من موسيقى جميلة تقوم على إعادة الأغاني التراثيّة القديمة بلمسة عصرية.

قائد فرقة "DRP" لـ "الترا جزائر": سنُقابل الجمهور لأوّل مرّة قريبًا في حفل مدّته 90 دقيقة

في ولاية برج بوعريريج (234 كلم عن العاصمة)، ظهرت فرقة فنّية فتية تطلق على نفسها اسم "DRP"، ودلالة حروفه تعني ثلاث كلمات: "تنوع، ريتم، بوليفوني" (تعدد الأصوات الموسيقية). بحسب قائد الفريق الموسيقي الفنان نسيم ساسي.

طاقم الفرقة هم مجموعة شباب مُبدِعين يجمعهم شغف الموسيقى وحبّ الفن وروح الإبداع، يعكسون حقيقة شعار أو اسم الفرقة ويجسّدُونه على أرض الواقع انطلاقًا من تسجيل أغاني قديمة داخل فضاء مُغلق وبثّها عبر منصات التواصل وسط تفاعلٍ كبيرٍ معها من قبل المتابعين ومحبي الموسيقى.

من فرقة إلى مدرسة لتعليم الفنون

وقال قائدها الفنان، نسيم ساسي، في حديث مع "الترا جزائر" إنّ "الفرقة على التنوع، أولاّ بالنسبة للأعضاء المشكلين لها، أي كل واحد من الطاقم متخصص في طابع موسيقي مُعيّن، وأيضًا تناول الفرقة لكل الطبوع الموسيقية الجزائرية وحتى العالمية."

وأضاف ساسي حول بدايات الفرقة في عالم الموسيقى أن ميلادها كان في سنة 2004، وفي 2007، تحولت إلى أستوديو لتسجيل الموسيقى، ثم في 2013، أصبحت وكالة إشهار واتصال (سمعية-بصرية)، لكن حافظت على العمل الموسيقي مع الفنانين بتسجيل أعمالهم الفنّية، وخلال السنة الجارية (2023)، منذ 5 أشهر أصبحت مدرسة لتعليم الفنون والموسيقى (DRP ART)، تهتم بتعليم  الرسم والعزف على الآلات الموسيقية مثل القيتارة، البيانو، الكمان، لتولد الكورال أو الجوقة التي قدمت أغاني داخل الأستوديو في البداية، ثم أنجزت فيديوهات غنائية قصيرة لا يتعدى زمنها 90 ثانية."

وتابع ساسي قوله: "نختار أغنية جزائرية سواءً مشهورة أو من التراث ويتمّ دمجها مع أغنية أجنبية، بحيث أنجزنا أغاني في الطابع السطايفي، الشاوي، القبائلي، الراي، القناوي، وفي كل مرّة نلامس طابعًا أو ستايلًا موسيقيًا معينًا.. وغيرها."

ووفق المتحدث "الفرقة مكوّنة من 8 أعضاء (ذكور وإناث)، يُجِيدون جميعهم الغناء، كما يُتقِنُون العزف على مختلف الآلات الموسيقية."

أغاني قديمة صنعت شهرة الفرقة

وحول أهمّ وأبرز الأعمال الغنائية المصورة التي قدّمتها الفرقة بشكل حديث ونشرتها عبر حساباتها بمنصات التواصل، أشار المتحدث إلى أنّ أوّل أغنية كانت بعنوان "لزرق سعاني"، التي أدّاها أمير الراي الشاب مامي بداية التسعينيات من القرن الماضي، وهي إحدى أجمل الأغاني التي قدّمها مامي وأحبّها الجمهور الجزائري.

أمّا الأغنية الثانية قدّمت في طابع البروالي الجزائري، ومزجت بين رائعة لمايكل جاكسون "بيلي جين" (1982) وأغنية "يا لهواوية" لفنان أغنية الشعبي الجزائري مراد جعفري، بينما الفيديو الرابع فتضمن دمجا لأغنية "ساستا ناقم" للفرقة الصحراوية الجزائرية الشهيرة "تيناريوان" وأغنية من الملحون الشعبي الجزائري.

وواصل ساسي الحديث عن الأغاني والفيديوهات التي "صنعتها" الفرقة في الأشهر الأخيرة ولقيت نجاحًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث ذكر أنّ الفرقة كرّمت عندليب الراي الراحل الشاب حسني بإعادة إحدى روائعه، كما أعادت أغنية "بشطولة" لفنان الأغنية الشاوية جمال صبري وفرقته "ليبربار"، ودمجها مع أغنية من أغاني فرقة الروك الإنجليزية "ذا رولينغ ستونز" (تأسست عام 1962)."، وذلك لوجود شبه كبير بين المغني جمال صبري المدعو "جو" ومغني "رولينغ ستونز" مايك جاجر، وهو –كما اعتبره نسيم ساسي- بمثابة تكريم مزدوج خصت به الفرقتان.

وعلى هذا النحو، احتفت الفرقة بفنان الأغنية الأمازيغية الراحل إيدير والمؤلف والمغني جون لينون من "البيتلز" (1960) فرقة الروك البريطانية، ثم كرّمت فرقة  "دي آ ربي" الفنان الجزائري الراحل الشاب عزيز بأداء واحدة من أشهر أغانيه وتوظيفها ودمجها مع معزوفة للموزع الموسيقي ذو الأصول الجزائرية "ديجي سنايك"، كما هو الحال بالنسبة للمغني حميد بارودي صاحب "قافلة إلى بغداد"، حيث تم دمج هذه الأغنية صوتيا مع "تذكر الوقت" لمايكل جاكسون.

تمويل ذاتي

وبالنسبة للتمويل والدعم فهو ذاتي، ولا يشكل عائقًا البتّة، باعتبار أنّ الفرقة هي وكالة إنتاج واتصال أيضًا، تحقق مداخيل مالية من خلال المشاريع التي تنجزها، ما سمح للأعضاء بالنشاط وتقديم الأحسن في مجال الموسيقى، خاصة بتوفر الأستوديو وباقي المعدّات سواء معدّات التسجيل والتصوير أو الآلات الموسيقية المختلفة وما يتصل بها، وفق ما صرّح به قائد الفرقة ومسيّر المدرسة نسيم ساسي، الذي أكدّ أنّ الظروف الملائمة والجو العام ساعد الفرقة على تقديم ما تريده والبروز في الساحة بشكل لافت.

فرقة

مشاهدات بالملايين.. ومشاريع قريبًا

عن النجاح اللافت الذي صنعته الفرقة عبر منصات التواصل الاجتماعي، والإشادة الواسعة للجمهور مع المقاطع الموسيقية التي تنشرها بين الفنية والأخرى، لفت محدّثنا إلى أنّ "التفاعل مع أعمال الفريق الموسيقي كبير جدًا، من حيث عدد "اللايكات" والمشاهدات، فحازت بعض الفيديوهات على أكثر من 5 ملايين مشاهدة على منصة "تيك توك"، كما وصلتهم اقتراحات من قبل مؤسسات فاعلة في الثقافة والفن عمومية وخاصة، من أجل إحياء الحفلات والمشاركة في مهرجانات محلية.

الأغاني التي تعيدها الفرقة الموسيقية حصدت ملايين المشاهدات والمشاركات على منصات التواصل الاجتماعي

وكشف ساسي أنّ "الفرقة تعكف خلال الفترة الحالية على التحضير لمشروع فني مدّته 90 دقيقة من أجل تأديته على المسرح ولقاء الجمهور من خلاله لأوّل مرّة، حيث سيجسد قريبًا بعد تقدم العمل عليه بنسبة 50 بالمائة."

للإشارة طاقم الفرقة الموسيقي يتكون من نسيم ساسي، بدرالدين زهار، محمد مباركية، آية بلميهوب، سيلين، منير عطية، أيمن عطية، دانيل سامي كربوب.